< سفر إرميا 15

Listen to this chapter • 3 min
[1] وقالَ لِيَ الرَّبّ: لو أَنَّ موسى وصَموئيلَ وَقَفا أَمامي، لَما رَجَعَت نَفْسي إِلى هٰذا الشَّعْب. فٱطرَحْهم عن وَجْهي ولْيَخرُجوا.
[2] وإِذا قالوا لَكَ: إِلى أَينَ نَخرُج؟ فقُلْ لَهم: هٰكذا قالَ الرَّبّ: الَّذينَ لِلمَوتِ فإِلى المَوت، والَّذينَ لِلسَّيفِ فإِلى السَّيف، والَّذينَ لِلْجوع فإِلى الجوع، والَّذينَ لِلجَلاءِ فإِلى الجَلاء.
[3] وأُوَكِّلُ بِهم أَربَعَةَ أَصْناف، يَقولُ الرَّبّ: السَّيفَ لِلقَتْلِ والكِلابَ لِلجَرِّ وطُيورَ السَّماءِ وبَهائِمَ الأَرضِ لِلٱلْتِهام ولِلإتْلاف،
[4] وأَجعَلُ مِنهم مَوضوعَ ذُعرٍ في جَميعِ مَمالِكِ الأَرضِ بِسَبَبِ منَسَّى بنِ حِزقِيَّا، مَلِكِ يَهوذا، وما صَنَعَ في أُورَشَليم.
[5] فمَن يُشفِقُ علَيكِ يا أُورَشَليم، ومَن يَرْثي لَكِ، ومَن يَميلُ لِيَسأَلَ عن سَلامَتِكِ؟
[6] إِنَّكِ رَفَضتِني، يَقولُ الرَّبّ، وٱرتَدَدتِ إِلى الوَراء، فمَدَدتُ يَدي علَيكِ وأَتلَفتُكِ، فقَد مَلِلتُ العَفوَ عنكِ،
[7] وذَرَّيتُهم بِالمِذْراة، عِندَ أَبْوابِ الأَرض. لقَد أَثكَلتُ وأَبَدتُ شَعْبي، ولم يَرجِعوا عن طُرُقِهم.
[8] قد كَثُرَت لَدَيَّ أَرامِلُهم، أَكثَرَ مِن رَملِ البِحار. سأَجلُبُ على الأُمِّ الشَّابَّ المُدَمِّرَ عِندَ الظَّهيرَة، وأُوقِعَ علَيها بَغتَةً الهَولَ والرُّعْب.
[9] قدِ ٱنحَطَّت والِدَةُ السَّبعَة، وفاضَت روحُها، وغابَت شَمسُها والنَّهارُ باقٍ، فنالَها الخِزيُ والعار، وسأُسلِمُ بَقِيَّتَهم إِلى السَّيف، أَمامَ أَعْدائِهم، يَقولُ الرَّبّ.
[10] وَيلٌ لي يا أُمِّي لأَنَّكِ وَلَدتِني، رَجُلَ خِصامٍ ورَجُلَ نِزاعٍ لِلأَرضِ كُلِّها. لم أُقرِضْ ولم يُقْرِضْني أَحَد، والكُلُّ يَلعَنُني.
[11] قالَ الرَّبّ: إِنِّي مُقسِم: سأُحَرِّرُكَ لِخَيرِكَ، وأَجعَلُ العَدُوَّ يَتَضَرَّعُ إِلَيكَ، في أَوانِ البَلْوى وأَوانِ الضِّيق،
[12] هل يُحَطِّمُ الحَديدُ. حَديدَ الشَّمالِ والنُّحاس؟
[13] سأُسلِمُ غِناكَ وكُنوزَكَ لِلسَّلْب، ثَمَنًا لِجَميعِ خَطاياكَ في كُلِّ أَرضِكَ،
[14] وأَجعَلُكَ عَبدًا لأَعْدائِكَ، في أَرضٍ لم تَعرِفْها، لأَنَّ نارًا شَبَّت في أَنْفي، فتَتَّقِدُ علَيكم.
[15] إِنَّكَ يا رَبِّ قد عَرَفتَني، فٱذكُرْني وٱفتَقِدْني، وٱنتَقِمْ لي مِن مُضطَهِديَّ. لا تَجعَلْني ضَحِيَّةً بِسَبَبِ طولِ أَناتِكَ، اِعلَمْ أَنِّي ٱحتَمَلتُ العارَ لأَجلِكَ.
[16] حينَ كانَت كَلِماتُكَ تَبلُغُ إِلَيَّ كُنتُ أَلتَهِمُها فكانَت لي كَلِمَتُكَ سُرورًا وفَرَحًا في قَلْبي لأَنِّي بِٱسمِكَ دُعيتُ، أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ القُوَّات.
[17] لم أَجلِسْ في جَماعَةِ الضَّاحِكينَ مُمازِحًا، بل تَحتَ يَدِكَ جَلَستُ مُنفَرِدًا، لأَنَّكَ مَلَأْتَني غَضَبًا.
[18] لِماذا صارَ أَلَمي دائِمًا، وضَربَتي مُعضِلَةً تَأبى الشِّفاء؟ إِنَّكَ صِرتَ لي كيَنْبوعٍ كاذِب كمِياهٍ لا يُعتَمَدُ علَيها.
[19] لِذٰلك هٰكذا قالَ الرَّبّ: إِن رَجَعتَ أَرجَعتُكَ، فتَقِفُ بَينَ يَدَيَّ، وإِن أَخرَجتَ النَّفيسَ مِنَ الخَسيس، صِرتَ كفَمي، فهُم يَرجِعونَ إِلَيكَ، وأَمَّا أَنتَ فلا تَرجِعُ إِلَيهم.
[20] وسأَجعَلُكَ تُجاهَ هٰذا الشَّعبِ سورًا مِن نُحاسٍ حَصينًا، فيُحارِبونَكَ ولا يَقدِرونَ علَيكَ، لأَنِّي مَعَكَ لأُخَلِّصَكَ وأُنقِذَكَ، يَقولُ الرَّبّ.
[21] فسأُنقِذُكَ مِن أَيدي الأَشْرار، وأَفتَديكَ مِن أَكُفِّ الظَّالِمين.