< سفر أيوب 21

Listen to this chapter • 2 min
[1] فأَجابَ أَيُّوبُ وقال:
[2] «إِسمَعوا قَولي سَماعًا، ولْتَكُنْ لي مِنكُم هٰذه التَّعزِيَة.
[3] إِصبِروا علَيَّ فأَتَكَلَّم، وبَعدَ كَلامي تَسخَرون.
[4] أَلعَلَّ شَكْوايَ مِن إِنْسان؟ وإِلاَّ فلِماذا لا أَكونُ قَصيرَ البال؟
[5] إِلتَفِتوا إِلَيَّ وٱندَهِشوا وٱجعَلوا أَيدِيَكم على أَفْواهِكم.
[6] فإِنِّي كُلَّما تَذَكَّرتُ ٱرتَعتُ، وأَخَذَ جِسمِيَ الِٱرتِعاش.
[7] لِماذا يَحْيا الأَشرارُ ويَشيخونَ ويَعظُمُ ٱقتِدارُهم؟
[8] ذُرِّيَّتُهم قائِمةٌ أَمامَهم على أَيَّامِهم وخَلَفُهم لَدى أَعيُنِهم.
[9] بُيوتُهم آمِنَةٌ مِنَ الخَوف، وعَصا اللهِ لا تَعْلوهم.
[10] ثَورُهم يُلقِحُ ولا يُخطِئ، وبَقَرَتُهم تَلِدُ ولا تُسقِط.
[11] يُسَرِّحونَ صِبْيانَهم كالغَنَم، وأَطْفالُهم يَرقُصون.
[12] يُنشِدونَ بِالدُّفِّ والكِنَّارة، ويَطرَبونَ بِصَوتِ المِزْمار.
[13] يَقطَعونَ أَيَّامَهم في السَّعادة، ثُمَّ في لَحظَةٍ يَهبِطونَ إِلى مَثْوى الأَمْوات.
[14] مع أَنَّهم يَقولونَ لله: إِبتَعِدْ عَنَّا، فإِنَّ مَعرِفَةَ طُرُقِكَ لا نَبتَغيها.
[15] مَنِ القَديرُ حتَّى نَعبُدَه، وما فائِدَتُنا أَن نَتَوَسَّلَ إِلَيه؟
[16] أَلَيسَت سَعادَتُهم في أَيديهم؟ يَقولون: بُعدًا عَنَّا لِمَكايَدِ الأَشْرار!
[17] أَيَنطَفِئُ غالِبًا مِصْباحُ الأَشْرار، وتَحِلُّ المُصيبَةُ علَيهم، ويَقسِمُ اللهُ غَضَبَه لِكُلٍّ نَصيبًا؟
[18] فيُمْسونَ كالتِّبنِ في وَجهِ الرِّيح، وكالعُصافَةِ الَّتي تَذهَبُ بِها الزَّوبَعة.
[19] أَيَدَّخِرُ اللهُ عِقابَ الشِّرِّيرِ لِبَنيه؟ بل فلْيُكافِئْه فَيَعلَم.
[20] ولْتَرَ عَيناه دَمارَه، ولْيَشرَبْ مِن غَضَبِ القَدير.
[21] لأَنَّه ما بُغيَتُه في بَيتِه مِن بَعدِه وقد قُطِعَ عَدَدُ شُهورِه؟
[22] أَفاللهُ يُلَقَّنُ عِلمًا، وهو الَّذي يَدينُ أَهلَ العَلاء؟
[23] هٰذا يَموتُ في عِزِّ قُوَّتِه، وقَد غَمَرَته السَّعادَةُ والطُّمَأنينة،
[24] والسِّمَنُ يَكْسو جَنبَيه، وعِظامُه مَليئَةٌ بِالنُّخاع.
[25] وذاكَ يَموتُ في مَرارَةِ نَفسِه ولم يَذُقْ هَناءً.
[26] وكِلاهُما يَضَّجِعانِ في التُّراب، فيَكْسوهما الدُّود.
[27] إِنِّي لَأَعلَمُ أَفْكارَكم، وبِما تَنسِبونَه إِلَيَّ ظُلمًا.
[28] فإِنَّكم تَقولون: أَينَ دارُ المُغتَصِب، وأَينَ خَيمَةُ مَساكِنِ الأَشْرار؟
[29] هَلاَّ سأَلتُم عابِري الطَّريق، حتَّى لا تُنكِروا إِشاراتِهم؟
[30] في يَومِ المُصيبَةِ يُبقى على الشِّرِّير، وفي يَومِ الغَضَبِ يوضَعُ في أَمان.
[31] فمَنِ الَّذي يُبَيِّنُ لَه طَريقَه، ومَن يُكافِئُه على ما صَنَع؟
[32] يُساقُ إِلى المَقابِر، وعلى قَبرِه يُسهَر.
[33] يَطيبُ لَه مَدَرُ الوادي، ووراءَه يَسيرُ كُلُّ النَّاس، وأَمامَه جُمْهورٌ لا يُحْصى.
[34] فما بالُكم تُعَزُّونَني عَبَثًا، وما بَقِيَت أَجوِبَتُكم إِلاَّ خِداعًا؟».