< سفر إرميا 14

Listen to this chapter • 3 min
[1] كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتي كانت إِلى إِرِميا في شأنِ الجفاف:
[2] ناحَت يَهوذا وٱنحَطَّت أَبْوابُها، وهي في الحِدادِ على التُّراب، وصُراخُ أُورَشَليمَ قدِ ٱرتَفَع.
[3] أَشْرافُها أَرسَلوا أَصاغِرَها لِلْماء، فأَتَوا الجِبابَ فلم يَجِدوا ماءً، فرَجَعوا بآنِيَتِهم فارِغة، فخَزوا وخَجِلوا وغَطَّوا رُؤُوسَهم.
[4] لأَنَّ الأَرضَ تَشَقَّقت، ولأَنَّه ما كانَ مَطَرٌ على الأَرض، خَزِيَ الحُرَّاثُ وغَطُّوا رُؤُوسَهم.
[5] فحتَّى الأَيِّلَةُ وَلَدَت في الحَقْلِ وتَرَكَت وَليدَها، لأَنَّه لم يَكُنْ مِن كَلأ.
[6] والحَميرُ الوَحشِيَّةُ وَقَفَت على التِّلالِ الجَرْداء، وٱستَنشَقَتِ الرِّيحَ كبَناتِ آوى، فكَلَّت عُيونُها، لأَنَّه لم يَكُنْ مِن عُشْب.
[7] إِن كانتَ آثامُنا تَشهَدُ علَينا، يا رَبُّ فلأَجلِ ٱسمِكَ ٱفعَلْ، فإِنَّ ٱرتِداداتِنا قد كَثُرَت، وإِلَيكَ خَطِئْنا.
[8] يا رَجاءَ إِسْرائيل، ومُخَلِّصَه وَقتَ الضِّيق، لِماذا تَكونُ كنَزيلٍ في الأَرضِ، وكمسافِرٍ يَميلُ إِلى مَبيت.
[9] لِماذا تَكونُ كالرَّجُلِ المُتَحَيِّر، كالجَبَّارِ الَّذي لا يَقدِرُ أَن يُخَلِّص، وأَنتَ فيما بَينَنا يا رَبّ، وبِٱسمِكَ دُعينا فلا تَتَخَلَّ عنَّا.
[10] هٰكذا قالَ الرَّبُّ لِهٰذا الشَّعْب: لقَد أَحَبُّوا أَن يَشرُدوا، ولم يَكُفُّوا أَرجُلَهم، فلم يَرضَ الرَّبُّ عنهم، ويَذكُرُ الآنَ إِثمَهم ويُعاقِبُ خَطاياهم.
[11] وقالَ لِيَ الرَّبّ: «لا تُصَلِّ مِن أَجلِ هٰذا الشَّعبِ لِلخَير.
[12] إِذا صاموا فلا أَسمَعُ صُراخَهم، وإِذا أَصعَدوا مُحرَقةً وتَقدِمَةً فلا أَرْضى عَنهم، بل أُفْنيهم بالسَّيفِ والجوعِ والطَّاعون».
[13] فقُلت: «آهِ أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ! ها إِنَّ الأَنبِياءَ يَقولونَ لَهم: إِنَّكم لا تَرَونَ سَيفًا، ولا يَحِلُّ بِكم جوع، بل أَجعَلُ لَكم سَلامَ حَقٍّ في هٰذا المَكان».
[14] فقالَ لِيَ الرَّبّ: «إِنَّ الأَنبِياءَ يَتَنَبَّأونَ بِٱسْمي كَذِبًا، وأَنا لم أُرسِلْهم ولم آمُرْهم ولم أُكَلِّمْهم. إِنَّما يَتَنَبَّأُونَ لَكم بِرُؤيا كاذِبَة وبِالعِرافَةِ والباطِلِ ومَكرِ قُلوبِهم.
[15] لِذٰلك هٰكذا قالَ الرَّبُّ: إِنَّ الأَنبِياءَ المُتَنَبِّئينَ بِٱسْمي وأَنا لم أُرسِلْهم، وهم يَقولونَ: لا يَكونُ في هٰذه الأَرضِ سَيفٌ ولا جوع، إِنَّ هٰؤُلاءِ الأَنبِياءِ بِالسَّيفِ والجوعِ يُفنَون،
[16] ويَكونُ الشَّعبُ الَّذي هم مُتَنَبِّئونَ لَه مَطْروحًا في شَوارِعِ أُورَشَليمَ مِنَ الجوعِ والسَّيف، ولا يَكونُ لَه دافِن، هو ونِساؤُه وبَنوه وبَناتُه، وأَصُبُّ علَيه شَرَّه».
[17] وتَقولُ لَهم هٰذا الكَلام: لِتَذرِفْ عَينايَ الدُّموعَ لَيلًا ونَهارًا ولا تَكُفَّا، فإِنَّ العَذْراءَ بِنتَ شَعْبي، قد تَحَطَّمَت تَحْطيمًا شَديدًا، بِضَربَةٍ لا شِفاءَ مِنها.
[18] إِن خَرَجتُ إِلى الحَقْل، فإِذا القَتْلى بِالسَّيف، وإِن دَخَلتُ المَدينة، فإِذا المُتَضَوِّرونَ جوعًا، فحَتَّى النَّبِيُّ والكاهِنُ طافا في الأَرضِ لا يَفهَمانِ شَيئًا.
[19] هل نَبَذتَ يَهوذا نَبْذًا، وسَئِمَت نَفسُكَ صِهْيون؟ ما بالُكَ ضَرَبتَنا فلا شِفاءَ لَنا؟ إِنتَظَرنا السَّلامَ فلا خَير، ووَقتَ الشِّفاءِ فإِذا الرُّعْب.
[20] عَرَفْنا يا رَبُّ شَرَّنا وإِثمَ آبائِنا، لأَنَّنا إِلَيكَ خَطِئْنا.
[21] لا تَنبِذْنا لأَجلِ ٱسمِكَ، ولا تَستَخِفَّ بِعَرشِ مَجدِكَ، أُذكُرْ ولا تَنقُضْ عَهدَكَ معَنا.
[22] هل بَينَ أَصْنامِ الأُمَمِ مَن يُمطِر، أَم هلِ السَّمَواتُ تَمنَحُ الرَّذاذ؟ أَلَستَ أَنتَ الرَّبَّ إلٰهَنا؟ وإِيَّاكَ نَنتَظِرُ لأَنَّكَ أَنتَ صَنَعتَ هٰذه جَميعَها.