< سفر إرميا 4

Listen to this chapter • 4 min
[1] إن رَجَعتَ، يا إِسْرائيل، يَقولُ الرَّبّ، إِن رَجَعتَ إِلَيَّ، ونَزعتَ أَقْذارَكَ مِن أَمامِ وَجْهي، ولم تَشرُدْ،
[2] وكانَ حَلفُكَ - حَيٌّ الرَّبّ - بِالحَقِّ والحُكمِ والبِرّ، تَبارَكَتِ الأُمَمُ بِه وبِه ٱفتَخَرَت.
[3] لأَنَّه هٰكذا قالَ الرَّبُّ، لِرِجالِ يَهوذا ولأُورَشَليم: إِحرِثوا لَكم بورًا، ولا تَزرَعوا بَينَ الشَّوك.
[4] إِختَتِنوا لِلرَّبِّ وأَزيلوا قُلَفَ قُلوبِكم، يا رِجالَ يَهوذا وسُكَّانَ أُورَشَليم، لِئَلاَّ يَخرُجَ غَضَبي كالنَّار، فيُحرِقُ ولَيسَ مِن مُطْفِئ، بِسَبَبِ شَرِّ أَعْمالِكم.
[5] أَخبِروا في يَهوذا وأَسمِعوا في أُورَشَليم، تَكَلَّموا وٱنفُخوا في البوقِ في الأَرض. نادوا بِمِلءِ أَفْواهِكم وقولوا: إِجتَمِعوا فنَدخُلَ إِلى المُدُنِ الحَصينة.
[6] إِرفَعوا الرَّايَةَ نَحوَ صِهْيون، أُهرُبوا ولا تَقِفوا، فإِنِّي جالِبٌ شَرًّا مِنَ الشَّمال، وتَحْطيمًا شَديدًا.
[7] طَلَعَ الأَسَدُ مِن دَغلِه، ومُهلِكُ الأُمَمِ زَحَفَ وخَرَجَ مِن مَكانِه، لِيَجعَلَ أَرضَكَ دَمارًا، فتُخرَبُ مُدُنُكَ وتَبْقى مِن غَيرِ ساكِن.
[8] لِذٰلك تَحَزَّموا بِالمُسوح، ونوحوا ووَلوِلوا، فإِنَّ ٱضطِرامَ غَضَبِ الرَّبِّ، لم يَنصَرِفْ عنَّا.
[9] في ذٰلك اليَومِ، يَقولُ الرَّبّ، يَضعُفُ قَلبُ المَلِكِ وقُلوبُ الرُّؤَساء، ويَتَعَجَّبُ الكَهَنَةُ ويُبهَتُ الأَنبِياء.
[10] فقُلتُ: «آهِ، أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، لقَد خَدَعتَ هٰذا الشَّعبَ وأُورَشَليمَ خِداعًا، قائلًا: سيَكونُ لَكم سَلام، وها إِنَّ السَّيفَ قد بَلَغَ الحَلْق»،
[11] في ذٰلك الزَّمان. يُقالُ لِهذا الشَّعْبِ ولأُورَشَليم: رِيحٌ لافِحَةٌ مِن التِّلالِ الجَرْداءِ في البَرِّيَّة، نَحوَ بِنتِ شَعْبي، لا لِلتَّذرِيَةِ ولا لِلتَّنقِيَة.
[12] ريحٌ عاصِفَةٌ تَهُبُّ لي، وحينَئِذٍ أَلفُظُ أَنا أَيضًا أَحْكامي علَيهم.
[13] ها إِنَّه يَصعَدُ كغَمام، ومَركَباتُه كالزَّوبَعة، وخَيلُه أَخَفُّ مِن العُقْبان. وَيلٌ لَنا، فلَقد دُمِّرْنا.
[14] إِغسِلي مِنَ الشَّرِّ قَلبَكِ، يا أُورَشَليمُ لِكَي تَخلُصي. إِلى مَتى تَبيتُ في داخِلِكِ، أَفكارُكِ الأَثيمة؟
[15] صَوتُ مُخبِرٍ مِن دان، ومُسمِعٍ بِالبَلْوى مِن جَبَلِ أَفْرائيم.
