< سفر أيوب 31

Listen to this chapter • 2 min
[1] قد عاهَدتُ عَينَيَّ أَن لا أُحَدِّقَ في عَذْراء
[2] فما يَكونُ النَّصيبُ مِن عِندِ اللهِ مِن فَوق والميراثُ مِن عِندِ القَديرِ مِنَ الأَعالي؟
[3] أَلَيستِ البَلِيَّةُ لِلظَّالِم والمُصيبَةُ لِفاعِلي الآثام؟
[4] أَلَيسَ هو يُبصِرُ طُرُقي ويُحْصي جَميعَ خَطَواتي؟
[5] هل سِرتُ في الباطِل وأَسرَعَت رِجْلي إِلى المَكيدَة؟
[6] لِيَزِنِّي في ميزانِ البِرّ فيَعرِفَ اللهُ سَلامَتي.
[7] إِن حادَت خَطَواتي عنِ السَّبيل أَو سار قَلْبي وَراءَ عَينَيَّ أَو عَلِقَ بِراحَتي عَيب
[8] فلأَزْرَعْ أَنا ويأكُلْ آخَر، ولتُستَأصَلْ فُروعي.
[9] إِن كانَ قَلبي قد هامَ بٱمرَأَة أَو تَرَصَّدتُ على بابِ قَريبي
[10] فلْتَطحَنِ ٱمرَأَتي لِآخَر ولْيَقَعْ علَيها آخَرون
[11] فإِنَّها فاحِشَة جَريمةٌ تُرفَعُ إِلى القُضاة،
[12] نارٌ تأكُلُ حتَّى إِلى الهاوِيَة وتَستَأصِلُ غَلَّتي بِأَسرِها.
[13] إِن كُنتُ ٱستَهَنتُ بِحَقِّ عَبْدي أَو أَمَتي في دَعْواهما عَلَيَّ
[14] فماذا أَصنَعُ حينَ يَقومُ الله وكَيفَ أُجيبُه حينَ يُحَقِّق؟
[15] أَوَلَيسَ الَّذي صَنَعَني في البَطنِ هو صَنَعَهما ووَاحِدٌ كَوَّنَنا في الرَّحِم؟
[16] هل مَنَعْتُ البائِسينَ طَلَبَهم أَو أَكلَلتُ عَينَ الأَرمَلة
[17] أَو أَكَلتُ كِسرَتي وَحْدي ولم يأكُلْ مِنها اليَتيم؟
[18] بل مُنذُ صِبايَ شَبَّ مَعي كأَنِّي أَبوه، ومِن بَطنِ أُمِّي هَدَيتُه.
[19] هل رَأَيتُ هالِكًا مِنَ العُرْيِ أَو مِسكينًا لا كُسوَةَ لَه
[20] ولَم تُبارِكْني كُليَتاه، وقدِ ٱستَدفَأَ بِجِزَّةِ غَنَمي.
[21] وإِن رَفَعتُ يَدي على اليَتيم عالِمًا بِأَنَّ القَضاءَ يَسنُدُني،
[22] فَلتَسقُطْ كَتِفي مِن كاهِلي ولْتُكْسَرْ ذِراعي مِن مَفصِلِها،
[23] فإِنَّ مُصيبَةَ اللهِ تُفزِعُني ولا قُدرَةَ لي أَمامَ جَلالِه.
[24] هل جَعَلتُ في الذَّهَبِ ثِقَتي أَم قُلتُ لِلإبْريزِ: أَنتَ أَمْني؟
[25] هل فَرِحتُ بِأَنَّ غِنايَ جَزيل وأَنَّ يَدي قد أَصابَت كَثيرًا؟
[26] هل نَظَرتُ إِلى الشَّمسِ حينَ سَطَعَت أَو إِلى القَمَرِ يَسيرُ بِالبَهاء
[27] فٱفتَتَن قَلْبي سِرًّا وأَرسَلَت يَدي إِلَيهِما قُبلَةً مِن فَمي؟
[28] إِنَّها جَريمةٌ تُرفَعُ إِلى القُضاة لأَنِّي أَكونُ قد كَفَرتُ بِاللهِ العَلِيّ.
[29] هل فَرِحتُ بِهَلاكِ مُبغِضي أَو شَمِتُّ إِذا نالَه سوء؟
[30] بل لم أَدَعْ فَمي يَخطَأ بِأَن يَطلُبَ نَفسَه بِلَعنَة.
[31] أَلَم يَكُنْ أَهلُ خَيمَتي يَقولون: مَن يَأتي بِأَحَدٍ لم يَشبَعْ مِن لَحمِ مائِدَتِه؟
[32] إِنَّه لم يَبِتْ غَريبٌ في الخارِج، بل كُنتُ أَفتَحُ بابي لِٱبنِ السَّبيل.
[33] هل كَتَمتُ مَعصِيَتي كما يَفعَلُ النَّاس إِضْمارًا لِلإثْمِ في صَدْري،
[34] إِذ خِفتُ مِنَ الجُمْهور وخَشيتُ ٱحتِقارَ العَشائر، فصَمَتُّ ولَم أَخرُجْ إِلى الباب؟
[35] مَن لي بِمَن يَسمَعُني؟ هٰذا تَوقيعي فليُجِبْني القَدير. والكِتابُ الَّذي كَتَبَه خَصْمي
[36] فلأَحمِلَنَّه على كَتِفي ولَأَعصِبَنَّه تاجًا لِرَأسي.
[37] أُبَيِّنُ لَه عَدَدَ خَطَواتي وأَتَقَدَّمُ إِلَيه تَقَدُّمَ رَئيس.
[38] إِن صَرَخَت علَيَّ أَرْضي وبَكَتْ مَعَها أَخاديدُها
[39] أَو أَكَلتُ غَلَّتَها بِلا فِضَّة أَو قَضَيتُ على نُفوسِ أَرْبابِها،
[40] فليَنبُتِ العَوسَجُ فيها بَدَلَ الحِنطَة والشَّوكُ بَدَلَ الشَّعير». تَمَّت أَقْوالُ أَيّوب.