< سفر إشعياء 57

Listen to this chapter • 2 min
[1] هَلَكَ البارُّ ولم يُبالِ أَحَد، وأُزيلَ أَهلُ التَّقْوى ولم يَفْطَنْ أَحَد أَنَّه بِسَبَبِ الشَّرِّ أُزيلَ البارّ.
[2] لٰكِنَّ السَّلامَ سيَأتي، والسَّائِرونَ بِالِٱستِقامة، يَستَقِرُّونَ في مَضاجِعِهم.
[3] أَمَّا أَنتُم فٱقتَرِبوا إِلى هُنا، يا بَني السَّامِرَة، نَسْلَ الفاسِقِ والزَّانِيَة.
[4] بِمَن تَسخَرونَ وعلى مَن تَفتَحونَ أَفْواهَكم، وتَدلَعونَ أَلسِنَتَكم؟ أَلَستُم أَولادَ المَعصِيَةِ ونَسْلَ الكَذِب،
[5] المُثيرينَ أَنفُسَهم عِندَ البُطْم، تَحتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْراء، الذَّابِحينَ أَولادَهم في الأَودِيَة، تَحتَ شُقوقِ الصَّخْر؟
[6] حِجارَةُ الوادي المَصْقولَةُ نَصيبُكِ، هي هي حِصَّتُكِ، لَها سَكَبتِ السَّكيبَ وأَصعَدتِ التَّقدِمَة، أَعن هٰذه أَرْضى؟
[7] على جَبَلٍ عالٍ شامِخٍ جَعَلتِ مَضجَعَكِ، إِلى هُناكَ أَيضًا صَعِدتِ لِتَذبَحي الذَّبائِح،
[8] وَراءَ البابِ والدِّعامَةِ جَعَلتِ تَذْكارَكِ، لأَنَّكِ تَعَرَّيتِ بَعيدًا عَنِّي، وعَلَوتِ مَضجَعَكِ ووَسَّعتِه، وعَقَدتِ لكِ عَهدًا، مع الَّذينَ أَحبَبتِ مَضجَعَهم، حينَ رَأَيتِ نَصْبَهم،
[9] وقَرَّبتِ الزَّيتَ إِلى مولَك، وكَثَّرتِ أَطْيابَكِ، وأَرسَلتِ سُفَراءَكِ إِلى بَعيد، وٱنحَطَطتِ إِلى مَثْوى الأَمْوات.
[10] لِكَثرَةِ سَيرِكِ أَعيَيتِ، ولم تَقولي: «يَئِستُ». استَعَدتِ قُوَّةَ يَدِكِ، لِذٰلك لم تَضعُفي.
[11] فمِمَّن خَشيتِ وخِفتِ حتَّى كَذَبتِ؟ فإِنَّكِ لم تَذكُريني ولم تُبالي بي. أَلَم أَكُنْ ساكِتًا وذٰلك مِنَ الأَزَل؟ فأَنتِ لِهذا لا تَخافينَني.
[12] أُخبِرُ بِبرِّكِ وبِأَعْمالِكِ فلا تَنفَعُكِ.
[13] إِذا صَرَختِ فلتُنقِذْكِ مَجْموعاتُكِ، لٰكِنَّ الرِّيحَ ستَرفَعُها جَميعًا، والنَّسيمَ يَذهَبُ بِها، أَمَّا الَّذي يَعتَصِمُ بي، فيَملِكُ الأَرضَ ويَرِثُ جَبَلَ قُدْسي.
[14] ويُقال: مَهِّدوا مَهِّدوا أَعِدُّوا الطَّريق، إِرفَعوا العِثارَ مِن طَريقِ شَعْبي،
[15] لأَنَّه هٰكذا قالَ العَلِيُّ الرَّفيع، ساكِنُ الخُلودِ الَّذي قُدُّوسٌ ٱسمُه: «أَسكُنُ في العَلاءِ وفي القُدْس، ومع المُنسَحِقِ والمُتَواضِعِ الرُّوح، لأُحيي أَرْواحَ المتواضِعين، وأُحيِيَ قُلوبَ المُنسَحِقين،
[16] فإِنِّي لا لِلأَبَدِ أُخاصِم، ولا على الدَّوامِ أَغضَب، لِئَلاَّ يَضعَفْ الرُّوحُ أَمامي، والنَّسَماتُ الَّتي صَنَعتُها.
[17] إِنِّي لإثمِ مَكاسِبِه، غَضِبتُ وضَرَبتُه. إِحتَجَبتُ وغَضِبتُ، فذَهَبَ عاصِيًا في طَريقِ قَلبِه.
[18] رَأَيتُ طُرُقَه فسأَشْفيه وأَهْديه، وأَرُدُّ العَزاءَ لَه،
[19] وأَخلُقُ لِلنَّائِحينَ عِندَه ثَمَرَةَ الشَّفَتَين: السَّلامَ السَّلامَ لِلبَعيدِ ولِلقَريب، قالَ الرَّبُّ، وأَشفيه».
[20] وأَمَّا الأَشْرارُ فكالبَحرِ الهائج، الَّذي لا يُمكِنُ أَن يَهدأ، ومِياهُه تَقذِفُ بِوَحْلٍ وطين،
[21] «لا سَلامَ لِلأَشْرارِ، قالَ إِلٰهي».