< سفر أيوب 20

Listen to this chapter • 2 min
[1] فأَجابَ صوفَرُ النَّعماتِيُّ وقال:
[2] «لِذٰلِكَ تَعودُ بي خَواطِري وبِسَبَبِها ما بي مِنَ الٱضطِراب.
[3] لقد سَمِعتُ تأديبًا يُهينُني فلَقَّنَتني روحُ فِطنَتي جَوابًا.
[4] أَلَم تَعلَمْ هٰذا أَنَّ مُنذُ الدَّهر، مُنذُ أَن جُعِلَ البَشَرُ على الأَرْض،
[5] طَرَبَ الأَشْرارِ قَريبُ الزَّوال، وفَرَحَ الكافِرِ لَمحَةُ بَصَر
[6] فإِنَّه ولوِ ٱرتَفَعَت قامَتُه إِلى السَّماء، ونَطَحَت هامَتُه الغُيوم،
[7] يَهلِكُ لِلأَبَدِ كبِرازِه، فيَقولُ الَّذينَ يَرَونَه: أَينَ هو؟
[8] يَطيرُ كالحُلْمِ فلا يوجَد، ويَضمَحِلُّ كرُؤيا اللَّيل.
[9] والعَينُ الَّتي لَمَحَته لا تَعودُ تَلمَحُه، ولا يَراهُ مَكانُه مِن بَعد.
[10] بَنوه يوفونَ المَساكينَ حَقَّهم، ويَداه تَرُدَّانِ ما سَلَبَه.
[11] عِظامُه مَليئةٌ بِعُنُفوانِ شَبابِه، ومَعَه تَضَّجِعُ في التُّراب.
[12] إِذا حَلا الشَّرُّ بِفَمِه، وخَبَّأَه تَحتَ لِسانِه.
[13] وٱدَّخَرَه ولم يُلقِه، بل حَبَسَه في داخِلِ حَنَكِه.
[14] فإِنَّ طَعامَه هٰذا يَتَحَوَّلُ في أَمْعائِه إِلى سُمِّ صِلٍّ في جَوفِه.
[15] أَلأَمْوالُ الَّتي ٱبتَلَعَها يَقيئُها، فاللهُ يَستَخرِجُها مِن جَوفِه.
[16] رَضَعَ سُمَّ الأَصْلال، فقَتَلَه لِسانُ الأَفْعى.
[17] لن يَرَى سَواقيَ الزَّيت، وأَنْهارًا وسُيولًا مِن عَسَلٍ ولَبَنٍ حَليب.
[18] يَرُدُّ كَسبَه ولا يَلتَهِمُه، ومِن كَسْبِ تِجارَتِه لا يَتَمَتَّع،
[19] لأَنَّه سَحَقَ المَساكينَ وخَذَلَهم، وسَرَقَ بَيتًا ولم يَبنِه.
[20] وإِذا لم يَعرِفِ القَناعَةَ في جَوفِه، فإِنَّه لا يَنْجو بِنَفائِسِه.
[21] لم يُبقِ نَهَمُه على شَيءٍ، لِذٰلِكَ نُعْماه لا تَثبُت.
[22] في إِبَّانِ السَّعَةِ تُصيبُه الشِّدَّة، وتَقَعُ علَيه يَدُ كُلِّ بَلِيَّة.
[23] حينَ يَمْلَأُ بَطنَه، يُرسِلُ اللهُ علَيه نارَ غَضَبِه، ويُمطِرُها علَيه طَعامًا.
[24] إِن فَرَّ مِن سِلاحِ الحَديد، تَختَرِقُه قَوسُ النُّحاس.
[25] يَنزِعُ السَّهمَ فيَخرُجُ مِن ظَهرِه، وإِذا خَرَجَ النَّصلُ البارِقُ مِن كَبِدِه غَشِيَته الأَهْوال.
[26] كُلُّ ظَلامٍ مُدَّخَرٌ لَه في مَخابِئِه، وتَأكُلُه نارٌ لم يُنفَخْ فيها، وتُتلِفُ ما بَقِيَ في خَيمَتِه.
[27] تَكشِفُ السَّمَواتُ عن إِثمِه، والأَرضُ تَقومُ علَيه.
[28] تُسلَبُ غِلالُ بَيتِه وتَجْري كالمِياهِ في يَومِ الغَضَب.
[29] ذلٰكَ نَصيبُ الرَّجُلِ الشِّرِّير، ميراثُه مِن عِندِ اللهِ بِأَمرِه تَعالى».