< سفر التكوين 32

Listen to this chapter • 4 min
[1] وبَكَّرَ لابانُ في الصَّباح فقَبَّلَ بَنيه وبَناتِه وبارَكَهم، وٱنصَرَفَ لابانُ راجِعًا إِلى بَيتِه.
[2] ومَضى يَعْقوبُ في طَريقِه فواجَهَته مَلائِكَةُ الله.
[3] فقالَ يَعْقوبُ لَمَّا رَآهم: «هٰذا مُعَسكَرُ الله»، وسَمَّى ذٰلكَ المكانَ مَحْنائيم.
[4] وأَوفَدَ يَعْقوبُ رُسُلًا قُدَّامَه إِلى عِيسو أَخيه، إِلى أَرضِ سِعير، في بَرِّيَّةِ أَدوم.
[5] وأَوصاهُم قائِلًا: «هٰكذا قولوا لِسَيِّدي عِيسو: «كَذا قالَ عَبدُكَ يَعْقوب: إِنِّي نَزَلتُ بِلابان فأَقَمتُ إِلى الآن.
[6] وقد صارَ لي بَقَرٌ وحَميرٌ وغَنَمٌ وخُدَّامٌ وخادِمات، وأَوفَدتُ مَن يُخبِرُ سَيِّدي، لأَنالَ حُظوَةً في عَينَيكَ».
[7] فَرجَعَ الرُّسُلُ إِلى يَعْقوبَ قائلين: «قد ذَهَبْنا إِلى أَخيكَ عِيسو، فإِذا هو قادِمٌ لِلِقائِكَ ومعَه أَربَعُ مِئَةِ رَجُل».
[8] فخافَ يَعْقوبُ جِدًّا وضاقَ بِه الأَمر، فقَسَمَ القَومَ الَّذينَ معه والغَنَمَ والبَقَرَ والجِمالَ إِلى فَريقَين،
[9] وقال: «إِن خَرَجَ عِيسو على أَحَدِ الفَريقَينِ فضَرَبَه، نجا الفَريقُ الآخَر».
[10] ثُمَّ قالَ يَعْقوب: «يا إِلٰهَ أَبي إِبْراهيم وإِلٰهَ أَبي إِسحٰق، الرَّبَّ الَّذي قالَ لي: اِرجِعْ إِلى أَرضِكَ وإِلى مَسقَطِ رأسِكَ، وأَنا أُحسِنُ إِلَيك،
[11] أَنا دونَ أَن أَستَحِقَّ كُلَّ ما صَنَعتَ إِلى عَبدِكَ مِنَ المَراحِمِ والوَفاء، لأَنِّي بِعَصايَ عَبَرتُ هٰذا الأُردُنّ، والآن قد أَصبَحتُ فَريقَين.
[12] فأَنقِذْني مِن يَدِ أَخي، مِن يَدِ عِيسو، فإِنِّي أَخافُ مِنه أَن يَأتِيَ فيَضرِبَني أَنا والأُمَّ مع البَنين.
[13] وأَنتَ قد قُلتَ: إِنِّي أُحسِنُ إِلَيكَ إِحْسانًا وأَجعَلُ نسلَكَ كَرَمْلِ البَحْرِ الَّذي لا يُحْصى لِكَثرَتِه».
[14] وباتَ هُناكَ تِلكَ اللَّيلَة.
[15] وأَخَذَ مِمَّا صارَ في يَدِه هَدِيَّةً لِعيسو أَخيه: مِئَتَي عَنزَةٍ وعِشْرينَ تَيسًا ومِئَتَي نَعجَةٍ وعِشْرينَ كَبْشًا
[16] وثَلاثينَ ناقةً مُرضِعًا مع أَولادِها وأَربَعينَ بَقَرَةً وعَشَرَةَ ثيرانٍ وعِشْرينَ حِمارةً وعَشَرَةَ جِحاش،
[17] وسَلَّمَها إِلى أَيدي خُدَّامِه قَطيعًا كُلًّا على حِدَة، وقالَ لِخُدَّامِه: «تَقَدَّموا أَمامي وأَبْقوا مَسافةً بَينَ قَطيعٍ وقَطيع».