[16] ذَكِّروا الأُمَمَ وأَسمِعوا في أُورَشَليم: حُرَّاسٌ يُقبِلونَ مِن أَرضٍ بَعيدة، وقد أَطلَقوا أَصْواتَهم على مُدُنِ يَهوذا.
[17] أَحاطوا بِها كنَواطيرَ الحُقول، لأَنَّها تَمَرَّدَت علَيَّ، يَقولُ الرَّبّ.
[18] سلُوكُكِ وأَعْمالُكِ جَرَّت علَيكِ ذٰلك، هٰذا شَرُّكِ وهو مرّ، وقد أَصابَكِ في قَلبِكِ.
[19] وا أَحْشائي، وا أَحْشائي، إِنِّي أَتَوَجَّع، وا جُدْرانَ قَلْبي، إِنَّ قَلْبي يَجيشُ فِيَّ فلا أَسكُت! لأَنَّ نَفْسي قد سَمِعَت صَوتَ البوقِ وهُتافَ القِتال.
[20] قد نادوا بِتَحْطيمٍ على تَحْطيم، لأَنَّ الأَرضَ كُلَّها دُمِّرَت. دُمِّرَت خِيامي بَغتَةً وجُلودي في لَحظَة.
[21] إِلى مَتى أَرى الرَّايَة وأَسمَعُ صَوتَ البوق.
[22] إِنَّ شَعْبي غَبِيّ، وهم لا يَعرِفونَني، إِنَّما هم حَمْقى لا فَهمَ لهم، هم ماهِرونَ بِالشَّرِّ ولا دِرايَةَ لَهم لِلخَير.
[23] نَظَرتُ إِلى الأَرضِ فإِذا هي خاوِيَةٌ خالِيَة، وإِلى السَّمٰواتِ فلَم يَكُنْ فيها مِن نور.
[24] نَظَرتُ إِلى الجِبالِ فإِذا هي تَرتَجِف، وجَميعُ التِّلالِ تَتَزَعزَع.
[25] نَظَرتُ فلم يَكُنْ إِنْسان، وكُلُّ طُيورِ السَّماءِ قدِ ٱنهَزَمَت.
[26] نَظَرتُ فإِذا بالجَنَّةِ قد صارَت بَرِّيَّة، وجَميعُ مُدُنِها هُدِمَت مِن وَجهِ الرَّبّ، مِن وَجهِ ٱضطِرامِ غَضبِه.
[27] فإِنَّه هٰكذا قالَ الرَّبّ: ستُدَمَّرُ الأَرضُ كُلُّها، لٰكِنِّي لا أُفْنيها.
[28] فلِذٰلك تَنوحُ الأَرضُ، وتُظلِمُ السَّمٰواتُ مِن فَوق، لأَنِّي قد تَكَلَّمتُ وعَزَمتُ، فلا أَندَمُ ولا أَرجِعُ عنه.
[29] من صَوتِ الفارِسِ والرَّامي بِالقَوسِ، فَرَّت جَميعُ المُدُن، وأَتَوا إِلى المَغاوِر، وتَوَغَّلوا في الأَدْغال. كُلُّ مَدينَةٍ مَهْجورة، لا يَسكُنُها إِنْسان،
[30] وأَنتِ، أَيَّتُها المُدَمَّرة، ماذا تَصنَعين؟ حتَّى لو لَبِستِ القِرمِز، وتَحَلَّيتِ بِحُلِيِّ الذَّهَب، ووَسَّعتِ بِالكُحلِ عَينَيكِ، فباطِلًا تَتَجَمَّلين. العُشَّاقُ رَذَلوكِ، إِنَّما يَطلُبونَ نَفسَكِ.
[31] قد سَمِعتُ صَوتًا كصَوتِ الماخِض، وصَوتًا مِثلَ شِدَّةِ الَّتي تَلِدُ بِكرَها، صَوتَ بِنتِ صِهْيونَ تَنتَحِب، وتَبسُطُ كَفَّيها وَيلٌ لي، أَعيَت نَفْسي أَمامَ القاتِلين.