< سفر إشعياء 40

Listen to this chapter • 3 min
[1] «عَزُّوا عَزُّوا شَعْبي، يَقولُ إِلٰهُكم.
[2] خاطِبوا قَلبَ أُورَشَليم، ونادوها بأَن قد تَمَّ تَجَنُّدُها. وكُفِّر إِثمُها ونالَت مِن يَدِ الرَّبِّ ضِعفَينِ عن جَميعِ خَطاياها».
[3] صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: «أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ، وٱجعَلوا سُبُلَ إِلٰهِنا في الصَّحْراءِ قَويمة.
[4] كُلُّ وادٍ يَرتَفِع، وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يَنخَفِض، والمُنعَرِجُ يُقَوَّم، ووَعرُ الطَّريقِ يَصيرُ سَهلًا،
[5] ويَتَجَلَّى مَجدُ الرَّبِّ ويُعايِنُه كُلُّ بَشَر، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ قد تَكَلَّم».
[6] صَوتُ قائِلٍ: «نادِ»، فقال: «ماذا أُنادي؟» «كُلُّ بَشَرٍ عُشْبٌ، وكُلُّ جَمالِه كزَهْرِ البَرِّيَّة.
[7] العُشبُ يَيبَسُ وزَهرُه يَذْوي، إِذا هَبَّ فيه روحُ الرَّبّ (إِنَّ الشَّعبَ عُشبٌ حَقًّا).
[8] العُشبُ يَيبَسُ وزَهرُه يَذْوي، وأَمَّا كَلِمَةُ إِلٰهِنا فتَبْقى لِلأَبَد».
[9] إِصعَدي إِلى جَبَلٍ عالٍ، يا مُبَشِّرَةَ صِهْيون. إِرفَعي صَوتَكِ بِقُوَّة، يا مُبَشِّرَةَ أُورَشَليم. إِرفَعيه ولا تَخافي. قولي لِمُدُنِ يَهوذا: «هُوَذا إِلٰهُكم».
[10] هُوَذا السَّيِّدُ الرَّبُّ يَأتي بِقُوَّة، وذِراعُه تُمدُّه بِالسُّلْطان، هُوَذا جَزاؤُه معَه وأُجرتُه قُدَّامَه.
[11] يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي، يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه، ويَحمِلُها في حِضنِه، ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيدًا.
[12] مَنِ الَّذي قاسَ بِكَفِّه المِياه، ومَسَحَ بِشِبرِه السَّمٰوات، وكالَ بِالثُّلثِ تُرابَ الأَرض، ووَزَنَ الجِبالَ بِالقَبَّانِ والتِّلالَ بِالميزان؟
[13] مَنِ الَّذي أَرشَدَ روحَ الرَّبّ، أَو كانَ لَه مُشيرًا فعَلَّمَه؟
[14] مَنِ الَّذي ٱستَشارَه فأَفهَمَه، وعَلَّمَه سَبيلَ الحَقّ، فلَقَّنَه المَعرِفَة وعَلَّمَه طَريقَ الفَهم؟
[15] ها إِنَّ الأُمَمَ تُحسَبُ كنُقطَةٍ مِن دَلْوٍ، وكحَبَّةِ تُرابٍ في ميزان، ها إِنَّ الجُزُرَ كذَرَّةٍ يَرفَعُها،
[16] ولُبْنانَ غَيرُ كافٍ لِلوَقود، وحَيَوانَه غَيرُ كافٍ لِلمُحرَقَة.
[17] جَميعُ الأُمَمِ أَمامَه كلا شَيء، تُحسَبُ لَدَيه أَقَلَّ مِنَ العَدَمِ والخَواء.
[18] فبِمَن تُشَبِّهونَ الله وأَيُّ شِبهٍ تُعادِلونَه بِه؟
[19] إِنَّ التِّمثالَ يَسبِكُه الصَّانِع، ويَمُدُّ الصَّائِغُ علَيه صَفائِحَ مِنَ الذَّهَب، ويَصوغُ لَه سَلاسِلَ مِنَ الفِضَّة.
[20] ومَن أَعوَزَته تَقدِمَة، اِخْتارَ عودًا لا يَنخَر، وطَلَبَ لَه صانِعًا حاذِقًا، لِيَنصِبَ مِنه تِمْثالًا لا يَتَزَعزَع.
[21] أَما تَعلَمونَ أَوَلَم تَسمَعوا؟ أَما بَلَغَكم مِنَ البَدءِ؟ أَما فِهِمتُم أُسُسَ الأَرض؟
[22] إِنَّه جالِسٌ على كُرَةِ الأَرض، وسُكَّانُها كالجَراد. يَبسُطُ السَّمٰواتِ كالنَّسيج، ويَمُدُّها كَخيمةٍ لِلسُّكْنى.
[23] يَجعَلُ الزُّعَماءَ كلا شَيء، ويُصَيِّرُ قُضاةَ الأَرضِ كخَواء.
[24] يَكادونَ لا يُغرَسون ولا يُزرَعون، ولا يَتَأَصَّلُ في الأَرضِ جِذرُهم، حتَّى يَهُبَّ علَيهم فيَيبَسوا، وتَرفَعَهمُ الزَّوبَعةُ كالقَشّ.
[25] فبِمَن تُشَبِّهونَني فأُساوِيَه، يَقولُ القُدُّوس؟
[26] إِرفَعوا عُيونَكم إِلى العَلاءِ وٱنظُروا: مَن الَّذي خَلَقَ هٰذه: الَّذي يُخرِجُ قُوَّاتِها بِعَدَد، ويَدْعوها جَميعًا بِأَسْمائِها، لِعَظَمَةِ قُدرَتِه وشِدَّةِ قُوَّتِه، فلا يَنقُصُ أَحَدٌ مِنها.
[27] فلِمَ تَقولُ يا يَعْقوب، وتَتَكَلَّمُ يا إِسْرائيل: «طريقي تَخْفى على الرَّبّ، وحَقِّي يَفوتُ إِلٰهي؟»
[28] أَما عَلِمتَ أَوَما سَمِعتَ أَنَّ الرَّبَّ إِلٰهٌ سَرمَدِيّ، خالقُ أَقاصي الأَرض، لا يَتعَبُ ولا يُعْيي ولا يُسبَرُ فَهمُه.
[29] يُؤْتي التَّعِبَ قُوَّةً، ولِفاقِدِ القُدرَةِ يُكثِرُ الحَول.
[30] الفِتْيانُ يَتعَبونَ ويُعيَون. والشُّبَّانُ يَعثُرونَ عِثارًا.
[31] أَمَّا الرَّاجونَ لِلرَّبّ، فيَتَجَدَّدونَ قُوَّةً، يَرتَفِعونَ بِأَجنِحَةٍ كالعِقْبان، يَعْدونَ ولا يُعْيَون، يَسيرونَ ولا يَتعَبون.