< سفر أيوب 33

Listen to this chapter • 2 min
[1] فٱسمَعْ يا أَيُّوبُ أَقْوالي وٱصغِ إِلى كَلامي كُلِّه.
[2] إِنِّي فَتَحتُ فَمي ولِساني نَطَقَ في حَنَكي.
[3] إِنَّما كَلامي مِن قَلبٍ مُستَقيم وشَفَتايَ تَنطِقانِ بِعِلمٍ صادِق.
[4] روحُ اللهِ هو الَّذي صَنَعَني ونَسَمَةُ القَديرِ أَحيَتْني.
[5] أَجِبْني إِنِ ٱستَطَعتَ تأَهَّبْ أَمامي وٱنتَصِبْ.
[6] إِنَّما أَنا نَظيرُكَ عِندَ الله مِن طينٍ جُبِلتُ أَنا أَيضًا.
[7] فلا رُعْبي يَروعُكَ ولا سُلْطاني يَثقُلُ علَيكَ.
[8] لَكِنَّكَ قُلتَ على أُذُنَيَّ - وقد سَمِعتُ ما نَطَقتَ بِه -:
[9] «إِنِّي طاهِرٌ بِلا مَعصِيَة إِنِّي نَقِيٌّ ولا إِثمَ فِيَّ.
[10] وإِنَّما هو يَجِدُ عِلَلًا علَيَّ ويَحسَبُني عَدُوًّا لَه.
[11] يَجعَلُ رِجلَيَّ في مِقطَرَة ويَتَرَصَّدُ جَميعَ سُبُلي».
[12] فأُجيبُكَ أَنَّكَ في هٰذا غَيرُ مُحِقّ فإِنَّ اللهَ أَكبَرُ مِنَ الإِنْسان.
[13] فَما بالُكَ تُخاصِمُه؟ أَلأَنَّه لا يُجيبُ عن جَميعِ أَعْمالِه؟
[14] إِنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ بِطَريقة ثُمَّ بِأُخْرى ولا نَشعُرُ بِذٰلك.
[15] في حُلْمٍ، في رُؤيا اللَّيل، حينَ يَقَعُ السُّباتُ على الأَنام وهم نائِمونَ على مَضاجِعِهم.
[16] حينَئذٍ يَفتَحُ آذانَ النَّاس ويَختِمُ على إِنْذارِهم
[17] لِيَصرِفَ الإِنسانَ عن عَمَلِه ويَمحُوَ الكِبرِياءَ عنِ الرَّجُل
[18] فيَقِيَ نَفسَه مِنَ الهُوَّة وحَياتَه مِن عُبورِ القَناة.
[19] يُؤَدَّبُ بِالأَلَمِ على مَضجَعِه وفي عِظامِه صِراعٌ شَديد.
[20] تَعافُ حَياتُه الخُبْز ونَفْسُه لَذيذَ الطَّعام.
[21] يَذوبُ لَحمُه عنِ العِيان وتُعَرَّى عِظامُه المَخفِيَّة،
[22] وقَد دَنَت نَفسُه مِنَ الهُوَّة وحَياتُه مِنَ المُهلِكين.
[23] إِن وُجِدَ مَلاكٌ شَفيعٌ لَه وَسيطٌ مِن بَينِ الأَلْف لِيُعلِمَ الإِنسانَ بِواجِبِه
[24] ويَرحَمَه ويَقول: أَعْفِه مِنَ الهُبوطِ في الهُوَّة فقَد وَجَدتُ فِديَة.
[25] يَصيرُ جَسَدُه أَغَضَّ مِنه وهو صَبِيّ ويَعودُ إِلى أَيَّامِ شَبابِه
[26] ويَدْعو إِلى اللهِ فيَرْضى عَنه. حينَئذٍ يُعايِنُ وَجهَه بِالهُتاف فيُعيدُ إِلى الإِنسانِ بِرَّه.
[27] فيُرَنِّمُ بَينَ النَّاسِ ويقول: قد خَطِئتُ وحِدتُ عن الِٱستِقامة ولم يَجِزني
[28] بلِ ٱفتَدى نَفْسي مِن المُرورِ بِالهُوَّة وحَياتي تُبصِرُ النُّور.
[29] هٰذا كُلُّه يَفعَلُه الله بِالإِنْسانِ مَرَّتَينِ وثَلاثًا
[30] لِيُعيدَ نَفسَه مِنَ الهُوَّة ويُنيرَها بِنورِ الأَحْياء.
[31] فأَصغِ يا أَيُّوبُ وٱستَمِعْ لي وٱسكُتْ فأَتَكَلَّمَ أَنا
[32] وإِن كانَت عِندَكَ كَلِماتٌ فأَجِبْني تَكَلَّمْ، أُحِبُّ أَن أُبَرِّرَكَ
[33] وإِلاَّ فٱستَمِعْ لي أَنتَ فأُعَلِّمَكَ الحِكمَة».