Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< سفر أيوب
30
Listen to this chapter • 2 min
[1]
أَمَّا الآنَ فقَد ضَحِكَ مِنِّي مَن يَصغُرُني في الأَيَّام مَن كُنتُ آنَفُ أَن أَجعَلَ آباءَهم معَ كِلابِ غَنَمي.
[2]
وبِقُوَّةِ أَيديهِم فماذا كُنتُ أَصنَعُ، وقد فَقَدوا أَشُدَّهم؟
[3]
جَفَّفَهمُ العَوَزُ والجوع، أُولٰئِكَ الَّذينَ يَهرُبونَ إِلى القِفار، إِلى الظَّلامِ والدَّمارِ والخَراب،
[4]
ويَقطِفونَ المُلاَّحَ بَينَ الشِّيح، وخُبزُهم جِذرُ الرَّتَم.
[5]
يُطرَدونَ مِنَ الحَضَر، ويُصاحُ علَيهم أَمْثالَ اللُّصوص،
[6]
فيَسكُنونَ في مُنحَدَراتِ الأَودِيَة، وفي مَغاوِرِ التُّرابِ والصُّخور.
[7]
يَنهَقونَ بَينَ الشِّيح، ويَتَكَدَّسونَ تَحتَ الأَشْواك.
[8]
أَبْناءُ أَحمَقَ وأَبْناءُ مَن بِلا ٱسمٍ قد دُحِروا مِنَ الأَرْض.
[9]
أَمَّا الآنَ فصِرتُ لَهم أُغنِيَّةً، وأَصبَحتُ عِندَهم مَثَلًا
[10]
وقدِ ٱشمَأَزُّوا مِنِّي وٱبتَعَدوا عنِّي ولا يَحتَشِمونَ أَن يَبصُقوا في وَجْهي.
[11]
وإِذا أَرْخى اللهُ وَتَري وأَذَلَّني، أَطلَقوا عِنانَهم في وَجْهي.
[12]
قامَ السَّفَلَةُ عن يَميني يُعَثِّرونَ قَدَمَيَّ، ويُمَهِّدونَ إِلَيَّ سُبُلَ المُصيبة،
[13]
ويَقطَعونَ علَيَّ الطَّريق، ويُساهِمونَ في هَلاكي ولا يَحْتاجونَ إِلى مُعين.
[14]
كأَنَّما يَدخُلونَ مِن ثُغرَةٍ واسِعة، ويَتَدهوَرونَ بَينَ الرَّدْم.
[15]
قد تَهافَتَت علَيَّ الأَهْوال، وطَرَدَت كَرامَتي كالرِّيح، وتَلاشى خَلاصي كالغُيوم.
[16]
والآنَ تَنْهالُ نَفْسي علَيَّ وأَيَّامُ بُؤسٍ أَخَذَتني.
[17]
في اللَّيلِ يَنخُرُ هٰذا عِظامي مِن فَوقي، والَّذينَ يَقرِضونَني لا يَنامون.
[18]
قَبَضَ الأَلَمُ على لِباسي بِقُوَّة، وشَدَّني كما يَشُدُّني قَميصي.
[19]
أَلْقاني في الوَحْل فأَشبَهتُ التُّرابَ والرَّماد.
[20]
إِلَيكَ أَصرُخُ فما تُجيبُني وتَوَقَّفتُ فحدَّقتَ فِيَّ.
[21]
أَصبَحتَ لي عَدُوًّا قاسِيًا وبِقُوَّةِ يَدِكَ حَمَلتَ علَيَّ.
[22]
خَطَفتَني وعلى الرِّيح أَركَبتَني وأَذابَتني العاصِفَة.
[23]
فعَلِمتُ أَنَّكَ إِلى المَوتِ تُعيدُني، إِلى دارِ ميعادِ كُلِّ حَيّ
[24]
لا شَكَّ أَنَّ اليَدَ لا تُمَدُّ إِلى الخَراب وفي الٱنْهِيارِ تأتي النَّجدَة
[25]
أَلَم أَبكِ لِمَنِ ٱشتَدَّ علَيه يَومُه؟ أَلَم تَرْثِ نَفْسي لِلمِسكين؟
[26]
لٰكِن حينَ تَوَقَّعتُ الخَير غَشِيَني الشَّرّ، وحينَ ٱنتَظَرتُ النُّورَ غَشِيَني الظَّلام.
[27]
فارَت أَحْشائي ولَم تَهدَأْ، وبادَرَتْني أَيَّامُ الشَّقاء.
[28]
أَمْشي مَسْفوعًا لا مِنَ الشَّمسِ أَقومُ في الجَماعةِ مُستَغيثًا.
[29]
صِرتُ أَخًا لِبَناتِ آوى ورَفيقًا لِلنَّعام.
[30]
إِسوَدَّ جِلْدي علَيَّ وٱحتَرَقَ عَظْمي مِنَ الحُمَّى.
[31]
صارَت كِنَّارتي لِلنِّياحة ومِزْماري لِصَوتِ البُكاء.
< Chapter 29
Chapter 31 >