< سفر التكوين 8

Listen to this chapter • 2 min
[1] وذَكَرَ اللهُ نُوحًا وجَميعَ الوُحوشِ والبَهائِمِ الَّتي معه في السَّفينَة. وأَمَرَّ اللهُ رِيحًا على الأَرضِ فَسَكَنَتِ المِياه.
[2] وٱنسَدَّت عُيونُ الغَمْرِ وكُوى السَّماء وٱحتَبَسَ المَطَرُ مِنَ السَّماء.
[3] وراحَتِ المِياهُ تَتَراجَعُ عَنِ الأَرض، ونَقَصَت في نِهايَةِ المِئَةِ والخَمْسينَ يَومًا.
[4] وٱستَقَرَّتِ السَّفينَةُ في الشَّهرِ السَّابِع، في اليَومِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنه، على جِبالِ أَراراط.
[5] وكانَتِ المِياهُ لا تَزالُ تَنقُصُ إِلى الشَّهرِ العاشِر، وفي أَوَّلِ يَومٍ مِنه ظَهَرَتِ رُؤُوسُ الجِبال.
[6] وكانَ في نِهايَةِ الأَربَعينَ يَومًا أَن فَتَحَ نُوحٌ نافِذَةَ السَّفينَةِ الَّتي صَنَعَها،
[7] وأَطلَقَ الغُراب، فخَرَجَ وراحَ يَتَرَدَّدُ إِلى أَن جَفَّتِ المِياهُ عَنِ الأَرض.
[8] ثُمَّ أَطلَقَ الحَمامةَ مِن عِندِه لِيَرى هل قَلَّتِ المِياهُ عن وَجهِ الأَرض.
[9] فلَم تَجِدِ الحَمامةُ مَوطِئًا لِرِجْلِها، فَرجَعَت إِلَيه إلى السَّفينَة لأَنَّ المِياهَ كانَت على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها. فمَدَّ يَدَه فأَخَذَها وأَدخَلَها إِليه إلى السَّفينَة.
[10] وٱنتَظَرَ أَيضًا سَبعَةَ أَيَّامٍ أُخَر وعادَ فأَطلَقَ الحَمامةَ مِنَ السَّفينَة.
[11] فعادَت إِلَيه الحَمامةُ وَقْتَ المَساءِ وفي فَمِها وَرَقَةُ زَيتونٍ خَضْراء. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ المِياهَ قَلَّت عنِ الأَرض.
[12] وانتَظَرَ أَيضًا سَبعَةَ أَيَّامٍ أُخَر ثُمَّ أَطلَقَ الحَمامَة فلم تَرجعْ إِلَيه ثانِيَةً.
[13] وكانَ في سَنَةِ إِحْدى وسِتِّ مِئَةٍ مِن عُمْرِ نُوحٍ، في اليَومِ الأَوَّلِ من الشَّهرِ الأَوَّل، أَن جَفَّتِ المِياهُ عنِ الأَرض. فرفَع نُوحٌ غِطاءَ السَّفينَةِ ونَظَرَ فإِذا وَجهُ الأَرضِ قد جَفَّ.
[14] وفي الشَّهرِ الثَّاني، في اليَومِ السَّابِعِ والعِشْرينَ منه، يَبِسَتِ الأَرض.
[15] فخاطَبَ اللهُ نُوحًا قائلًا:
[16] «أُخْرُجْ مِنَ السَّفينَة، أَنتَ وٱمرَأَتُكَ وبَنوكَ ونِسْوَةُ بَنيكَ معكَ،
[17] وجَميعُ الوُحوشِ الَّتي معكَ من كُلِّ ذي جَسَد، مِنَ الطُّيورِ والبَهائِمِ وكُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ على الأَرضِ أَخْرِجْها معكَ لِتَعِجَّ بها الأَرضُ وتَنْموَ وتَكْثُر».
[18] فخَرَجَ نُوحٌ وبَنوه وٱمرَأَتُه ونِسوَةُ بَنيه معَه،
[19] وجَميعُ الوُحوشِ والحَيَواناتِ الدَّابَّةِ والطُّيورِ وكُلُّ ما يَدِبُّ على الأرض بأَصْنافِها خَرَجَت مِنَ السَّفينَة.
[20] وبَنى نُوحٌ مَذبَحًا لِلرَّبّ وأَخَذَ مِن جَميعِ البَهائِمِ الطَّاهرةِ ومِن جَميعِ الطُّيورِ الطَّاهِرَةِ فأَصعَدَ مُحرَقاتٍ على المَذبَح.
[21] فتَنَسَّمَ الرَّبُّ رائِحَةَ الرِّضى وقالَ الرَّبُّ في قَلبِه: «لَن أَعودَ إِلى لَعنِ الأَرضِ بِسَبَبِ الإِنسان لأَنَّ ما يَتَصوَّرُه قَلْبُ الإِنسانِ يَنزِعُ إِلى الشَّرِّ مُنذُ حَداثَتِه، ولَن أَعودَ إِلى ضَرْبِ كُلِّ حَيٍّ كما صَنَعتُ.
[22] ما دامَتِ الأَرض، فالزَّرْعُ والحِصادُ والبَرْدُ والحَرّ، والصَّيفُ والشِّتاءُ والنَّهارُ واللَّيل لا تَبطُلُ أبدًا».