< سفر التكوين 30

Listen to this chapter • 5 min
[1] ولَمَّا رأَت راحيلُ أَنَّها لم تَلِدْ لِيَعْقوب، غارَت مِن أُخْتِها وقالَت لِيَعْقوب: «هَبْ لي بَنين، وإِلاَّ فإِنِّي أَموت».
[2] فغَضِبَ يَعْقوبُ على راحيلَ وقال: «أَلَعَلِّي أَنا مَكانَ اللهِ الَّذي مَنَعَ عَنكِ ثَمَرَةَ البَطْن؟».
[3] قالَت: «هٰذه خادِمَتي بِلْهَة: أُدْخُلْ عَليها فتَلِدَ على رُكْبَتَيَّ ويُبْنى بَيتي أَنا أَيضًا مِنها».
[4] فأَعطَته خادِمَتَها بِلهَةَ ٱمرَأَةً، فدَخَلَ علَيها يَعْقوب.
[5] فحَمَلَت بِلهَةُ ووَلَدَت لِيعْقوبَ ٱبنًا.
[6] فقالَت راحيل: «قد حَكَمَ اللهُ لي وٱستَجابَني فرزَقَني ٱبنًا»، ولِذٰلك سَمَّته دانًا.
[7] وعادَت بِلهَةُ خادِمَةُ راحيلَ فحَمَلَت ووَلَدَتِ ٱبنًا آخَرَ لِيعْقوب.
[8] فقالَت راحيل: «قد صارَعتُ أُخْتي مُصارَعاتِ اللهِ وغَلَبتُ»، وسَمَّته نَفْتالي.
[9] ورَأَت لَيئَةُ أَنَّها قد تَوَقَّفَت عنِ الوِلادَة، فأَخَذَت زِلفَةَ خادِمَتَها وأَعطَتْها لِيَعْقوبَ ٱمرَأَةً.
[10] فَوَلَدَت زِلفَةُخادِمَةُ لَيئَةَ لِيَعْقوبَ ٱبنًا.
[11] فقالَت لَيئَة: «لِحُسْنِ الحَظّ»، وسَمَّته جادًا.
[12] ووَلَدَت زِلفَةُ خادِمَةُ لَيئَةَ ٱبنًا ثانيًا لِيَعْقوب.
[13] فقالَت لَيئَة: «لِهَنائي، لأَنَّ النِّساءَ تُهَنِّئُني»، وسَمَّته أَشير.
[14] ومَضى رأُوبينُ في أَيَّامِ حِصادِ الحِنطَة، فوجَدَ لُفَّاحًا في الحَقْل، فأَتى بِه أُمَّه لَيئَة. فقالَت لَها راحيل: «أَعْطيني مِن لُفَّاحِ ٱبنِكِ».
[15] فقالَت لَها: «أَما كَفاكِ أَن أَخَذتِ زَوجي حتَّى تأخُذي لُفَّاحَ ٱبْني أَيضًا؟». قالَت راحيل: «إِذَن يَنامُ عِندَكِ اللَّيلَةَ بَدَلَ لُفَّاحِ ٱبنِكِ».
[16] وجاءَ يَعْقوبُ مِنَ البَرِّيَّةِ مَساءً، فخَرَجَت لَيئَةُ لِلِقائِه وقالَت: «أُدْخُلْ عَلَيَّ، لأَنِّي ٱستَأجَرتُكَ بِلُفَّاحِ ٱبْني». فضاجَعَها تِلكَ اللَّيلَة.
[17] فٱستَجابَ اللهُ لِلَيئَةَ فحَمَلَت ووَلَدَت لِيَعْقوبَ ٱبنًا خامِسًا.
[18] فقالَت لَيئة: «قد أَعْطاني اللهُ أَجْري، لأَنِّي أَعطَيتُ خادِمَتي لِزَوجي»، وسَمَّته يَسَّاكَر.
[19] وعادَت لَيئَةُ فحَمَلَت وَوَلَدتِ ٱبنًا سادِسًا لِيَعْقوب.
[20] فقالَت لَيئَة: «قد وَهَبَ لِيَ اللهُ هِبَةً حَسَنَة، فالآنَ يُكَرِّمُني زَوجي، لأَنِّي وَلَدتُ لَه سِتَّةَ بَنين»، وسَمَّته زَبولون.
[21] ثُمَّ وَلَدَتِ ٱبنَةً، فسَمَّتها دينَة.
[22] وذَكَرَ اللهُ راحيلَ وٱستَجابَ لَها وفَتَحَ رَحِمَها.
[23] فحَمَلَت ووَلَدَتِ ٱبنًا وقالَت: «قد أَزالَ اللهُ عَنِّي العار»،
[24] وسَمَّته يُوسُفَ قائلة: «زادَني الرَّبُّ ٱبنًا آخَر!».
