< سفر أيوب 36

Listen to this chapter • 2 min
[1] ثُمَّ واصَلَ أَليهو كَلامَه وقال:
[2] «إِصبِرْ علَيَّ قَليلًا فأُبَيِّنُ لَكَ فإِنَّ لي عنِ اللهِ أَقْوالًا أُخْرى.
[3] إِنِّي أَتَّخِذُ عِلْمي مِن بُعْدٍ وأُعطي البِرَّ لِصانِعي.
[4] في الحقيقةِ لَيسَ في أَقْوالي كَذِب بل لَدَيكَ رَجُلٌ كامِلٌ في العِلْم.
[5] ها إِنَّ اللهَ قَديرٌ لا يَزْدَري أَحَدًا، قَديرٌ بِعَزيمةِ قَلْبِه،
[6] لا يُحْيي الشِّرِّير، ويُنصِفُ المَساكين.
[7] لا يَصرِفُ عَينَيه عنِ البارّ، وإِن كانَ مع المُلوكِ على العَرْش، حَيثُ أَجلَسَهم لِلأَبَد فتَشامَخوا.
[8] وإِذا أُوثِقوا بِالقُيود وأُخِذوا في حِبالِ الشَّقاء
[9] يُخبِرُهم بِأَعْمالِهم ومَعاصيهم في تَجَبُّرِهم،
[10] ويَفتَحُ آذانَهم لِلتَّأديب ويَأمُرُهم بِالإِقْلاعِ عنِ الإِثْم.
[11] فإِن سَمِعوا وأَطاعوا قَضَوا أَيَّامَهم في الهناء وسِنيهم في التَّنَعُّم،
[12] وإِن لم يَسمَعوا عَبَروا القَناة وفاضَت أَرْواحُهم وهُم لا يَعلَمون.
[13] لٰكِنَّ كُفَّارَ القُلوبِ يَدَّخِرونَ غَضَبَهم ولا يَستَغيثونَ حينَ يُقَيِّدُهم.
[14] تَموتُ نُفوسُهم في الصِّبا وتَنتَهي حَياتُهم بَينَ المأبونين.
[15] أَمَّا المِسْكينُ فيُخَلِّصُه بِبُؤسه، وبِالضَّغْطِ يَفتَحُ أُذُنَه.
[16] وأَنتَ أَيضًا يُبعِدُكَ عن فَمِ الشِّدَّة إِلى مَكانٍ رَحْبٍ لا ضيقَ فيه وأَطعِمَةُ مائِدَتِكَ مليئَةٌ بالدَّسَم.
[17] ولٰكِنَّكَ مَليءُ بِحُكمِ الشِّرِّير فالحُكمُ والقضاءُ يُمسِكانِكَ.
[18] إِحذَرْ أَن تَستَهوِيَكَ الوَفَرة وأَن تَحيدَ بِسَبَبِ رَشوَةٍ وافِرة.
[19] أَيَكْفيكَ يُسرُكَ؟ لا، ولا الذَّهَب ولا جَميعُ أَرْكانِ القُوَّة.
[20] لا تَتَشَوَّقْ إِلى اللَّيل حَيثُ تَزولُ الشُّعوبُ فَجأَةً،
[21] إِحذَرْ أَن تَتَّجِهَ إِلى الإِثْم فإِنَّ ذٰلك ما فَضَّلتَه على البُؤْس.
[22] إِنَّ اللهَ مُتعالٍ بِقُدرَتِه فمَن يُمَاثِلُه في المُعَلِّمين؟
[23] مَن سَنَّ لَه طَريقَه أَو قالَ له: «قد فَعَلتَ شَرًّا؟»
[24] أُذكُرْ أَن تُعَظِّمَ عَمَلَه الَّذي يُرَنِّمُ به الأَنام.
[25] كُلُّ بَشَرٍ يَراه، والإِنْسانُ يُبصِرُه مِن بَعيد.
[26] إِنَّ اللهَ عَظيمٌ فَوقَ ما نَعلَم وعَدَدُ سِنيه لا يُحْصى.
[27] يَجذِبُ قَطَراتِ الماء ثُمَّ يُرَشِّحُها مَطَرًا لِسَيلِه،
[28] الَّذي تُفيضُه الغُيوم وتَصُبُّه على جُمْهورِ البَشَر.
[29] فهَل مَن يَفهَمُ ٱنتِشارَ الغُيوم وقَصْفَ كوخِه؟.
[30] نَشَرَ بَرقَه حَولَه وغَمَرَ أُسُسَ البَحْر.
[31] إِنَّه بِذٰلك يَدينُ الشُّعوب ويَرزُقُهم طَعامًا وافِرًا.
[32] يَكْسو كَفَّيهِ بِالبَرْق ويأمُرُ لَه بِهَدَف،
[33] ورَعدُه يُنبِئُ بِقُدومِه والقَطيعُ نَفسُه يَشعُرُ بِٱقتِرابِه.