< سفر إرميا 5

Listen to this chapter • 4 min
[1] طوفوا في شَوارِعِ أُورَشَليم، وٱنظُروا وأَدرِكوا وفَتِّشوا في ساحاتِها، هل تَجِدونَ إِنسانًا، هل يوجَدُ مَن يَعمَلُ لِلْحَقّ، ويَطلُبُ الأَمانَةَ فأَغْفِرَ لَها،
[2] فإِنَّهم، وإِن قالوا: «حَيٌّ الرَّبّ»، إِنَّما يَحلِفونَ زورًا.
[3] أَيُّها الرَّبُّ، أَلَيسَت عَيناكَ على الأَمانة؟ قد ضَرَبتَهم فلَم يَشعُروا. أَفنَيتَهم فأَبَوا أَن يَقبَلوا التَّأديب، وصَلَّبوا وُجوهَهم أَكثَرَ مِن الصَّخر، وأَبَوا أَن يَتوبوا.
[4] فقُلتُ في نَفْسي: «إِنَّهم مَساكينُ حَمْقى، يَجهَلونَ طَريقَ الرَّبِّ وحَقَّ إِلٰهِنا،
[5] فأَذهَبُ إِلى العُظَماءِ وأُكَلِّمُهم، لأَنَّهم يَعرِفونَ طَريقَ الرَّبِّ وحَقَّ إِلٰهِنا». فإِذا هٰؤُلاءِ جَميعًا قد كَسَروا النِّير، وقَطَعوا الرُّبُط.
[6] فلِذٰلك يَضرِبُهم أَسَدُ الغاب، ويُدَمِّرُهم ذِئبُ القِفار، ويَسهَرُ النَّمِرُ حَولَ مُدُنِهم، فكُلُّ مَن خَرَجَ مِنها يُفتَرَس، لأَنَّ معاصِيَهم قد تَكاثَرَت، وٱرتِداداتِهم قد تَعاظَمَت.
[7] كَيفَ أَغفِرُ لَكِ وقد تَرَكَني بَنوكِ، وحَلَفوا بِما لَيسَ إِلٰهًا، وحينَ أَشبَعتُهم فَسَقوا، وإِلى بَيتِ الزَّانِيَةِ تَهافَتوا.
[8] صاروا أَحصِنَةً مُعَلَّفةً هائمة، كُلٌّ يَصهَلُ على ٱمرَأَةِ قَريبِه.
[9] أَفلا أُعاقِبُ على هٰذه، يَقولُ الرَّبّ، ولا تَنتَقِمُ نَفْسي مِن أُمَّةٍ مِثلِ هٰذه؟
[10] إِصعَدوا على سُطوحِها ودَمِّروا، ولٰكِن لا تُفْنوا. إِنتَزِعوا أَغْصانَها، فإِنَّها لَيسَت لِلرَّبّ،
[11] فقَد غَدَرَ بي غَدرًا بَيتُ إِسْرائيل، وبَيتُ يَهوذا، يَقولُ الرَّبّ.
[12] جَحَدوا الرَّبَّ وقالوا: «لا وُجودَ لَه، فلا يَنزِلُ بِنا شَرّ ولا نَرى سَيفًا ولا جوعًا.
[13] والأَنبِياءُ إِنَّما هم ريح، والكَلِمَةُ لَيست فيهم، فَليَكُنْ ذٰلك نَصيبَهم».
[14] لِذٰلك هٰكذا قالَ الرَّبُّ إِلٰهُ القُوَّات: بِما أَنَّكم تَكَلَّمتُم بِهٰذا الكَلام، فهاءَنَذا أَجعَلُ كَلِماتي في فَمِكَ نارًا، وهٰذا الشَّعبَ حَطَبًا فتَلتَهِمُه،
[15] هاءَنَذا أَجلُبُ علَيكم أُمَّةً مِن بَعيد، يا بَيتَ إِسْرائيل، يَقولُ الرَّبّ، أُمَّةً قَوِيَّةً أُمَّةً قَديمة، أُمَّةً لَستَ تَعرِفُ لِسانَها، ولا تَفهَمُ ما تَتَكَلَّمُ بِه.
