< سفر حبقوق 2

Listen to this chapter • 2 min
[1] على مَحرَسي أَقِف، وعلى مَرصَدي أَنتَصِب، وأُراقِبُ لأَرى ماذا يَقولُ لي، وماذا يُجيبُ عن مُعاتَبَتي.
[2] فأَجابَني الرَّبُّ وقال: أُكتُبِ الرُّؤْيا وٱنقُشْها على الأَلْواح، حتَّى يُسرَعَ في قِراءَتِها.
[3] فإِنَّها أَيضًا رُؤْيا لِلْميقات، تَصْبو إِلى أَجَلِها ولا تَكذِب. إِن أَبطَأَت فٱنتَظِرْها، فإِنَّها ستَأْتي إِتْيانًا ولا تَتَأَخَّر.
[4] النَّفسُ غَيرُ المُستَقيمة غَيرُ أَمينَة، أَمَّا البارُّ فبِأَمانَتِه يَحْيا.
[5] فما أَحْرى الإِنسانَ الوَقِح، الَّذي يَفتَخِرُ بِكَونه خائِنًا بأَن لا يَنجَح، وهو الَّذي يُوَسِّع حَلْقَه كَمَثْوى الأَمْوات، ويكونُ كالموتِ ولا يَشبَع، ويَجمَعُ إِلَيه جَميعَ الأُمَم، ويَضُمُّ إِلَيه جَميعَ الشُّعوب.
[6] أَلا يَضرِبُ هٰؤُلاءِ كُلُّهم فيه مَثَلًا، وأَلْغازًا ساخِرة؟ يَقولون: وَيلٌ لِلمُكْثِرِ مِمَّا لَيسَ لَه (فإِلى مَتى؟)، ولِلمُثَقِّلِ على نَفْسِه بِالرُّهون،
[7] أَلا يَقومُ بَغتَةً دائنوكَ، ويَستَيقِظُ مَن يُطالِبونَكَ، فتَكونَ لَهم نَهْبًا.
[8] وبِما أَنَّكَ سَلَبتَ أُمَمًا كَثيرة، فسيَسلُبُكَ جَميعُ بَقِيَّةِ الشُّعوب، بِسَبَبِ دِماءِ البَشَرِ والعُنفِ بالأَرْض، وبِالمَدينَةِ وجَميعِ السَّاكِنينَ فيها.
[9] وَيلٌ لِلكاسِبِ المَكاسِب، حَرامًا لِبَيتِه، لِيَجعَلَ عُشَّه العُلُوّ، ويَسلَمَ مِن قَبضَةِ الشَّرّ.
[10] إِنَّكَ تَأتَمِرُ لِخِزْيِ بَيتِكَ، صارِعًا شُعوبًا كَثيرة، وخَطِئتَ إِلى نَفْسِكَ.
[11] فالحَجَرُ يَصرُخُ مِنَ الحائِط، والعارِضَةُ تُجيبُه مِنَ الخَشَب.
[12] وَيْلٌ لِمَن يَبْني مَدينَةً بالدِّماء، ويُؤَسِّسُ بَلدَةً بِالآثام.
[13] أَلَيسَ ذٰلك مِن عِندِ رَبِّ القُوَّات: تَتَعَبُ الشُّعوبُ لِلنَّار، وتَجهَدَ الأُمَمُ لِلباطِل؟
[14] لأَنَّ الأَرضَ ستَمتَلِئُ مِن مَعرِفَةِ مَجدِ الرَّبّ، كما تَغمُرُ المِياهُ البَحْر.
[15] وَيلٌ لِمَن يَسْقي قَريبَه، مازِجًا مُسكِرَكَ حتَّى يُسكِرَه، لِيَنظُرَ إِلى عَورَتِه،
[16] قد شَبِعتَ هَوانًا بَدَلَ المَجْد، فٱشرَبْ أَنتَ أَيضًا وٱكشِفْ عن قُلفَتِكَ، فإِنَّ كأسَ يَمينِ الرَّبِّ تَنقَلِبُ علَيكَ، ويَنقَلِبُ العارُ على مَجدِكَ،
[17] لأَنَّ العُنفَ بِلُبنانَ يُغَطِّيكَ، والفَتكَ بِالبَهائِمِ يُفزِعُكَ، بِسَبَبِ دِماءِ البَشَرِ والعُنفِ بِالأَرْض، وبِالمَدينةِ وجَميعِ السَّاكنينَ فيها.
[18] ماذا يَنفَعُ المَنْحوتُ حتَّى يَنحِتَه صانِعُه، والمَسْبوكُ، مُعَلِّمُ الكَذِب، حتَّى يَتَّكِلَ علَيه صانِعُه، فيَصنَعَ أَصْنامًا بُكْمًا؟
[19] وَيلٌ لِمَن يَقولُ لِلخَشَبِ: إستَيقِظْ، ولِلحَجَرِ الصَّامِت: تَنَبَّهْ، أَفي طاقَتِه أَن يُعَلِّم؟ إِنَّما هو مَطلِيٌّ بِالذَّهَبِ والفِضَّة، ولا روحَ في باطِنِه البَتَّة.
[20] أَمَّا الرَّبُّ فهو في هَيكَلِ قُدسِه، فٱسكُتي أَمامَ وَجهِه يا جَميعَ الأَرض.