< سفر القضاة 14

Listen to this chapter • 3 min
[1] ونَزَلَ شِمْشونُ إِلى تِمنَة، فرَأَى في تِمنَةَ ٱمرَأَةً مِن بَناتِ فَلِسْطين.
[2] فصَعِدَ وأَخبَرَ أَباه وأُمَّه وقال: «رَأَيتُ في تِمنَةَ ٱمرَأَةً مِن بَناتِ الفَلِسطينِيِّين، فٱتَّخِذاها الآنَ لي زَوجَةً».
[3] فقالَ لَه أَبوه وأُمُّه: «أَلَيسَ في بَناتِ إِخوَتِكَ وفي شَعْبي كُلِّه ٱمرَأَةٌ، حتَّى تَذهَبَ وتَأخُذَ ٱمرَأَةً مِنَ الفَلِسطينِيِّينَ القُلْف؟» فقالَ شِمْشونُ لأَبيه: «بل إِيَّاها تَأخُذُ لي، لأَنَّها حَسُنَت في عَينَيَّ».
[4] ولَم يَعلَمْ أَبوه وأُمُّه أَنَّ هٰذا كانَ مِن قِبَلِ الرَّبّ وأَنَّه كانَ يَطلُبُ عِلَّةً على الفَلِسطينِيِّين، وكانَ الفَلِسطينِيُّونَ في ذٰلك الزَّمانِ مُتَسَلِّطينَ على إِسْرائيل.
[5] فنَزَلَ شِمْشونُ وأَبوه وأُمُّه إِلى تِمنَة. ولَمَّا بَلَغوا إِلى كُرومِ تِمنَة، إِذا شِبلُ لَبُؤَةٍ يَزأَرُ في وَجهِه.
[6] فانقَضَّ على شِمْشونَ روحُ الرَّبّ، فشَقَّ الشِّبلَ كما يُشَقُّ الجَدْيُ ولَم يَكُنْ في يَدِه شَيء. ولَم يُخبِرْ أَباه وأُمَّه بما فَعَل.
[7] ثُمَّ نَزَلَ وخاطَبَ المَرأَة، فحَسُنَت في عَينَي شِمْشون.
[8] ورَجَعَ بَعدَ أَيَّامٍ لِيَأخُذَها، فمالَ لِيَرى جُثَّةَ الأَسَد، فإِذا في جَوفِ الأَسَدِ فِرْقٌ مِنَ النَّحلِ وعَسَل.
[9] فأَخَذَ مِنه على كَفَّيه ومَضى وهو يأكُل. وجاءَ إِلى أَبيه وأُمِّه وأَعْطاهما فأَكَلا، ولَم يُخبِرْهما أَنَّه مِن جَوفِ الأَسَدِ أَخَذَ العَسَل.
[10] ونَزَلَ أَبوه إِلى المَرأَة، وصَنَعَ هُناكَ شِمْشونُ وَليمَةً، لأَنَّه هٰكذا كانَ يَصنَعُ الفِتْيان.
[11] فلَمَّا رَأَوا شِمْشون، أَخَذوا لَه ثَلاثينَ وصيفًا، فكانوا معَه.
[12] فقالَ لَهم شِمْشون: «إِنِّي عارِضٌ علَيكم لُغزًا. فإِن حَلَلتُموه لي في سَبعَةِ أَيَّامِ الوَليمةِ وأَصَبتُم، أَعطَيتُكم ثَلاثينَ قَميصًا وثَلاثينَ حُلَّةً مِنَ الثِّياب.
[13] وإِن لم تَقدِروا أَن تَحُلُّوه لي، أَعطَيتَموني ثَلاثينَ قَميصًا وثَلاثينَ حُلَّةً مِن الثِّياب». فقالوا لَه: «إِعرِضْ لُغزَكَ لِنَسمَعَه».
[14] فقالَ لَهم: «خَرَجَ مِنَ الآكِلِ أَكْلٌ ومِنَ القَوِيِّ حَلاوة». فلَم يَستَطيعوا في ثَلاثةِ أَيَّامٍ أَن يَحُلُّوا اللُّغْز.
[15] فلَمَّا كانَ اليَومُ السَّابِع، قالوا لِٱمرَأَةِ شِمْشون: «أَغْري زَوجَكِ حتَّى يَحُلَّ لَنا اللُّغْز، وإِلاَّ نُحرِقُكِ مع بَيتِ أَبيكِ بِالنَّار. أَلِتَسلُبونا دَعَوتُمونا؟»
[16] فَبَكَتِ ٱمرَأَةُ شِمْشونَ لَدَيه وقالَت: «إِنَّما أَنتَ تُبغِضُني ولا تُحِبُّني. قد عَرَضتَ على بَني شَعْبي لُغزًا ولم تُطلِعْني علَيه». فقالَ لَها: «إِنِّي لم أُطلِعْ علَيه أَبي وأُمِّي، أَفإِيَّاكِ أُطلِعُ علَيه؟»
[17] فبَكَت لَدَيه سَبعَةَ أَيَّامِ الوَليمة. فلَمَّا كانَ اليَومُ السَّابِع، أَطلَعَها علَيه، لأَنَّها كانَت قد ضايَقَته. فأَطلَعَت بَني شَعبِها على اللُّغْز.
[18] ففي اليَومِ السَّابِع، قَبلَ غُروبِ الشَّمْس، قالَ رِجالُ المَدينة: «أَيُّ شَيءٍ أَحْلى مِنَ العَسَل، وأَيُّ شَيءٍ أَقْوى مِنَ الأَسَد؟» فقالَ لَهم: «لَولا أَنَّكم حَرَثتُم مع عِجلَتي، لم تَجدوا لُغْزي».
[19] وٱنقَضَّ على شِمْشونَ روحُ الرَّبّ، فنَزَلَ إِلى أَشقَلون، وقَتَلَ مِنهم ثَلاثينَ رَجُلًا، وأَخَذَ أَسْلابَهم وأَعْطى الحُلَلَ لِكاشِفي اللُّغْز. وغَضِبَ وصَعِدَ إِلى بَيتِ أَبيه. وصارَتِ ٱمرَأَةُ شِمْشونَ لِوَصيفِه الَّذي كانَ يُرافِقُه.