< سفر إشعياء 42

Listen to this chapter • 3 min
[1] هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه، مُخْتارِيَ الَّذي رَضِيَت عنه نَفْسي، قد جَعَلتُ روحي علَيه، فهو يُبْدي الحَقَّ لأُمَم.
[2] لا يَصيحُ ولا يَرفَعُ صَوتَه، ولا يُسمِعُ صَوتَه في الشَّوارِع.
[3] القَصَبَةُ المَرْضوضةُ لن يَكسِرَها، والفَتيلةُ المُدَخِّنَةُ لن يُطفِئَها، يُبْدي الحَقَّ بأَمانَة.
[4] لا يَني ولا يَنثَني إِلى أَن يُحِلَّ الحَقَّ في الأَرض، فلِشَريعَتِه تَنتَظِرُ الجُزُر.
[5] هٰكذا قالَ اللهُ الرَّبّ، خالِقُ السَّمٰواتِ وناشِرُها، باسِطُ الأَرضِ مع ما يَنبُتُ مِنها، الَّذي يُعْطي الشَّعبَ علَيها نَسَمَةً، والسَّائِرينَ فيها روحًا:
[6] «أَنا الرَّبَّ دَعَوتُكَ في البِرّ، وأَخَذتُ بِيَدِكَ وجَبَلتُكَ. وجَعَلتُكَ عَهدًا لِلشَّعبِ ونورًا لِلأُمَم،
[7] لِكَي تَفتَحَ العُيونَ العَمْياء، وتُخرِجَ الأَسيرَ مِنَ السِّجْن، والجالِسينَ في الظُّلمَةِ مِن بَيتِ الحَبْس».
[8] أَنا الرَّبُّ وهٰذا ٱسْمي، ولا أُعْطي لِآخَرَ مَجْدي، ولا لِلمَنْحوتاتِ حَمْدي.
[9] الأَوائِلُ قد أَتَت فأُخبِرُكم بِالمُحدَثات، فأَنا أُخبِرُكم بِالمُحدَثات.
[10] أَنشدوا لِلرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا، تَسبِحَةً لَه مِن أَقاصي الأَرض، يا رُوَّادَ البَحرِ وكُلِّ ما فيه، ويا أَيَّتُها الجُزُرُ وسُكَّانَها.
[11] لِتَرفَعِ البَرِّيَّةُ ومُدُنُها صَوتَها، والحَظائِرُ الَّتي يَسكُنُها قيدار، ولْيَهتِفْ سُكَّانُ الصَّخرَة، ولْيَصيحوا مِن رُؤُوسِ الجِبال.
[12] لِيُؤَدُّوا المَجدَ لله، ويُخبِروا بِحَمدِه في الجُزُر.
[13] الرَّبُّ كجَبَّارٍ يَبرُز، وكرَجُلِ قِتالٍ يُثيرُ غَيرَتَه، ويَصرُخُ صَرخَةَ إِنْذار، ويَزعَقُ ويَتَجَبَّرُ على أَعْدائِه:
[14] «سَكَتُّ مُطَوَّلًا وصَمَتُّ وضَبَطتُ نَفْسي، فالآنَ أَئِنُّ كالَّتي تَلِدُ وأَتَنَهَّدُ وأَلهَث.
[15] أُخَرِّبُ الجِبالَ والتِّلال، وأُيَبِّسُ كُلَّ عُشْبِها، وأَجعَلُ الأَنْهارَ جُزُرًا، وأُجَفِّفُ الغُدْران.
[16] وأُسَيِّرُ العُمْيانَ في طَريقٍ لم يَعرِفوه، وأُسلِكُهم مَسالِكَ لم يَعهَدوها، وأَجعَلُ الظُّلمَةَ نورًا أَمامَهم، والمُلتَوَياتِ مُستَقيمة. هٰذه الأُمورُ سأَصنَعُها ولا أَترُكُهم.
[17] قدِ ٱرتَدُّوا إِلى الوَراءِ وخَزِيَ خِزْيًا المُتَوَكِّلونَ على المَنْحوتات، القائِلونَ لِلمَسْبوكاتِ: أَنتُنَّ آلِهَتُنا».
[18] أَيُّها الصُّمُّ ٱسمَعوا، أَيُّها العُمْيانُ ٱنظُروا وأَبصِروا.
[19] مَن هو أَعْمى إِلاَّ عَبْدي، أَو أَصَمُّ كرَسولِيَ الَّذي أَرسَلتُه؟ (مَن هو أَعْمى كمُسالِمي ومَن هو أَعْمى كعَبدِ الرَّبّ؟).
[20] رَأَيتَ أُمورًا كَثيرَةً ولم تَحفَظْها. يَفتَحُ أُذُنَيه ولا يَسمَع،
[21] أَرادَ الرَّبُّ، بِسَبَبِ بِرِّه، بِأَن يُعَظِّمَ الشَّريعَةَ ويُكرِمَها.
[22] وها هُوَذا شَعبٌ مَنْهوبٌ مَسْلوب. قدِ ٱصطيدوا كُلُّهم في الحُفَر، وخُبِئوا في بُيوتِ الحَبْس. صاروا نَهْبًا ولَيسَ مَن يُنقِذ، وسَلَبًا ولَيسَ مَن يَقول: «رُدَّ إِلَيهم».
[23] مَن مِنكُم يُنصِتُ لِذٰلك، ويُصْغي ويَستَمِعُ لِما سيَأتي؟
[24] مَنِ الَّذي جَعَلَ يَعْقوبَ سَلَبًا، وإِسْرائيلَ نَهْبًا؟ أَلَيسَ الرَّبَّ الَّذي خَطِئنا إِلَيه، لأَنَّهم أَبَوا أَن يَسيروا في طُرُقِه، ويَسمَعوا شَريعَتَه؟
[25] فصَبَّ علَيه سَورَةَ غَضَبِه مع شِدَّةِ القِتال، فأَلهَبَه مِن كُلِّ جِهَةٍ ولم يَفهَم، وأَحرَقَه ولم يَخطُرْ لَه بِبال.