< سفر القضاة 13

Listen to this chapter • 3 min
[1] وعادَ بَنو إِسْرائيلَ فصَنَعوا الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبّ. فأَسلَمهمُ الرَّبُّ إِلى يَدِ الفَلِسطينِيِّينَ أَربَعينَ سَنَة.
[2] وكانَ رَجُلٌ مِن صُرْعَة، مِن عَشيرةِ دانٍ ٱسمُه مَنوح، وكانَتِ ٱمرَأَتُه عاقِرًا لا تَلِد.
[3] فتَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِلمَرأَةِ وقالَ لَها: «إِنَّكِ عاقِرٌ لم تَلِدي، ولٰكِنَّكِ ستَحمِلينَ وتَلِدينَ ٱبنًا.
[4] فٱنتَبِهي الآنَ ولا تَشرَبي خَمرًا ولا مُسكِرًا، ولا تأكُلي شَيئًا نَجِسًا،
[5] لأَنَّكِ ستَحمِلينَ وتَلِدينَ ٱبنًا لا يَعْلو رأسَه موسًى، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكونُ نَذيرًا للهِ مِنَ البَطْن، وهو يَبدأُ بِخَلاصِ إِسْرائيلَ مِن يَدِ الفَلِسطينِيِّين».
[6] فجاءَتِ المَرأَةُ وكَلَّمَت زَوجَها وقالَت لَه: «جاءَني رَجُلُ الله، ومَنظَرُه كمَظَرِ مَلاكِ الله، لَه هَيبَةٌ عَظيمة، وأَنا لم أَسأَلْه مِن أَينَ هو، وهو لم يُخْبِرني بِٱسمِه.
[7] وقالَ لي: إِنَّكِ ستَحمِلينَ وتَلِدينَ ٱبنًا. فلا تَشرَبي الآنَ خَمرًا ولا مُسكِرًا ولا تأكُلي شَيئًا نَجِسًا، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكونُ نَذيرًا للهِ مِن البَطنِ إِلى يَومِ وَفاتِه».
[8] فٱبتَهَلَ مَنوحُ إِلى الرَّبِّ وقال: «أَسأَلُكَ يا رَبُّ أَن يَعودَ إِلَينا رَجُلُ اللهِ الَّذي أَرسَلتَه ويُعَلِّمَنا ما نَصنَعُ بِالصَّبِيِّ المَولود».
[9] فسَمِعَ اللهُ صَوتَ مَنوح، فأَتى مَلاكُ اللهِ ثانِيَةً إِلى المَرأَةِ وهي في الحَقْلِ، ولم يَكُنْ مَنوحُ زوجُها معَها.
[10] فأسرَعَتِ المَرأَةُ راكِضَةً وأَخبَرَت زَوجَها وقالَت لَه: «لقَد تَراءَى لِيَ الرَّجُلُ الَّذي أَتاني في ذٰلك اليَوم».
[11] فقامَ مَنوحُ وٱنطَلَقَ وَراءَ زَوجَتِه وأَقبَلَ على الرَّجُلِ وقالَ لَه: «أَأَنتَ الرَّجُلُ الَّذي تَكَلَّمَ معَ المَرأة؟» قال: «أَنا هو».
[12] فقالَ مَنوح: «والآنَ، إِذا تَمَّ قَولُك، فكَيفَ يَكونُ التَّصَرُّفُ في أَمرِ الصَّبِيِّ وماذا يُعمَلُ بِه؟»
[13] فقالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِمَنوح: «لِتَحتَرِزِ المَرأَةُ من كُلِّ ما قُلتُ لَها:
[14] مِن كُلِّ ما يَخرُجُ مِن كَرمَةِ الخَمرِ لا تَأكُل، وخَمرًا ومُسكِرًا لا تَشْرَبْ، ولا تَأكُلْ شَيئًا نَجِسًا، بل تَحفَظْ كُلَّ ما أَمرتُها بِه»
[15] فقالَ مَنوحُ لِمَلاكِ الرَّبّ: «دَعْنا نَستَبقيكَ ونُعِدُّ لَكَ جَديًا مِنَ المَعِز».
[16] فقالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِمَنوح: «إِن أَنتَ ٱستَبقَيتَني، لم آكُلْ مِن خُبزِكَ، أَمَّا إِن صَنَعتَ مُحرقَةً فلِلرَّبِّ أَصعِدْها». (لأَنَّ مَنوحَ لم يَكُنْ يَعلَمُ أَنَّه مَلاكُ الرَّبّ).
[17] فقالَ مَنوحُ لِمَلاكِ الرَّبّ: «ما ٱسمُكَ، حتَّى إِذا تَمَّ قَولُكَ نُكرِمَك؟»
[18] فقالَ لَه مَلاكُ الرَّبّ: لِمَ سُؤالُكَ عنِ ٱسْمي، وٱسْمي عَجيب؟».
[19] فأَخَذَ مَنوحُ جَديَ المَعِزِ والتَّقدِمة، وأَصعَدَهما على الصَّخرةِ لِلرَّبّ، لَلَّذي يَعمَلُ عَمَلًا عَجيبًا، ومَنوحُ وزَوجَتُه يَنظُران.
[20] فكانَ، عِندَ ٱرتِفاعِ اللَّهيبِ عن المَذبَحِ نَحوَ السَّماء، أَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ صَعِدَ في لَهيبِ المَذبَح، ومَنوحُ وزَوجَتُه يَنظُران، فسَقَطا على وَجهَيهما إِلى الأَرْض.
[21] ولَم يَعُدْ مَلاكُ الرَّبِّ يَتَراءَى لِمَنوحَ وزَوجَتِه. فَعلِمَ مَنوحُ حينَئِذٍ أَنَّه مَلاكُ الرَّبّ.
[22] فقالَ مَنوحُ لِٱمرَأَتِه: «إِنَّنا مَوتًا سَنَموت، لأَنَّنا عايَنَّا الله».
[23] فقالَت لَه ٱمرَأَتُه: «لو أَنَّ الرَّبَّ أَرادَ أَن يُميتَنا، لَما قَبِلَ مِن أَيدينا مُحرَقَةً وتَقدِمةً، ولا كانَ أَرانا ذٰلك كُلَّه، ولَما أَسمَعَنا مِثلَ ذٰلك في هٰذا الوَقْت».
[24] ووَلَدَتِ المَرأَةُ ٱبنًا وسَمَّته شِمْشون. وكَبِرَ الصَّبِيُّ وبارَكَه الرَّبّ.
[25] وبَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُه في مُعَسكَرِ دان، بَينَ صُرعَةَ وأَشْتاؤُول.