[18] وأَوصى الأَوَّلَ قائِلًا: «إِن صادَفَكَ عيسو أَخي وسأَلَكَ فقال: لِمَن أَنتَ وإِلى أَينَ تَمْضي ولِمَن هٰذا الَّذي أَمامَك؟،
[19] فقُلْ: لِعَبدِكَ يَعْقوب، وهو هَدِيَّةٌ مُرسَلَةٌ إِلى سَيِّدي عيسو، وهاهَوذا أَيضًا وراءَنا».
[20] وأَوصى الثَّاني بِمِثلِ ذٰلك، والثَّالِثَ أَيضًا، وهٰكذا سائرَ الماضينَ وَراءَ القُطْعانِ قائلًا: «كَذا تَقولونَ لِعيسو إِذا وَجَدتُموه،
[21] وقولوا أَيضًا: هُوَذا عَبدُكَ يَعْقوبُ أَيضًا وَراءَنا». لأَنَّه قال: «أَستَعْطِفُه أَوَّلًا بِالهَدِيَّةِ المُتَقَدِّمَةِ أَمامي، وبَعدَ ذٰلك أَنظُرُ وَجهَه، لَعَلَّه يُكرِمُ وَجْهي».
[22] فتَقَدَّمَته الهَدِيَّة، وباتَ هو تِلكَ اللَّيلَةَ في المُخَيَّم.
[23] وقامَ في تِلكَ اللَّيلَة فأَخَذَ ٱمرَأَتَيه وخادِمَتَيه وبَنيه الأَحَدَ عَشَر فعَبَرَ مَخاضَةَ يَبُّوق.
[24] أَخَذَهم وعَبَّرَهمُ الوادي وعَبَّرَ ما كانَ لَه.
[25] وبَقِيَ يَعْقوبُ وَحدَه.
[26] فصارَعَه رَجُلٌ إِلى طُلوعِ الفَجْر. ورأَى أَنَّه لا يَقدِرُ علَيه، فلَمَسَ حُقَّ وَرِكِه، فٱنخَلَعَ حُقُّ وَرِكِ يَعْقوبَ في مُصارَعَتِه لَه.
[27] وقال: «اِصرِفْني، لأَنَّه قد طَلَعَ الفَجْر». فقالَ يَعْقوب: «لا أَصرِفُكَ أَو تُبارِكَني».
[28] فقالَ له: «ما ٱسمُكَ؟» قالَ «يَعْقوب».
[29] قال: «لا يَكونُ ٱسمُكَ يَعْقوبَ فيما بَعْد، بل إسْرائيل، لأَنَّكَ صارَعتَ اللهَ والنَّاسَ فغَلَبتَ».
[30] وسأَلَه يَعْقوبُ قال: «عَرِّفْني ٱسمَكَ». فقال: «لِمَ سُؤَالُكَ عَنِ ٱسْمي؟»، وبارَكَه هُناك.
[31] وسمَّى يَعْقوبُ المَكانَ فَنوئيلَ قائِلًا: «إِنِّي رأَيتُ اللهَ وَجْهًا إِلى وَجْه، ونَجَت نَفْسي».
[32] وأَشرَقَت لَه الشَّمسُ عِندَ عُبورِه فَنوئيل، وهو يَعرُجُ مِن وَرِكِه.
[33] ولِذٰلِك لا يَأْكُلُ بَنو إِسْرائيلَ عِرْقَ النَّسا الَّذي في حُقِّ الوَرِكِ إِلى هٰذا اليَوم، لأَنَّه لَمَسَ حُقَّ وَرِكِ يَعْقوبَ على عِرْقِ النَّسا.