< سفر إشعياء 10

Listen to this chapter • 4 min
[1] وَيلٌ لِلَّذينَ يَشتَرِعونَ فَرائِضَ الإِثْم، والَّذينَ يَكتُبونَ كِتابةَ الظُّلْم،
[2] لِيَرُدُّوا الضُّعَفاءَ عن إِجْراءِ الحُكْم، ويَسلُبوا حَقَّ وُضَعاءِ شَعْبي، لِتَكونَ الأَرامِلُ غَنيمةً لَهم ويَنهَبوا اليَتامى.
[3] فماذا تَصنَعونَ في يَومِ العِقاب، وفي الهَلاكِ الآتي مِن بَعيد؟ وإِلى مَن تَلجَأُون لِلنَّجدَة، وأَينَ تَتْرُكونَ ثَروَتَكم؟
[4] ما لم يَنحَنوا بَينَ الأَسرى، فإِنَّهم يَسقُطونَ بَينَ القَتْلى. مع هٰذا كُلِّه لم يَرتَدَّ غَضَبُه، ولم تَزَلْ يَدُه مَمْدودة.
[5] وَيلٌ لأَشُّورَ، قضيبِ غَضَبي، إِنَّ سُخْطي عَصًا في أَيديهِم.
[6] على أُمَّةٍ كافِرَةٍ أَرسَلتُه، وأَمَرتُه على شَعبٍ حَلَّ عليه غَضَبي، لِيَسلُبَ السَّلْبَ ويَنهَبَ النَّهْب، ويَدوسَهم كوَحْلِ الشَّوارِع.
[7] لٰكِنَّه لم يَكُنْ يَرى هٰكذا، ولا كانَ هٰذا فِكرَ قَلبِه، بل كان في قَلبِه أَن يُبيدَ ويَستَأصِلَ أُمَمًا لا تُحْصى،
[8] لأَنَّه كانَ يَقول: أَلَيسَ أُمَرائي جَميعُهم مُلوكًا؟
[9] أَلَيسَ كَلْنو مِثْلَ كَركَميش وحَمَاةُ مِثلَ أَرفَد والسَّامِرَةُ مِثلَ دِمَشْق؟
[10] كما أَصابَت يَدي مَمَالِكَ الأَوثان، وفيها مَنْحوتاتٌ أَكثَرُ مِمَّا في أُورَشَليمَ والسَّامِرَة،
[11] وكما صَنَعتُ بِالسَّامِرَةِ وأَصْنامِها، أَفلا أَصنَعُ كذٰلك بِأُورَشَليمَ وأَصْنامِها؟
[12] ويَكونُ، بَعدَ ٱستِكْمَالِ السَّيِّدِ عَمَلَه كُلَّه في جَبَلِ صِهْيونَ وفي أُورَشَليم، أَنِّي أُعاقِبُ ثَمَرَةَ قَلبِ مَلِكِ أَشُّورَ المُتَكَبِّرِ وٱفتِخارَ عَينَيه الطَّامِحَتَين.
[13] فإِنَّه قال: بِقُوَّةِ يَدي عَمِلتُ وبحِكمَتي لأَنِّي فَطِن فَنَقَلتُ حُدودَ الشُّعوبَ ونَهَبتُ كُنوزَهم وأَخضَعتُ السُّكَّانَ كما يَفعَلُ ذو بَطْش
[14] وقد أَصابَت يَدي ثَروَةَ الشُّعوبِ مِثلَ عُشٍّ، وكَمن يَجمَعُ البَيضَ المُهمَل أَنا جَمَعتُ الأَرضَ بِأَسرِها، ولم يَكُنْ مَن يُحَرِّكُ جَناحًا أَو يَفتَحُ فمًا أَو يُزَقزِق.
