< سفر يشوع 7

Listen to this chapter • 4 min
[1] وخالَفَ بَنو إِسْرائيلَ أَمرَ المُحَرَّم، فأَخَذَ عاكانُ بنُ كَرْمي بنِ زَبْدي بنِ زارَح، مِن سِبطِ يَهوذا، مِنَ المُحَرَّم، فٱتَّقَدَ غَضَبُ الرَّبِّ على بَني إِسْرائيل.
[2] وأَرسَلَ يَشوعُ قَومًا مِن أَريحا إِلى العَيِّ الَّتي عِندَ بَيتِ آوِن، شَرقِيِّ بَيتَ إِيل، وكَلَّمَهم قائِلًا: «إِصعَدوا وتَجَسَّسوا الأَرْض». فصَعِدَ القَومُ وتَجَسَّسوا العَيّ.
[3] ثُمَّ عادوا إِلى يَشوعَ فقالوا له: «لا يَصْعَد كُلُّ الشَّعْب، بل يَصعَدْ نَحوُ أَلَفَي رَجُلٍ أَو ثَلاثَةِ آلافِ رَجُل، ويَضرِبوا العَيّ. لا تُكَلِّفْ كُلَّ الشَّعْبِ إِلى هُناكَ، فإِنَّ أَهلَها قَلائِل».
[4] فصَعِدَ مِنَ الشَّعبِ نَحوُ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُل، فٱنَهَزَموا تُجاهَ رِجالِ العَيّ.
[5] وقَتَلَ مِنهم رِجالُ العَيِّ نَحوَ سِتَّةٍ وثَلاثينَ رَجُلًا وطَارَدوهم مِن قُدَّامِ البابِ إِلى شَباريم، ثُمَّ ضَرَبوهم في المُنحَدَر. فذابَ قَلبُ الشَّعْبِ وصارَ مِثلَ الماء.
[6] فمَزَّقَ يَشوعُ ثِيابَه وسَقَطَ على وَجهِه إِلى الأَرضِ قُدَّامَ تابوتِ الرَّبِّ إِلى المَساء، هو وشُيوخُ إِسْرائيل، ووَضَعوا التُّرابَ على رُؤُوسِهم.
[7] وقالَ يَشوع: «آه، أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، لِماذا عَبَّرتَ هٰذا الشَّعبَ الأُردُنَّ عُبورًا لِتُسلِمَنا إِلى يَدِ الأَمورِيّ، حتَّى يُبيدَنا؟ يا لَيتَنا كُنَّا ٱرتَضَينا وأَقَمْنا بِعِبرِ الأُردُنّ!
[8] أَيُّها السَّيِّد، ماذا أَقولُ بَعدَما وَلَّى إِسْرائيلُ مُدبِرًا مِن وُجوهِ أَعْدائِه؟
[9] يَسمَعُ الكَنْعانِيُّ وجَميعُ سُكَّانِ الأَرضِ فيُحيطونَ بِنَا ويَمْحونَ ٱسمَنا مِنَ الأَرْض. فماذا تَصنَعُ لِٱسمِكَ العَظيم؟».
[10] فقالَ الرَّبُّ لِيَشوع: «قُمْ، فلِماذا أَنتَ ساقِطٌ على وَجهِكَ؟
[11] قد خَطِئَ إِسْرائيلُ وتَعَدَّى عَهدِيَ الَّذي أَمَرتُه بِه، وأَخَذَ مِنَ المُحَرَّم، بل سَرَقَ وأَخفَى وجَعَلَ في أَمتِعَتِه،
[12] فلَن يَقدِرَ بَنو إِسْرائيلَ أَن يَثبُتوا أَمامَ أَعْدائِهم، بل يُوَلُّونَ مُدبرينَ مِن وَجهِ أَعْدائِهم، لأَنَّهم قد صاروا مُحَرَّمين، فلا أَعودُ أَكونُ معَكم، ما لم تَستَأصِلوا المُحَرَّمَ مِن وَسْطِكُم.
[13] قُمْ فقَدِّسِ الشَّعبَ وقُلْ: تَقَدَّسوا لِلغَد، فإِنَّه هٰكذا قالَ الرَّبُّ، إِلٰهُ إِسْرائيل: المُحَرَّمُ فيما بَينَكم يا إِسْرائيل، فلا تَقدِرونَ أَن تَثبُتوا أَمامَ أَعْدائِكم، حتَّى تُبعِدوا المُحَرَّمَ مِن وَسْطِكم.
