< سفر أيوب 15

Listen to this chapter • 2 min
[1] فأَجابَ أَليفازُ التَّمانِيُّ وقال:
[2] «أَلَعَلَّ الحَكيمَ يُجيبُ عن عِلمٍ باطِل، ويَمْلَأُ جَوفَه ريحًا شَرقِيَّة.
[3] فيُحاجُّ بِكَلامٍ لا يُفيد، وبأَقْوالٍ لا قيمَةَ لَها؟
[4] بل أَنتَ تَهدِمُ التَّقْوى، وتَنقُضُ عِبادَةَ الله،
[5] وإِثْمُكَ يُعَلِّمُ فَمَكَ، وأَنتَ تُؤثِرُ لِسانَ الماكِرين.
[6] إِنَّ فَمَكَ هو يُؤَثِّمُكَ، لا أَنا، وشَفَتَيكَ تَشْهدانِ علَيكَ.
[7] أَلَعَلَّكَ وُلِدتَ أَوَّلَ البَشَر، أَم أُبدعتَ قَبلَ التِّلال؟
[8] أَلَعَلَّكَ أَصغَيتَ في مَجلِسِ الله، أَم قدِ ٱحتَكَرتَ الحِكمَة؟
[9] ما الَّذي تَعلَمُه أَنتَ ولا نَعلَمُه، أَم ماذا فَهِمتَ وخَفِيَ علَينا؟
[10] فرُبَّ أَشيَبَ عِندَنا وشَيخٍ أَكبَرَ سِنًّا مِن أَبيكَ.
[11] أَيَسيرةٌ لَدَيكَ تَعزِياتُ الله ومُلايَنَتُه لَكَ بِالكَلام؟
[12] عَلامَ يَستَهْويكَ قَلبُكَ، وإِلامَ يَغمِزُ طَرفُكَ،
[13] حتَّى تُوَجِّهَ على اللهِ غَيظَكَ ويَنفُثَ فَمُكَ أَقْوالًا؟
[14] ما الإِنْسانُ حتَّى يَطهُرَ أَو مَولودُ المرأَةِ حتَّى يَكونَ بارًّا؟
[15] ها إِنَّ قِدِّيسيه لا يَأتَمِنُهم، والسَّمَواتِ غَيرُ طاهِرَةٍ في عَينَيه.
[16] فكَم بالأَحْرى القَبيحُ الفاسِد، الإِنْسانُ الَّذي يَشرَبُ الإِثْمَ كالماء.
[17] إِنِّي أُبَيِّنُ لَكَ فٱسمَعْ لي وبِما رَأَيتُ أُحَدِّثُكَ.
[18] وبِما أَخبَرَ بِه الحُكَماءُ عن آبائِهم ولم يَكْتُموه.
[19] الَّذينَ أُعْطوا الأَرضَ وَحدَهم، ولم يَدخُلْ بَينَهم غَريب.
[20] الشِّرِّيرُ يَتَمَلمَلُ كُلَّ الأَيَّام، وسِنونَ مَعْدودةٌ ٱدُّخِرَت لِلجائِر.
[21] صَوتُ الأَهْوالِ في أُذُنَيه، وفي السَّلامِ يُفاجِئُه المُجْتاح.
[22] لا يَأمَنُ أَن يَخرُجَ مِنَ الظُّلمَة، لأَنَّ السَّيفَ يَتَرَصَّدُه.
[23] يُعَدُّ قوتًا لِلنُّسورِ ويَعلَمُ أَنَّه مُهَيَّأٌ لِلهَلاك.
[24] يَومُ الظَّلامِ يُفزِعُه، والشِّدَّةُ والضِّيقُ يُداهِمانِه، كَمَلِكٍ مُعتَدٍّ لِلنِّزال.
[25] لأَنَّه مَدَّ على اللهِ يَدَه، وتَجَبَّرَ على القَدير،
[26] وأَغارَ علَيه بِعُنُقٍ سامِدة، تَحتَ أَظهُرِ تُروسِه الغَليظَة.
[27] وقد كَسا السِّمَنُ وَجهَه، وغَشَّى الشَّحمُ كُليَتَيه.
[28] فٱستَوطَنَ مُدُنًا خَرِبَة، بُيوتًا لا مُقيمَ فيها، عن قَليلٍ ستَكونُ رُجُمًا.
[29] لَن يَغتَنِيَ ولن تَثبُتَ ثَروَتُه ولن تَنتَشِرَ في الأَرضِ أَمْوالُهم.
[30] لن يُفلِتَ مِنَ الظُّلمَة، واللَّهيبُ يُجَفِّفُ أَغْصانَه، وبِنَفخَةِ فَمِ اللهِ يَزول.
[31] لا يَعتَمِدَنَّ على الوَهْمِ وهو المُنخَدِع، ويَكونُ الوَهمُ أُجرَتَه.
[32] قَبلَ الأَوانِ يَذْوي، وأَغْصانُه لا تَخضَرّ.
[33] يُساقِطُ كالكَرمَةِ حِصرِمَه، ويَنقُضُ كالزَّيتونَةِ زَهَرَه.
[34] لأَنَّ جَماعَةَ الكافِرِ عَقيمة، وخِيامَ الرَّشوَةِ تَأكُلُها النَّار.
[35] مَن حَبِلَ بِالمشَقَّةِ وَلَدَ الإِثْم، وأَحْشاؤُه تُدَبِّرُ المَكيدَة».