[25] فلَمَّا وَلَدَت راحيلُ يوسُف، قالَ يَعْقوبُ لِلابان: «اِصرِفْني فأَمضِيَ إِلى بَيتي وأَرْضي.
[26] أَعْطِني بَنِيَّ ونِسْوَتي اللَّواتي خَدَمتُكَ بِهِنَّ فأَنصَرِف، فإِنَّكَ تَعلَمُ خِدمَتي الَّتي خَدَمتُكَ».
[27] فقالَ لَه لابان: «إِذا نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ... فقَد عَرَفتُ بِالفِراسَةِ أَنَّ الرَّبَّ قد بارَكَني بِسَبَبِكَ».
[28] وقال: «حَدِّدْ لي أُجرَتَكَ فأُعطِيَكَ».
[29] فقالَ لَه: «أَنتَ تَعلَمُ كَيفَ خَدَمتُكَ وكيفَ صارَت مَواشيكَ معي.
[30] فإِنَّها كانَت قَليلةً قَبلَ مَجيئي، وقد زادَت كثيرًا، وبارَكَكَ الرَّبُّ بَعدَ مَجيئي. والآن فمَتى أَعمَلُ أَنا أَيضًا لِبَيتي؟»
[31] قال: «ماذا أُعْطيكَ؟» فقالَ يَعْقوب: «لا تُعْطِني شَيئًا، لٰكن إِذا صَنَعتَ لي هٰذا الأَمْر، فأَنا أَعودُ إِلى رِعايَةِ غَنَمِكَ وأَسهَرُ علَيها.
[32] أَمُرُّ اليَومَ في غَنَمِكَ كُلِّها، وتَعزِلُ مِنْها كُلَّ أَسوَدَ مِنَ الضَّأن وكُلَّ أَبلَقَ وأَرقَطَ مِنَ المَعْز، فيَكونُ ذٰلك أُجْرَتي.
[33] وتَشهَدُ ليَ ٱستِقامَتي غَدًا: إِذا حَضَرتَ لأَمرِ أُجْرَتي، فكُلُّ ما لَيسَ بِأَبلَقَ أَو أَرقَطَ مِنَ المَعزِ وأسوَدَ أَيضًا مِنَ الضَّأن فهو مَسْروقٌ عِنْدي».
[34] قالَ لابان: «أَجل، فَلْيَكُنْ كما قُلتَ».
[35] وعَزَلَ في ذٰلك اليَومِ التُّيوسَ المُخَطَّطَةَ والبَلْقاءَ وكُلَّ عَنْزٍ رَقْطاءَ وبَلْقاء، وكُلَّ ما فيه بَياضٌ، وكُلَّ أَسوَدَ مِنَ الضَّأن، فسَلَّمَها إِلى أَيْدي بَنيه.
[36] وجَعَلَ مَسيرةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ بَينَهم وبَينَ يَعْقوب، ورَعى يَعْقوبُ غَنَمَ لابانَ الباقِيَة.
[37] وأَخَذَ يَعْقوبُ عِصِيَّ حَوَر رَطْبَةً ولَوزٍ ودُلْب، وقَشَّرَ فيها خُطوطًا بَيضاء، كاشِطًا عنِ البَياضِ الَّذي على العِصِيّ.
[38] وجَعَلَ العِصِيَّ الَّتي قَشَّرَها تُجاهَ الغَنَمِ في الحِياضِ في مَساقي الماء حَيث كانَت تَرِدُ الغَنَم، لِكَي تَوحَمَ علَيها إِذا جاءَت لِتَشرَب.
[39] فكانَت تَوحَمُ الضَّأنُ على العِصِيِّ فتَلِدُ صِغارًا مُخَطَّطَةً ورَقْطاءَ وبَلْقاء.
[40] وفَرَزَ يَعْقوبُ الضَّأنَ فوجَّهَ الغَنَمَ نحو كُلِّ مُخَطَّطٍ وأَسوَدَ مِن مَواشي لابان، وبِذٰلِك جَعَلَ لِنَفْسِه قُطْعانًا على حِدَة، ولَم يَجعَلْها مع مَواشي لابان.
[41] وكانَ يَعْقوبُ، كُلَّما وَحِمَتِ الغَنَمُ القَوِيَّة، يَضَعُ العِصِيَّ تُجاهَها في الحِياضِ لِتَوحَمَ علَيها.
[42] وإِذا كانَتِ الغَنَمُ ضَعيفة، لا يَضَعُ العِصِيَّ تُجاهَها، فتَكونُ الضَّعيفَةُ لِلابان والقَوِيَّةُ لِيَعْقوب.
[43] فٱغتَنى الرَّجُلُ جِدًّا جِدًّا وصارَت لَه غَنَمٌ كَثيرة وخادِماتٌ وخُدَّامٌ وجِمالٌ وحَمير.