[16] جَعبَتُها مِثلَ قَبرٍ مَفْتوح، كُلُّهم أَبطال.
[17] فيَأكُلونَ حِصادَكَ وخُبزَكَ، ويَأكُلونَ أَبْناءَكَ وبَناتِكَ، ويَأكُلونَ غَنَمَكَ وبَقَرَكَ، ويَأكُلونَ كَرمَكَ وتينَكَ، ويُدَمِّرونَ بِالسَّيفِ مُدُنَكَ الحَصينةَ، الَّتي أَنتَ مُتَوَكِّلٌ علَيها.
[18] ولٰكِن في تِلكَ الأَيَّام، يَقولُ الرَّبّ، لا أُفْنيكم.
[19] وإِذا قُلتُم: «لماذا صَنَعَ الرَّبُّ إِلٰهُنا بِنا هٰذه كُلَّها»، تَقولُ لَهم: «كما أَنَّكم تَرَكتُموني وعَبَدتُم آلِهَةً غَريبَةً في أَرضِكم، كذٰلك تُستَعبَدونَ لِلغُرَباءِ في أَرضٍ لَيسَت لَكم».
[20] أَخبِروا بِهٰذا في بَيتِ يَعْقوب، وأَسمِعوا بِه في يَهوذا قائلين:
[21] إِسمَعوا هٰذا أَيُّها الأَغبِياء، الشَّعبُ الفاقِدُ اللُّبّ، الَّذي لَه عُيونٌ ولا يُبصِر، ولَه آذانٌ ولا يَسمَع.
[22] أَلا تَخشَونَني، يَقولُ الرَّبّ؟ أَلا تَرتَعِدونَ مِن وَجْهي، وقد جَعَلتُ الرَّملَ حَدًّا لِلبَحْر، حاجِزًا أَبَدِيًّا لا يَتَعَدَّاه، فأَمواجُه تَلتَطِمُ ولا طاقَةَ لَها، تَهدِرُ ولا تَتَعَدَّاه.
[23] لٰكِنَّ هٰذا الشَّعبَ لَه قَلبٌ عاصٍ مُتَمَرِّد، فٱبتَعَدوا ومَضَوا
[24] ولم يَقولوا في قُلوبِهم: لِنَخْشَ الرَّبَّ إِلٰهَنا الَّذي يَمنَحُ مَطَرَ الخَريف ومَطَرَ الرَّبيعِ في حينِه، ويَحفَظُ لَنا أَسابيعَ الحِصادِ المَوقوتة.
[25] آثامُكم عَكَّرَت هٰذه الأُمور، وخَطاياكم مَنَعَتِ الخَيرَ عنكم.
[26] لأَنَّه قد وُجِدَ بَينَ شَعْبي أَشْرار، يَرصُدونَ وهُم لاطِئونَ كالصَّيَّادين، قد نَصَبوا الفَخَّ فيَقتَنِصونَ النَّاس.
[27] كالقَفَصِ المَمْلوءِ طُيورًا، كذٰلك ٱمتَلأَت بُيوتُهم مِنَ الخِداع، فلِذٰلك عَظُموا وٱغتَنَوا.
[28] إِنَّهم سِمانٌ بَرَّاقون، وهم يَتَعَدَّونَ حُدودَ الشَّرّ، ولا يُنصِفونَ الحقَّ، حَقَّ اليَتيم، وينَجَحونَ ولا يُجرونَ حُكمَ المَساكين.
[29] أَعلى هٰذه لا أُعاقِبُ، يَقولُ الرَّبّ، ومِن أُمَّةٍ مِثلِ هٰذه لا تَنتَقِمُ نَفْسي؟
[30] قد حَدَثَ في الأَرضِ أَمرٌ مُدهِشٌ فَظيع.
[31] الأَنبِياءُ يَتَنَبَّأُونَ زورًا، والكَهَنَةُ يَتَسَلَّطونَ على هَواهم، وشَعْبي يُحِبُّ مِثلَ هٰذه الأُمور، فماذا تَصنَعونَ في النِّهاية؟