< سفر إشعياء 5

Listen to this chapter • 4 min
[1] لَأُنشِدَنَّ لِحَبيبي نَشيدَ مَحْبوبي لِكَرمِه. كانَ لِحَبيبي كَرْمٌ في رابِيَةٍ خَصيبة،
[2] وقد قَلَّبَه وحَصَّاه وغَرَسَ فيه أَفضَلَ كَرمه، وبَنى بُرجًا في وَسَطِه وحَفَرَ فيه مَعصَرَةً، وٱنتَظَرَ أَن يُثمِرَ عِنَبًا فأَثمَرَ حِصرِمًا بَرِّيًّا.
[3] فالآنَ يا سُكَّانَ أُورَشَليم ويا رِجالَ يَهوذا، أُحكُموا بَيني وبَينَ كَرْمي.
[4] أَيُّ شَيءٍ يُصنَعُ لِلكَرْمِ ولَم أَصنَعْه لِكَرْمي؟ فما بالِيَ ٱنتَظَرتُ أَن يُثمِرَ عِنَبًا، فأَثمَرَ حِصرِمًا بَرِّيًّا؟
[5] فالآنَ لَأُعلِمَنَّكم ما أَصنَعُ بِكَرْمي. أُزيلُ سِياجَه فيَصيرُ مَرعًى، وأَهدِمُ جِدارَه فيَصيرُ مَداسًا،
[6] وأَجعلُهُ بورًا لا يُقضَبُ ولا تُقلَعُ أَعشابُه، فيَطلُعُ فيه الحَسَكُ والشَّوك، وأُوصِي الغُيومَ أَلاَّ تُمطِرَ علَيه مَطَرًا.
[7] لأَنَّ كَرمَ رَبِّ القُوَّاتِ هو بَيتُ إِسْرائيل، وأُناسُ يَهوذا هم غَرْسُ نَعيمِه، وقدِ ٱنتَظَرَ الحَقَّ فإِذا سَفكُ الدِّماء، والبِرَّ فإِذا الصُّراخ.
[8] وَيلٌ لِلَّذينَ يَصِلونَ بَيتًا بِبَيت، ويَقرِنونَ حَقلًا بِحَقْل، حتَّى لم يَبقَ أَيُّ مَكان، فتَسكُنونَ وَحدَكم في وَسَطِ الأَرض.
[9] على مَسمَعٍ مِنِّي، أَقسَمَ رَبُّ القُوَّات: إِنَّ بُيوتًا كَثيرةً ستُخرَب، عَظيمةً وجَميلةً مِنها تَبْقى بِغَيرِ ساكِن.
[10] فعَشَرَةُ فَدادينَ كَرمًا تُخرِجُ بَثًّا واحِدًا، وبَذرُ عُمِرٍ يُخرِجُ إِيفَة.
[11] وَيلٌ لِلقائِمينَ مِنَ الصَّباحِ في طَلَبِ المُسكِرات، المُتَأَخِّرينَ إِلى المَساء والخَمرُ تُلهِبُهم،
[12] وفي مآدِبِهمِ الكِنَّارَةُ والعود والدُّفُّ والمِزْمارُ والخَمْر، ولا يَلتَفِتونَ إِلى عَمَلِ الرَّبّ، ولا يَرَونَ صُنعَ يَدَيه.
[13] لِذٰلك جُلِيَ شَعْبي لِعَدَمِ المَعرِفَة، وأَصبَحَ خاصَّتُه مِن أَهلِ المَجاعة، ويَبِسَت عامَّتُه مِنَ العَطَش.
[14] فوَسَّعَ مَثْوى الأَمْواتِ حَلقَه، وفَتَحَ بِلا حَدٍّ فَمَه، فيَنحَدِرُ فيه وُجَهاؤُه وعامَّتُه، وجُمْهورُه وكُلُّ مُبتَهِجٍ فيه،
[15] ويُوضَعُ ٱبنُ آدَمَ ويُحَطُّ الإِنْسان، وتُخفَضُ عُيونُ المتكبِّرين.
