< سفر أيوب 22

Listen to this chapter • 2 min
[1] فأَجابَ أَليفازُ التَّيمانِيُّ وقال:
[2] «أَلَعَلَّ الرَّجُلَ يَنفَعُ الله، إِذ إِنَّ الحَكيمَ لا يَنفَعُ إِلاَّ نَفسَه؟
[3] هل مِن بُغيَةٍ لِلقَديرِ أَن تَكونَ بارًّا، ومِن كَسْبٍ لَه أَن تَكونَ كامِلَ الطُّرُق؟
[4] أَمِن أَجلِ تَقْواكَ يُحاجُّكَ أَو يُرافِقُكَ إِلى القضاء؟
[5] أَلَيسَ شَرُّكَ جَسيمًا وآثامُكَ لا حَدَّ لَها؟
[6] فإِنَّكَ ٱرتَهَنتَ مِن أَخيكَ بِغَيرِ حَقّ، وسَلَبتَ العُراةَ ثِيابَهم
[7] ولم تَسْقِ المُنهَكَ ماءً، ومَنَعتَ الخُبزَ عنِ الجائع،
[8] فأَصبَحَتِ الأَرضُ لِذي الذِّراع، ومَرْفوعُ الجاهِ أَقامَ فيها.
[9] صَرَفتَ الأَرامِلَ فارِغات، وأَذرُعُ اليَتامى حُطِّمَت.
[10] لِذٰلِك تُحيطُ بِكَ الفِخاخ، ويُرَوِّعُكَ رُعبٌ مُفاجِئ،
[11] أَو ظُلمَةٌ لا تُبصِرُ فيها، أَو غَمرُ ماءٍ يَعْلوكَ.
[12] أَلَيسَ اللهُ في أَعْلى السَّمٰوات؟ فٱنظُرْ ذُروَةَ الكَواكِبِ ما أَعْلاها.
[13] وقد قُلتَ: ماذا يَعلَمُ الله؟ أَمِن وَراءِ الغَيمِ المُظلِمِ يَدين
[14] الغُيومُ سِترٌ لَه فلا يَرى، وعلى قُبَّةِ السَّمٰواتِ يَتَمَشَّى.
[15] أَلَعَلَّكَ تَلزَمُ سَبيلَ القِدَمِ الَّذي وَطِئَه أَصْحابُ الإِثْم،
[16] الَّذينَ قُرِضوا قَبلَ أَوانِهم، وٱندَفَقَ السَّيلُ على أَساسِهم،
[17] القائِلينَ لله: إبتَعِدْ عَنَّا. وماذا يَصنَعُ بِنا القَدير،
[18] وهو قد مَلَأَ بُيوتَهم طَيِّبات؟ - فبُعدًا عنِّي لِمَكايِدِ الأَشْرار -
[19] يَرى الأَبْرارُ فيَفرَحون، والبَريءُ يَستَهزِئُ بِهم:
[20] أَلَم يَنقَرِضْ مُقاوِمونا، وقد أَكَلَتِ النَّارُ يُسرَهم؟
[21] فصالِحْه وسالِمْه، فبِذٰلكَ تَعودُ إِلَيكَ الطَّيِّبات.
[22] وتَلَقَّ الشَّريعَةَ مِن فَمِه، وأَودِعْ أَقْوالَه في قَلبِكَ،
[23] فإِنَّكَ إِن تُبتَ إِلى القَديرِ يُعادي عُمْرانُكَ، وإِن أَبعَدتَ الإِثمَ عن خَيمَتِكَ
[24] وأَلقَيتَ إِلى التُّرابِ سَبائِكَكَ وإِلى حَصى الأَودِيَةِ ذَهَبَ أُوفير،
[25] يَكونُ القَديرُ سَبائِكَكَ وأَكْوامَ فِضَّةٍ لَكَ.
[26] حينَئِذٍ تَكونُ لَذَّتُكَ في القَدير، وتَرفَعُ إِلى اللهِ وَجهَكَ
[27] وتَدْعو إِلَيه فيُجيبُكَ وتوفي نُذورَكَ
[28] وتَعزِمُ على أَمرٍ فيَتِمُّ لَكَ. وعلى سُبُلِكَ يُشرِقُ نور،
[29] ومَن أُذِلَّ تَقولُ له: إِنهَضْ، فيُخَلِّصُ اللهُ الخاشِعَ الطَّرْف،
[30] ويُنَجِّي مَن لَيسَ بِبَريء، فيَنْجو بِبِرِّ كَفَّيكَ».