< سفر إرميا 46

Listen to this chapter • 4 min
[1] كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتي كانَت إِلى إِرمِيا النَّبِيِّ على الأُمَم.
[2] على مِصرَ. على جَيشِ فِرعَونَ نَكْوٍ، مَلِكِ مِصرَ، الَّذي كانَ عِندَ نَهرِ الفُراتِ في كَركَميش، الَّذي ضَرَبَه نَبوكَدنَصَّر، مَلِكُ بابِل، في السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِيوياقيمَ بنِ يوشِيَّا، مَلِكِ يَهوذا.
[3] أَعِدُّوا التُرسَ والمِجنَب، وٱزحَفوا لِلقِتال،
[4] شُدُّوا على الخَيل، وٱركَبوا أَيُّها الفُرْسان، وٱنتَصِبوا بِخوذِكم، أُصقُلوا الرِّماحَ وٱلبَسوا الدُّروع.
[5] ما بالي رَأَيتُهم فَزِعين، مُتَراجِعينَ إِلى الوَراء. ضُرِبَ أَبطالُهم، وٱنهَزَموا ٱنهِزامًا ولم يَلتَفِتوا. والهَولُ مِن كُلِّ جانِب، يَقولُ الرَّبّ.
[6] لا يَهرُبِ الخَفيف، ولا يُفلِتِ البَطَل، في الشَّمالِ بِجانِبِ نَهرِ الفُرات، عَثَروا وسَقَطوا.
[7] مَن هٰذا الَّذي يَرتَفِعُ كالنِّيل، وتَلتَطِمُ أَمْواجُه كالأَنْهار؟
[8] مِصرُ كالنِّيلِ تَرتَفِع، وكالأَنْهارِ تَلتَطِمُ أَمْواجُها، وتَقول: «أَرتَفِعُ وأُغَطِّي الأَرض، وأُبيدُ المُدُنَ والسَّاكِنينَ فيها.
[9] إِصعَدي أَيَّتُها الخَيْل، وٱنقَضِّي أَيَّتُها المَركَبات، ولْيَبرُزِ الأَبْطالُ، أَهلُ كوشٍ وفوط القابِضونَ على التُّروس، وأَهلُ لودي المُسَدِّدونَ السِّهام.
[10] هٰذا اليَومُ يَومُ السَّيِّدِ رَبِّ القُوَّات، يَومُ ٱنتِقامٍ لِيَنتَقِمَ مِن أَعْدائِه. فالسَّيفُ يأكُلُ ويَشبَع، ويَرتَوي مِن دِمائِهم، لأَنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ القُوَّاتِ ذَبيحَةً في أَرضِ الشَّمالِ عِندَ نَهرِ الفُرات.
[11] إِصعَدي إِلى جِلْعادَ وخُذي بَلسانًا، أَيَّتُها العَذْراءُ بِنتُ مِصرَ. إِنَّكِ باطِلًا تُكثِرينَ مِن الأَدوِيَة، إِذ لا ٱلتِئامَ لِجُرحِكِ.
[12] قد سَمِعَتِ الأُمَمُ بفَضيحَتِكِ، ومَلَأَ الأَرضَ صِياحُكِ، لأَنَّ البَطَلَ عَثَرَ بِالبَطَل، فسَقَطا كِلاهُما معًا.
[13] الكَلامُ الَّذي كَلَّمَ بِه الرَّبُّ إِرمِيا النَّبِيَّ، حينَ قَدِمَ نَبوكَدنَصَّر، مَلِكُ بابِل، لِيَضرِبَ أَرضَ مِصْر:
[14] أَخبِروا في مِصرَ وأَسمِعوا في مِجْدول، ونادوا في نوفَ وفي تَحْفَنْحيس. قولوا: قِفي وٱستَعِدِّي، فإِنَّ السَّيفَ قد أَكَلَ ما حَولَكِ.
