< إنجيل يوحنا 10

Listen to this chapter • 4 min
[1] «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن لا يَدخُلُ حَظيرَةَ الخِرافِ مِنَ الباب، بل يَتَسَلَّقُ إِلَيها مِن مَكانٍ آخَر، فهُو لِصٌّ سارِق.
[2] ومَن يدخُلُ مِنَ الباب فهُو راعي الخِراف.
[3] لَه يَفتَحُ البَوَّاب، والخِرافُ إِلى صوتِه تُصغي. يَدعو خِرافَه كُلَّ واحدٍ مِنها بِٱسمِه ويُخرِجُها.
[4] فإِذا أَخرَجَ خِرافَه جَميعًا سارَ قُدَّامَها، وهي تَتبَعُه لأَنَّها تَعرِفُ صَوتَه.
[5] أَمَّا الغَريب فَلَن تَتبَعَه، بل تَهرُبُ مِنه لأَنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ الغُرَباء».
[6] ضَرَبَ يسوع لَهم هٰذا المَثَل، فلَم يَفهَموا مَعنى ما كَلَّمَهم بِه.
[7] فقالَ يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أنا بابُ الخِراف.
[8] جَميعُ الَّذينَ جاؤوا قَبْلي لُصوصٌ سارِقون، ولٰكِنَّ الخِرافَ لم تُصْغِ إِلَيهم.
[9] أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى.
[10] السَّارِقُ لا يأتي إِلاَّ لِيَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِك. أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس، وتَفيضَ فيهِم.
[11] أَنا الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف،
[12] وأَمَّا الأَجير، وهو لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِرافُ له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتِيًا، تَرَكَ الخِرافَ وهَرَب، فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِرافَ ويُبَدِّدُها.
[13] وذٰلِكَ لأَنَّهُ أَجيرٌ لا يُبالي بِالخِراف.
[14] أَنا الرَّاعي الصَّالح، أَعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني،
[15] كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي، وأَبذِلُ نَفْسي في سَبيلِ الخِراف.
[16] ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هٰذِه الحَظيرَة، فتِلكَ أَيضًا لا بُدَّ لي أَن أَقودَها، وسَتُصغي إِلى صَوتي، فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد.
[17] إِنَّ الآبَ يُحِبُّني، لأَنِّي أَبذِلُ نَفْسي لأَنالَها ثانِيَةً،
[18] ما مِن أَحَدٍ يَنتَزِعُها مِنِّي، بل إِنِّي أَبذِلُها بِرِضايَ. فَلي أَن أَبذِلَها، ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً، وهٰذا الأَمرُ تَلَقَّيتُه مِن أَبي».
[19] فوَقَعَ الخِلافُ ثانِيَةً بَينَ اليَهودِ بِسَبَبِ هٰذا الكَلام،
[20] فقالَ كثيرٌ مِنهم: «إِنَّ بِه مَسًّا مِنَ الشَّيطان، فهُو يَهْذي، فلِماذا تُصغُونَ إِلَيه؟».
[21] وقال آخَرون: «لَيسَ هٰذا كَلامَ مَن بِه مَسٌّ مِنَ الشَّيطان. أَيَستَطيعُ الشَّيطانُ أَن يَفتَحَ أَعيُنَ العُمْيان؟».
[22] وأُقيمَ في أُورَشَليمَ عيدُ التَّجديد، وكانَ فَصلُ الشِّتاء.
[23] وكانَ يسوعُ يَتَمَشَّى في الهَيكَلِ تَحتَ رِواقِ سُلَيمان.
[24] فٱلتَفَّ علَيه اليَهودُ وقالوا له: «حَتَّامَ تُدخِلُ الحَيرَةَ في نُفوسِنا؟ إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْه لَنا صَراحَةً».
[25] أَجابَهم يسوع: «قُلتُه لَكُم ولٰكنَّكُم لا تُؤمِنون. إِنَّ الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها بِٱسمِ أَبي هي تَشهَدُ لي.
[26] ولٰكِنَّكُم لا تُؤمِنون، لأَنَّكُم لستُم مِن خِرافي.
[27] إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي، وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني،
[28] وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبدِيَّة، فلا تَهلِكُ أَبدًا ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي.
[29] إِنَّ أَبي الَّذي وَهَبَها لي أَعظمُ مِن كُلِّ مَوجود. ما مِن أَحَدٍ يستطيعُ أَن يَختَطِفَ مِن يَدِ الآبِ شَيئًا.
[30] أَنا والآبُ واحِد».
[31] فأَتى اليَهودُ بِحِجارَةٍ ثانِيَةً لِيَرجُموه.
[32] أَجابَهم يسوع: «أَرَيتُكم كثيرًا مِنَ الأَعمالِ الحَسَنَةِ مِن عِندِ الآب، فَلأَيِّ عَمَلٍ مِنها تَرجُموني؟»
[33] أَجابَه اليَهود: «لا نَرجُمُكَ لِلعَمَلِ الحَسَن، بل لِلتَّجْديف، لأَنَّكَ، وأَنتَ إِنْسان، تَجعَلُ نَفْسَكَ الله».
[34] أَجابَهم يسوع: «أَلَم يُكتَبْ في شَريعَتِكم: قُلتُ إِنَّكُم آلِهَة؟
[35] فإِذا كانَتِ الشَّريعَةُ تَدعو آلِهَةً مَن أُلْقِيَت إِلَيهِم كَلِمَةُ الله - ولا يُنسَخُ الكِتاب -
[36] فكَيفَ تَقولونَ لِلَّذي قَدَّسَه الآبُ وأَرسَلَه إِلى العالَم: أَنتَ تُجَدِّف، لأَنِّي قُلتُ إِنِّي ٱبنُ الله؟
[37] إِذا كُنتُ لا أَعمَلُ أَعمالَ أَبي، فَلا تُصَدِّقوني.
[38] وإِذا كُنتُ أَعمَلُها، فصَدِّقوا هٰذهِ الأَعمال، إِن لَم تُصَدِّقوني. فتَعلَموا وتُوقِنوا أَنَّ الآبَ فيَّ وأَنِّي في الآب».
[39] فحاوَلوا مرَّةً أُخرى أَن يُمسِكوه، فأَفلَتَ مِن أَيديهِم.
[40] وعبَرَ الأُردُنَّ مرَّةً أُخْرى فذهَب إِلى حَيثُ عَمَّدَ يوحَنَّا في أَوَّلِ الأَمْر، فَأَقامَ هُناك.
[41] فأَقبلَ إِلَيه خَلْقٌ كثيرٌ وقالوا: «إِنَّ يوحَنَّا لم يَأتِ بِآية، ولٰكِنَّ كُلَّ ما قالَه في هٰذا الرَّجُلِ كانَ حَقًّا».
[42] فآمَنَ بِه هُنالِكَ خَلقٌ كَثير.