[15] أَتَفْتَخِرُ الفَأْسُ على مَن يَقطَعُ بِها، أَو يَتَكَبَّرُ المِنْشارُ على مَن يُحَرِّكُه، كأَنَّ القَضيبَ يُحَرِّكُ رافِعيه، وكأَنَّ العَصا تَرفَعُ ما لَيسَ بِخَشَب؟
[16] فلِذٰلك يُرسِلُ السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات على سِمانِه هُزالًا، وتَحتَ مَجدِه يَشتَعِلُ الحريقُ كحَريقِ نار،
[17] ويَكونُ نورُ إِسْرائيلَ نارًا وقُدُّوسُه لَهيبًا، فيُحرِقُ ويَلتَهِمُ شَوكَه وحَسَكَه في يَومٍ واحِد،
[18] ويُفْني مَجدَ غابِه وجَنَّتِه مِنَ النَّفْسِ إِلى الجَسَد، فيُضْحي كسَقيمٍ يَذوب.
[19] وما يَبْقى مِن شَجَرِ الغابةِ يَكونُ قَليلًا، حتَّى إِنَّ صَبِيًّا يُدَوِّنُه.
[20] وفي ذٰلك اليَوم، لا تَعودُ بَقِيَّةُ إِسْرائيلَ والنَّاجونَ مِن بَيتِ يَعْقوبَ يَعتَمِدونَ على مَن ضَرَبَهم، وإِنَّما يَعتَمِدونَ على الرَّبِّ، قُدُّوسِ إِسْرائيلَ حَقًّا.
[21] والبَقِيَّةُ تَرجِع، بَقِيَّةُ يَعْقوب، إِلى اللهِ الجَبَّار.
[22] إِنَّه، وإِن كانَ شَعبُكَ، يا إِسْرائيل، كرَملِ البَحْر، إِنَّما تَرجِعُ بَقِيَّةٌ مِنه، فقَد قُضِيَ بِفَناءٍ يَفيضُ فيه البِرّ،
[23] لأَنَّ السَّيِّدَ رَبَّ القُوَّاتِ يُجْري الفَناءَ الَّذي قَضاه في وَسَطِ الأَرضِ كُلِّها.
[24] لِذٰلك هٰكذا قالَ السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات: لا تَخَفْ مِن أَشُّور يا شَعْبي، يا ساكِنَ صِهيون، إِذا ضَرَبَكَ بِالقَضيبِ ورَفَعَ علَيكَ العَصا (على طَريقَةِ ما فَعَلَ بِمِصْر)،
[25] فإِنَّه عَمَّا قَليلٍ يَنتَهي السُّخْط. لٰكِنَّ غَضَبي يَنقَلِبُ إِلى تَدْميرِهم،
[26] ويَرفَعُ علَيه رَبُّ القُوَّاتِ مِجلَدًا، كما ضُرِبَت مِديَنُ عِندَ صَخرِ عوريب، وتَكونُ عَصاه على البَحْر، ويَرفَعُها على طَريقَةِ ما فَعَلَ بِمِصْر.
[27] وفي ذٰلك اليَومِ يُزالُ ثِقْلُه عن كَتِفِكَ ونيرُه عن عُنُقِكَ، ويَتَحَطَّمُ النِّيرُ بِسَبَبِ الدُّهْن.
[28] قد وَصَلَ إِلى عَيَّت وعَبَرَ إِلى مِجْرون، وأَودَعَ أَمتِعَتَه عِندَ مِكْماش.
[29] عَبَروا المَعبَرَ وباتوا في جَبْع، وٱرتَعَدَت رامةُ وفَرَّت جَبعَةُ شاوُل.
[30] إِصهِلي بِصَوتِكِ يا بِنتَ جَلِّيم، أَصْغي يا لاييشَة يا عَناتوتُ البائِسة.
[31] مَدْمينةُ قد هَرَبَت، وسُكَّانُ الجَبيمِ قدِ ٱتَّخَذوا مَلجَأً،
[32] اليَومَ لا زالَ يَقِفُ في نوب يُحَرِّكُ يَدَه، نَحوَ جَبَلِ بِنتِ صِهْيونَ وأَكَمَةِ أُورَشَليم.
[33] هُوَذا السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات، يُقَضِّبُ الأَغْصانَ بِعُنْف، فكُلُّ مُرتَفِعِ القامةِ يُقطَع، وكُلُّ شامِخٍ يُحَطّ.
[34] تُقطَعُ أَدْغالُ الغابِ بِالحَديد، وبِيَدِ ذي بَطْشٍ يَسقُطُ لُبْنان.