< سفر أيوب 40

Listen to this chapter • 2 min
[1] ووَاصَلَ الرَّبُّ كَلامَه إِلى أَيُّوبَ وقال:
[2] «هل يُخاصِمُ القَديرَ لائِمُه ويُجيبُ اللهَ مُوَبِّخُه؟»
[3] فأَجابَ أَيُّوبُ الرَّبَّ وقال:
[4] «تَكَلَّمتُ بِطَيشٍ فبماذا أُجيبُكَ؟ إِنِّي أَجعَلُ يَدي على فَمي.
[5] قد تَكَلَّمتُ مُرَّةً فلا أُجيب ومَرَّتَينِ فلا أَزيد».
[6] فأَجابَ الرَّبُّ أَيُّوبَ مِنَ العاصِفَةِ وقال:
[7] «شُدَّ وَسْطَكَ وكُنْ رَجُلًا إِنِّي سائِلُكَ فأَخبِرْني:
[8] أَلَعلَّكَ تَنقُضُ قضائي؟ أَتُؤَثِّمُني لِتُبَرِّرَ نَفْسَكَ؟
[9] أَلَكَ مِثلُ ذِراعِ الله؟ أَتَرعُدُ بِمِثْلِ صَوتِه؟
[10] فَتَزَيَّنْ بِالعَظَمَةِ والسُّمُوّ، وتَسَربَلْ بِالمَهابَةِ والكَرامة.
[11] صُبَّ فُيوضَ غَضَبِكَ وٱنظُرْ إِلى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وٱخفِضْه.
[12] أُنظُرْ إِلى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وذَلِّلْه وٱسحَقِ الأَشْرارَ في مَواضِعِهم.
[13] إِطمِرْهُم في التُّرابِ مَعًا وٱحبِسْ وُجوهَهم في الحُفرَة.
[14] حينَئِذٍ أَمدَحُكَ أَنا أَيضًا لأَنَّ يَمينَكَ تُخَلِّصُكَ.
[15] أُنظُرْ إِلى بَهيموتَ الَّذي صَنَعتُه مِثلَكَ إِنَّه يَأكُلُ العُشبَ مِثلَ الثَّور.
[16] قُوَّتُه في مَتنَيه وشِدَّتُه في عَضَلِ بَطنِه.
[17] يَشُدُّ ذَنَبَه كالأَرْز وأَعْصابُ فَخذَيه مَحْبوكة.
[18] عِظامُه أَنابيبُ مِن نُحاس وأَضْلاعُه حَديدٌ مُطَرَّق.
[19] هو أَوَّلُ طُرُقِ اللهِ في الخَلْق وصانِعُه يُعمِلُ السَّيفَ فيه.
[20] فالجِبالُ تُخرِجُ لَه الطَّعام وحَولَه تَلعَبُ جَميعُ وُحوشِ البَرِّيَّة.
[21] يَربِضُ تَحتَ عَرائِسِ النِّيل ويَختَبِئُ تَحتَ القَصَبِ في المُستَنقَع.
[22] تُخَيِّمُ علَيه عَرائِسُ النِّيلِ بِظِلِّها ويُحيطُ بِه صَفْصافُ الوادي.
[23] إِن طَغى علَيه النَّهرُ لم يَحفَلْ. هو مُطمَئِنٌّ ولَوِ ٱندَفَقَ أُردُنٌّ في فَمِه.
[24] فمَن يَصطادُه مُواجَهَةً ويَثقُبُ أَنفَه بِأَوتاد.
[25] أَمَّا لَوِياثان أَفتُمسِكُه بِشِصّ، أَم تَربِطُ لِسانَه بِحَبْل؟
[26] أَتَجعَلي في أَنْفِه أَسَلَة وتَثقُبُ فَكَّه بِكُلاَّب؟
[27] أَيُكثِرُ إِلَيكَ مِنَ التَّضَرُّعات أَم يُخاطِبُكَ بِالِٱستِعْطاف؟
[28] أَيَقطَعُ مَعَكَ عَهْدًا فتَتَّخِذُه لَكَ عَبْدًا مُؤَبَّدًا؟
[29] أَتُلاعِبُه كالعُصْفور وتَربِطُه لُعبَةً لِبَناتِكَ؟
[30] أَيُتاجِرُ بِه شُرَكاء ويُوَزِّعونَه على التُّجَّار؟.
[31] أَتُسخِنُ جِلدَه بِالأَسِنَّة ورَأسَه بِحِرابِ الحوت؟
[32] ضَعْ يَدَكَ علَيه: تَذَكَّرِ القِتالَ فلَن تَعود.