[14] فإِذا أَصبَحتُم، فتَقَدَّموا بِأَسباطِكم، فيَكونَ أَنَّ السِّبطَ الَّذي يَخْتارُه الرَّبُّ بِالقُرْعَةِ يَتَقَدَّمُ بِعَشائِرِه، والعَشيرَةُ الَّتي يَخْتارُها الرَّبُّ بِالقُرعَةِ تَتَقَدَّمُ بِبِيُوتِها، والبَيتُ الَّذي يَخْتارُه الرَّبُّ بِالقُرْعَةِ يَتَقَدَّمُ بِرِجالِه،
[15] ويَكونَ أَنَّ المُخْتارَ بِالقُرعةِ في أَمرِ المُحَرَّمِ يُحرَقُ بِالنَّار، هو وكُلُّ ما لَه، لأَنَّه تَعَدَّى عَهدَ الرَّبّ، وصَنَعَ مُنكَرًا في إِسْرائيل».
[16] فبَكَّرَ يشوعُ في الصَّباح، وقَدَّمَ إِسْرائيلَ بِحَسَبِ أَسْباطِهم، فوَقَعَتِ القُرعَةُ على سِبطِ يَهوذا.
[17] وقَدَّمَ سِبطَ يَهوذا فَوقَعَتِ القُرعَةُ على عَشيرةِ الزَّارَحِيِّين. وقَدَّمَ عَشيرةَ الزَّارَحِيِّينَ بِرِجالِها فوَقَعَتِ القُرعَةُ على زَبْدي.
[18] وقَدَّمَ بَيتَه بِرِجالِه فوَقَعَتِ القُرعَةُ على عاكانَ بنِ كَرْمي بنِ زَبْدي بنِ زارَح، مِن سِبطِ يَهوذا.
[19] فقالَ يَشوعُ لِعاكان: «يا وَلَدي، مَجِّدِ الرَّبَّ، إِلٰهَ إِسْرائيلَ وٱحمَدْه، وأَخبِرْني بِما فَعَلتَ ولا تَكتُمْني».
[20] فأَجابَ عاكانُ يشوعَ وقال: «لا شَكَّ أَنِّي خَطِئتُ إِلى الرَّبِّ، إِلٰهِ إِسْرائيل، وفَعَلتُ كذا وكذا.
[21] رأَيتُ في الغَنيمةِ رِداءً بابِلِيًّا حَسَنًا ومِئَتَي مِثْقالِ فِضَّةٍ وسَبيكَةً مِن ذَهَبٍ وَزنُها خَمْسونَ مِثْقالًا، فٱشتَهَيتُها وأَخَذتُها، وها هي مَدْفونةٌ في الأَرضِ في وَسَطِ خَيمَتي، والفِضَّةُ تَحتَها».
[22] فأَرسَلَ يَشوعُ رُسُلًا فأَسرَعوا إِلى الخَيمَة، فإِذا هي مَدْفونَةٌ في الخَيمَة، والفِضَّةُ تَحتَها.
[23] فأَخَذوها مِن وَسَطِ الخَيمَة، وأَتَوا بِها يَشوعَ وجَميعَ بَني إِسْرائيل، وطَرَحوها أَمامَ الرَّبّ.
[24] فأَخَذَ يَشوعُ عاكانَ بنَ زارَح، والفِضَّةَ والرِّداءَ وسَبيكَة الذَّهَب وبَنيه وبَناتِه وبَقَرَه وحَميرَه وغَنَمَه وخَيمَتَه وسائِرَ ما لَه، وصَحِبَه كُلُّ إِسْرائيل، وأَتَوا بِهم وادِيَ عَكور.
[25] وقالَ يَشوع: «لِماذا جَلَبتَ النَّحسَ علَينا؟ جَلَبَ الرَّبُّ النَّحسَ علَيكَ في هٰذا اليَوم!». فرَجَمَه كُلُّ إِسْرائيلَ بِالحِجارة، (ثُمَّ أَحرَقوهم بِالنَّارِ بَعدَ ما رَجَموهم بِالحِجارة).
[26] وأَقاموا علَيه كَومةً عَظيمةً مِنَ الحِجارةِ إِلى هٰذا اليَوم. فَرجَعَ الرَّبُّ عن شِدَّةِ غَضَبِه. لأَجلِ ذٰلك سُمِّيَ ذٰلك المَكانُ وادِيَ عَكورَ إِلى هٰذا اليَوم.