[16] ويَتَعالى رَبُّ القُوَّاتِ بِالقَضاء، ويَتَقَدَّسُ الإِلٰهُ القُدُّوسُ بِالبِرّ،
[17] وتَرْعى الحُمْلانُ كما في مَراعيها، وأَطْلالُ المُترَفينَ يَلتَهِمُها الغُرَباء.
[18] وَيلٌ لِلَّذينَ يَجُرُّونَ الإِثمَ بِحِبالِ الباطِل، والخَطيئَةَ بِمِثْلِ أَمْراسِ المَركَبَة،
[19] القائِلين: «لِيُبادِرْ ولْيُعَجِّلْ في عَمَلِه حتَّى نَرى، ولْيَقتَرِبْ ويَحضُرْ تَدبيرُ قُدُّوسِ إِسْرائيلَ حتَّى نَعلَم».
[20] وَيلٌ لِلقائِلينَ لِلشَّرِّ خَيرًا ولِلخَيرِ شَرًّا، الجاعِلينَ الظُّلمَةَ نورًا والنُّورَ ظُلمَة، الجاعِلينَ المُرَّ حُلْوًا والحُلْوَ مُرًّا.
[21] وَيلٌ لِلَّذينَ هم حُكَمَاءُ في أَعيُنِ أَنفُسِهم، عُقَلاءُ أَمامَ وُجوهِهم.
[22] وَيلٌ لِلَّذينَ هم أَبْطالُ في شُربِ الخَمْر، وذَوو بَأسٍ في مَزْجِ المُسكِرات،
[23] المُبَرِّئينَ الشِّرِّيرَ لأَجلِ رَشوَة، والحارِمينَ البارَّ بِرَّه.
[24] فلِذٰلك كما يَلتَهِمُ لَهيبُ النَّارِ القَشّ، وكما يَفْنى الحَشيشُ المُلتَهِب، يَكونُ أَصلُهم كالنَّتْن، وبُرعُمُهم يَتَناثَرُ كالتُّراب، لأَنَّهم نَبَذوا شَريعةَ رَبِّ القُوَّات، وٱستَهانوا بِكَلِمَةِ قُدُّوسِ إِسْرائيل.
[25] فٱضطَرَمَ غَضَبُ الرَّبِّ على شَعبِه، فمَدَّ يَدَه علَيه وضَرَبَه، فرَجَفَتِ الجِبالُ وصارَت جُثَثُهم، كالزِّبلِ في وَسَطِ الشَّوارِع. ومع هٰذا كُلِّه لم يَرتَدَّ غَضَبُه، ويَدُه لا تَزالُ مَمْدودة.
[26] فيَرفَعُ رايَةً لأُمَّةٍ بَعيدة، ويُصَفِّرُ لَها مِن أَقْصى الأَرْض، فإِذا بِها مُقبِلَةٌ بِسُرعَةٍ وخِفَّة.
[27] لَيسَ فيها مُنهَكٌ ولا عاثِر، لا تَنعَسُ ولا تَنام، لا يُحَلُّ زُنَّارُ حَقْوَيها ولا يُفَكُّ رِباطُ نَعْلَيها.
[28] سِهامُها مُحَدَّدَة وجَميعُ قِسِيِّها مَشْدودَة. تُحسَبُ حَوافِرُ خَيلِها صَوَّانًا ومَركَباتُها إِعْصارًا.
[29] لَها زَئيرٌ كاللَّبُؤَة وهي تَزأَرُ كالأَشْبال، وتُزَمجِرُ وتُمسِكُ الفَريسَة، وتَخطَفُها ولَيسَ مَن يُنقِذ،
[30] فتُزَمجِرُ علَيه في ذٰلك اليَوم كزَمجَرَةِ البَحْر. وتَنظُرُ إِلى الأَرضِ فإِذا بِالظَّلامِ والضِّيق وقَد أَظلَمَ النُّورُ في غَمامٍ حالِك.