< سفر إرميا 6

Listen to this chapter • 4 min
[1] أُهرُبوا يا بَني بَنْيامين مِن داخِلِ أُورَشَليم، وٱنفُخوا في البوقِ في تَقوَع، وٱنصِبوا عَلامَةً في بَيتِ الكَرْم، فإِنَّه قد أَشرَقَ مِن الشَّمال شَرٌّ وتَحْطيمٌ عَظيم.
[2] هاءَنَذا أُدَمِّرُ الجَميلة، المُترَفَةَ بِنْتَ صِهْيون،
[3] فيَأتي إِلَيها الرُّعاةُ بِقُطْعانِهم، ويَضرِبونَ خِيامَهم علَيها مِن حَولِها، ويَرعَونَ كُلُّ واحِدٍ في مَكانِه.
[4] أَعلِنوا علَيها حَربًا مُقَدَّسة، قوموا نَصعَدْ عِندَ الظَّهيرَة. ويلٌ لَنا فإِنَّ النَّهارَ قد مال، وظِلالَ المَساءِ قدِ ٱمتَدَّت.
[5] قوموا نَصعَدْ في اللَّيل، ونَهدِمْ قُصورَها،
[6] فإِنَّه هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات، اقطَعوا خَشَبًا وٱركُموا على أُورَشَليمَ مَرْدومًا. هٰذه هي المَدينةُ الَّتي ستُفتَقَد، الَّتي لَيسَ فيها إِلاَّ ظُلْم،
[7] كما أَنَّ البِئرَ تُنبِعُ مِياهَها، فكذٰلك هي تُنبِعُ شَرَّها. فيها يُسمَعُ بِالعُنفِ والنَّهْب، وأَمامي كُلَّ حينٍ مَرَضٌ وضَربَة.
[8] تأَدَّبي يا أُورَشَليم، لِئَلاَّ تَتَحَوَّلَ عَنكِ نَفْسي، لِئَلاَّ أَجعَلَكِ دَمارًا، أَرضًا لا تُسكَن.
[9] هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: لِيُعَفِّروا بَقِيَّةَ إِسْرائيلَ تَعْفيرَ الكَرمَة. رُدَّ يَدَكَ كالقاطِفِ إِلى الأَغصان،
[10] مَن ذا أُكَلِّم، ومَن أُشهِدُ علَيه فيَسمَعوا، ها إِنَّ آذانَهم غُلْفٌ، فلا يَستَطيعونَ الإِصْغاء، ها إِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صارَت لَهم عارًا لا يَهوَونَها.
[11] فٱمتَلأتُ مِن سُخطِ الرَّبّ، فأَرهَقَني ٱحتِمالُه. صُبَّه على أَطْفالِ الشَّوارِع، وعلى مَجلِسِ الشُّبَّانِ جَميعًا، لأَنَّه يُؤخَذُ الرَّجُلُ مع المَرأَة، والشَّيخُ الَّذي سيَشبَعُ مِنَ الأَيَّام،
[12] وتَصيرُ بُيوتُهم لِآخَرين، وكذٰلك الحُقولُ والنِّساءُ جَميعًا، لأَنِّي أَمُدُّ يَدي على سُكَّانِ الأَرض، يَقولُ الرَّبّ،
[13] لأَنَّهم مِن صَغيرِهم إِلى كَبيرِهم يَطمَعونَ جَميعًا في المَكاسِب، مِنَ النَّبيِّ وحَتَّى الكاهِن يَأتونَ الكَذِبَ جَميعًا،
[14] ويُداوونَ كَسرَ شَعْبي بِٱستِخْفاف، قائلين: «سَلامٌ سلام» ولا سَلام.
[15] هل خَزوا لأَنَّهمُ ٱقتَرَفوا القَبيحة، بل لم يَخزَوا خِزيًا ولم يَعرِفوا الخَجَل، فلِذٰلك سيَسقُطونَ مع السَّاقِطين، وعِندَ ٱفتِقادي يَعثُرون، قالَ الرَّبّ.
[16] هٰكذا قالَ الرَّبّ: قِفوا في الطُّرُقِ وٱنظُروا، وٱسأَلوا عنِ المَسالِكِ القَويمة، ما هو الطَّريقُ الصَّالِحُ وسيروا فيه، فتَجِدوا راحةً لِنُفوسِكم، فقالوا: «لا نسير».
[17] أَقَمتُ علَيكم رُقَباءَ: «أَصْغوا إِلى صَوتِ البوق»، فقالوا: «لا نُصْغي».
[18] لِذٰلك ٱسمَعي أَيَّتُها الأُمَم، وٱعلَمي أَيَّتُها الجَماعةُ ماذا يُصيبُهم.
[19] إِسمَعي أَيَّتُها الأَرض، هاءَنَذا أَجلُبُ شَرًّا على هٰذا الشَّعْب، ثَمَرَةَ أَفْكارِهم، لأَنَّهم لم يُصْغوا إِلى كَلامي، وٱزدَرَوا شَريعَتي.
[20] ما لي والبَخورُ الآتي مِن شبأ، وقَصَبُ الأَطْيابِ مِن أَرضٍ بَعيدة؟ إِنَّ مُحرِقاتِكم غَيرُ مَرضِيَّة، وذَبائِحَكم لا تَلَذُّ لي.
[21] فلِذٰلك هٰكذا قالَ الرَّبّ: هاءَنَذا أَجعَلُ لِهٰذا الشَّعبِ مَعاثِر، فيَعثُرُ بِها الآباءُ والبَنونَ جَميعًا، ويَهلِكُ بِها الجارُ وصَديقُه.
[22] هٰكذا قالَ الرَّبّ: هُوَذا شَعبٌ مُقبِلٌ مِن أَرضِ الشَّمال، وأُمَّةٌ عَظيمةٌ ناهِضَةٌ مِن أَقاصي الأَرض،
[23] قابِضونَ على القَوسِ والحَربَة، قُساةٌ لا يَرحَمون، صَوتُهم كهَديرِ البَحر، وعلى الخُيولِ راكِبونَ مُصطَفُّون، كرَجُلٍ واحِدٍ لِلمَعرَكَة، ضِدَّكِ يا بِنتَ صِهْيون.
[24] بَلَغَنا خَبَرُهم، ٱستَرخَت أَيدينا، أَخَذَنا ضيقٌ، مَخاضٌ كالَّتي تَلِد.
[25] لا تَخرُجوا إِلى الحُقول، ولا تسيروا في الطَّريق، فإِنَّ سَيفَ العَدُوِّ هَولٌ مِن كُلِّ جِهَة.
[26] يا بِنتَ شَعْبي شُدِّي المِسْحَ، وتَمَرَّغي في الرَّماد. أَقيمي مَناحَةَ وَحيدٍ، نَحيبًا مُرًّا، لأَنَّ المُدَمِّرَ يَحِلُّ بِنا بَغتَةً،
[27] جَعَلتُكَ مُمتَحِنًا، أَنتَ الحِصْن، فتَعلَمُ وتَمتَحِنُ طَريقَهم،
[28] كُلُّهم عُصاةٌ مُتَمَرِّدون، ساعونَ بِالنَّميمة. إِنَّما هم نُحاسٌ وحَديد، كُلُّهم مُفسِدون.
[29] المِنفاخُ يَنفُخ، والرَّصاصُ بِالنَّارِ يَفْنى، وباطِلًا يُمَحَّصون، فالخَبَثُ لا يُفرَز.
[30] يُدعَونَ فِضَّةً مَنْبوذة، لأَنَّ الرَّبَّ نَبَذَهم.