< سفر أيوب 39

Listen to this chapter • 2 min
[1] هل عَلِمتَ مَتى تَلِدُ وُعولُ الصُّخور أَم رَقَبتَ مَخاضَ الأَيائِل؟
[2] هل حَسَبتَ أَشهُرَ حَمْلِها وعَلِمتَ أَوانَ وَضعِها؟
[3] تَجثِمُ فتَدْفَعُ أَولادَها وتَتَخَلَّصُ مِن مَخاضِها.
[4] ثُمَّ تَقْوى أَولادُها وتَكبَر وتَخرُجُ إِلى البَرِّيَّةِ ولا تَعودُ إِلَيها.
[5] مَن أَطلَقَ سَراحَ حِمَارِ الوَحْش ومَن حَلَّ وُثُقَ الأَخدَرِيّ؟
[6] جَعَلتُ البَرِّيَّةَ بَيتَه والأَرضَ المالِحَةَ مَساكِنَه.
[7] يَضحَكُ على جَلَبَةِ المُدُن ولا يَسمَعُ صِياحَ الحَمَّار.
[8] يَرْتادُ مَرْعاه في الجِبال ويَلتَمِسُ كُلَّ خَضِر.
[9] أَيَرْضى الثَّورُ الوَحشِيُّ أَن يَخدُمَكَ أَم يَبيتُ عِندَ مَعلَفِكَ؟
[10] أَتَربِطُه بِحَبلٍ إِلى خَطِّ المِحْراث، أَم يُمَشِّطُ الأَودِيَةَ وَراءَكَ؟
[11] أَتَتَّكِلُ على قُوَّتِه العَظيمَة وتُفَوِّضُ إِلَيه أَعْمَالَكَ؟
[12] أَتَأتَمِنُه أَن يَستَغِلَّ ما زَرَعتَ ويَجمَعَ بَيدَرَكَ؟
[13] جَناحُ النَّعامَةِ يُرَفرِف ولا يُضاهي قَوادِمَ اللَّقلَقِ وريشَها،
[14] فإِنَّها تَترُكُ بَيضَها على الأَرْض وتَحضُنُه على التُّراب
[15] وتَنْسى أَنَّ الرِّجلَ تَطَأُه وأَنَّ وَحشَ البَرِّيَّةِ يَدوسُه.
[16] تَقْسو على فِراخِها كأَنَّها لَيسَت لَها فلا تَأسَفُ مِن ضَياعِ تَعَبِها،
[17] لأَنَّ اللهَ أَذهَبَ عنها الحِكمَة ولم يَرزُقْها الفَهْم.
[18] لكِن إِذا ٱرتَفَعَت إِلى العُلُوّ تَضحَكُ على الفَرَسِ وراكِبِه.
[19] أَأَنتَ الَّذي يُعْطي الفَرَسَ قُوَّةً ويُقَلِّدُ عُنُقَه ٱرتِعاشًا
[20] ويوثِبُه كالجَراد؟ إِنَّ مَهابَةَ صَهيلِه تُفزِع.
[21] يُكدِفُ في الوادي ويَمرَحُ نَشاطًا ويَقتَحِمُ لِلِقاءِ السِّلاح.
[22] يَضحَكُ على الذُّعْرِ ولا يَرهَب ولا يَنهَزِمُ مِنَ السَّيف.
[23] تُصَلصِلُ علَيه الجَعَبَة وسِنانُ الرُّمحِ والمِزْراق.
[24] في هَيَجانِه وفَورِه يَلتَهِمُ الأَرْض ولا يَملِكُ نَفْسَه إِذا هَتَفَ البوق.
[25] إِذا نُفِخَ في البوقِ يَقولُ: ها! ويَستَشعِرُ القِتالَ عن بُعْد وصِياحَ القُوَّادِ والهُتاف.
[26] أَبِفِطنَتِكَ يَطيرُ البازي في الجَوّ ويَبسُطُ جَناحَيه نَحوَ الجَنوب
[27] أَم بِأَمرِكَ يُحَلِّقُ العُقاب ويَجعَلُ وَكرَه في العَلاء؟
[28] مَسكِنُه الصَّخرُ وفيه مَبيتُه وعلى أَنفِ الصَّخرِ مَعقِلُه.
[29] مِن هُناكَ يَبحَثُ عن قوتِه وعَيناه تَرَيانِه مِن بَعيد.
[30] فِراخُه تَعُبُّ الدِّماء وحَيثُما كانَتِ القَتْلى فهُناكَ يَكون».