< سفر إشعياء 16

[1] أَرسِلوا الحُمْلانَ إِلى مُتَسَلِّطِ الأَرض، مِن سيلَعَ في البَرِّيَّة، إِلى جَبَلِ بِنتِ صِهْيون.

[2] وتكونُ بَناتُ موآبَ عِندَ مَعابِرِ أَرْنون، كالطَّائِرِ الهارِبِ والعُشِّ المُبَعثَر.

[3] هاتي مَشورَة، اِتَّخِذي قَرارًا، إِجعَلي ظِلَّكِ في الظَّهيرَةِ كاللَّيل. أُستُري المَنفِيِّينَ، ولا تَكشِفي عنِ الهارِبين،

[4] لِيسكُنْ مَعَكِ مَنفِيُّو موآب. كوني لَهم سِترًا مِن وَجْهِ المُدَمِّر، حينَ يَزولُ الظَّالِمُ ويَنتَهي الدَّمار، ويَفْنى الَّذي يَدوسُ الأَرْض.

[5] فإِنَّه بِالرَّحمَةِ يُثَبَّتُ العَرْش، ويَجلِسُ علَيه بِالأَمانَةِ في خَيمَةِ داوُد، قاضٍ يَبتَغي الحَقَّ ويُبادِرُ إِلى البِرّ.

[6] قد سَمِعْنا بِتَكَبُّرِ موآبَ الشَّديد، بِتَعَجرُفِه وتَكَبُّرِه وحَنَقِه وثَرثَرَتِه السَّخيفة.

[7] فلِذٰلِك يُوَلوِلُ موآبُ على موآب. جَميعُهم يُوَلوِلون. تَئِنُّونَ مُنكَسِري القُلوب، على أَقْراصِ زَبيبِ قيرَحَراسَت،

[8] فقد ذَبَلَت حُقولُ حَشْبونَ وكَرْمُ سِبحَةَ الَّذي صَرَعَت عَناقيدُه الطَّيَّبَةُ سادَةَ الأُمَم، وبَلَغَت فُروعُه إِلى يَعْزير، وساحَت في البَرِّيَّة وٱمتَدَّت وجازَتِ البَحْر.

[9] لِذٰلك أَبْكي بُكاءَ يَعْزيرَ على كَرْمِ سِبمَة. إِنِّي أَسْقيكِ بِدَمْعي يا حَشْبونُ ويا أَلعالَة، لأَنَّه عن قِطافِكِ وحِصادِكِ زالَ الهُتاف.

[10] وزالَ الفَرَحُ والِٱبتِهاجُ مِنَ البُسْتان، فلا هُتافَ ولا صِياحَ في الكُروم، ولا يَدوسُ دائِسٌ خَمرًا في المَعاصِر، فإِنِّي قد سَكَّتُّ الهُتاف.

[11] فلِذٰلك تَهتَزُّ أَحْشائي على مُوآبَ كالكِنَّارة وقَلْبي على قيرَحارَس.

[12] ويُرى مُوآبُ وقد خارَت قِواه في المَشرَف، ويَدخُلُ مَقدِسَه لِيُصَلِّي، لٰكِنَّه لا يَستَطيع.

[13] هٰذا هو القَولُ الَّذي قالَه الرَّبُّ على مُوآبَ آنَذاك.

[14] أَمَّا الآنَ فتَكَلَّمَ الرَّبُّ قائِلًا: بَعدَ ثَلاثِ سَنَواتٍ هي كسِني الأَجير، يُذَلُّ مَجدُ موآبَ مع جُمْهورِه العَظيم، وتَكونُ بَقِيَّةٌ قَليلَةٌ ويَسيرةٌ شَيئًا لا يُعتَدُّ بِه.