[15] لِماذا هَرَبَ أَپيس، ولَم يَقِفْ ثَورُكِ؟ لأَنَّ الرَّبَّ طَرَدَه.
[16] ما أَكثَرَ الَّذينَ عَثَّرَهم! سَقَطَ كُلُّ رَجُلٍ على صاحِبِه، وقالوا: «قوموا نَرجِعُ إِلى شَعبِنا، وإِلى مَسقَطِ رُؤُوسِنا، مِن وَجهِ السَّيفِ الفَتَّاك».
[17] سَمُّوا فِرعَونَ، مَلِكَ مِصرَ، «جَلَبَةً ولكنَّ الفُرصَةَ تَفوتُها».
[18] حَيٌّ أَنا، يَقولُ المَلِكُ، الَّذي رَبُّ القُوَّاتِ ٱسمُه، يَصِلُ كتابورَ بَينَ الجِبال، ومِثلَ الكَرمَلِ المُطِلِّ على البَحْر.
[19] أَعِدِّي العُدَّةَ لِلجَلاء، أَيَّتُها السَّاكِنَةُ، بِنتُ مِصْر، فإِنَّ نوفَ تصيرُ خَرابًا، ودَمارًا لا ساكِنَ فيها.
[20] مِصرُ عِجلَةٌ رائِعَةُ الجَمال، دَهَمَتها مِنَ الشَّمالِ نُعَرَة،
[21] ومُرتَزِقَتُها أَيضًا في وَسَطِها، كعُجولٍ مُسَمَّنَة. قد وَلَّوا هارِبينَ جَميعًا ولم يُقاوِموا، فقَد وافى يَومُ بَلِيَّتِهم ووَقتُ ٱفتِقادِهم.
[22] صَوتُها كالحَيَّةِ يَسْري، لأَنَّهم زاحِفونَ بِجَيشِهم، وبِفُؤوسٍ آتونَ علَيها كالحَطَّابين.
[23] قَطَعوا غابَها، يَقولُ الرَّبّ، وإِن كانَ مُمتَنِعًا، لأَنَّهم أَكثَرُ مِنَ الجَراد، حتَّى لا عَدَدَ لَهم.
[24] بِنتُ مِصرَ أُخزِيَت، وأُسلِمَت إِلى أَيدي شَعبِ الشَّمال.
[25] قالَ رَبُّ القُوَّات، إِلْهُ إِسْرائيل: هاءَنَذا أَفتَقِدُ آمونَ نُوَ وفِرعَونَ ومِصرَ وآلِهَتَها ومُلوكَها، فِرعَونَ وجَميعَ المُتَوَكِّلينَ علَيه،
[26] وأُسلِمُهم إِلى أَيدي طالِبي نُفوسِهم، إِلى يَدِ نَبوكَدنَصَّر، مَلِكِ بابِل، وأَيدي رِجالِه. وهي، بَعدَ ذٰلك، تَعودُ مَسْكونَةً، كما كانَت في الأَيَّامِ القَديمة، يَقولُ الرَّبّ.
[27] وأَنتَ لا تَخَفْ يا عَبْدي يَعْقوب، ولا تَفْزَعْ يا إِسْرائيل، لأَنِّي أُخَلِّصُكَ مِنَ الغُربَة، وذُرِّيَّتَكَ مِن أَرضِ جَلائِهم، فيَرجِعُ يَعْقوبُ ويَستَقِرُّ في الرَّاحةِ والطُمَأنينة ولا يُرعِبُه أَحَد.
[28] وأَنتَ فلا تَخَف يا عَبْدي يَعْقوب، يَقولُ الرَّبّ، فإِنِّي مَعَكَ وسأُفْني جَميعَ الأُمَمِ الَّتي دَفَعتُكَ إِلَيها. وأَمَّا أَنتَ فلا أَفْنيكَ، بل أُؤَدِّبُكَ بِالحَقِّ ولا أُبَرِّئُكَ تَبرِئَةً.