< سفر التكوين 3

Listen to this chapter • 3 min
[1] وكانتِ الحيَّةُ أَحيَلَ جَميعِ حَيَواناتِ الحُقولِ الَّتي صنَعَها الرَّبُّ الإِلٰه. فقالَتْ لِلْمَرأَة: «أَيقينًا قالَ الله: لا تأكُلا مِن جَميعِ أَشْجارِ الجَنَّة؟»
[2] فقالَتِ المَرأَةُ لِلحَيَّة: «مِن ثَمَرِ أَشْجارِ الجَنَّةِ نأكُل،
[3] وأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتي في وَسَطِ الجَنَّة، فقالَ الله: لا تَأْكُلا مِنه ولا تَمَسَّاه كَيلا تَموتا».
[4] فقالتِ الحَيَّةُ لِلمَرأَة: «مَوتًا لا تَموتان،
[5] فاللهُ عالِمٌ أَنَّكُما في يَومِ تأكُلانِ مِنه تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ».
[6] ورَأَتِ المَرأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ طَيِّبَةٌ لِلأَكْلِ ومُتعَةٌ لِلعُيون وأَنَّ الشَّجَرَةَ مُنْيَةٌ لِلتَّعَقُّل. فأَخَذَت مِن ثَمَرِها وأَكَلَت وأَعْطَت أَيضًا زَوجَها الَّذي مَعَها فأَكَل.
[7] فٱنفَتَحَت أَعيُنُهما فعَرَفا أَنَّهما عُريانان. فَخاطا مِن وَرَقِ التِّين وصَنَعا لَهُما مِنه مَآزِر.
[8] فسَمِعا وَقْعَ خُطى الرَّبِّ الإِلٰهِ وهو يَتَمَشَّى في الجَنَّةِ عِنْدَ نَسيمِ النَّهار، فٱختَبَأَ الإِنسانُ وٱمرَأَتُه مِن وَجهِ الرَّبِّ الإِلٰهِ فيما بَيْنَ أَشْجَارِ الجَنَّة.
[9] فنادى الرَّبُّ الإِلٰهُ الإِنسانَ وقالَ له: «أَيْنَ أَنتَ؟»
[10] قال: «إِنِّي سَمِعتُ وَقْعَ خُطاكَ في الجَنَّة فخِفْتُ لأَنِّي عُرْيانٌ فٱختَبَأتُ».
[11] «قال: «فَمَن أَعلَمَك أَنَّكَ عُرْيان؟ هل أَكَلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي أَمَرتُكَ أَلاَّ تَأكُلَ مِنها؟»
[12] فقالَ الإِنسان: «أَلمَرأَةُ الَّتي جَعَلْتَها معي هي أَعْطَتْني مِنَ الشَّجَرةِ فأَكَلتُ».
[13] فقالَ الرَّبُّ الإِلٰهُ لِلمَرأَة: «ماذا فَعَلتِ؟» فقالَتِ المَرأَة: «الحَيَّةُ أَغوَتْني فأَكَلتُ».
[14] فقالَ الرَّبُّ الإِلٰهُ لِلحَيَّة: «لأَنَّكِ صَنَعتِ هٰذا فأَنتِ مَلْعونةٌ مِن بَينِ جَميعِ البَهائِمِ وجَميعِ وحُوشِ الحَقْل. على بَطنِكِ تسلُكين وتُرابًا تَأكُلين، طَوالَ أَيَّامِ حَياتِكِ.
[15] وأَجعَلُ عَداوةً بَينَكِ وَبينَ المَرأَة، وبَينَ نَسْلِكِ ونَسْلِها، فهُوَ يَسحَقُ رأسَكِ وأَنتِ تُصيبينَ عَقِبَه»
[16] وقالَ لِلمَرأَة: لَأُكَثِّرَنَّ مشقَّاتِ حَمْلِكِ تَكْثيرًا، فبالمَشَقَّةِ تَلِدينَ البَنين، وإِلى رَجُلِكِ تنقادُ أَشواقُكِ وهُوَ يَسودُكِ»
[17] وقالَ لِآدم: «لأَنَّكَ سَمِعتَ لِصَوتِ ٱمرَأَتِكَ، فأَكَلتَ مِنَ الشَّجَرةِ الَّتي أَمَرتُكَ أَلاَّ تَأكُلَ مِنها، فمَلْعونةٌ الأَرضُ بِسَبَبِكَ، بِمَشَقَّةٍ تأكُلُ مِنها طولَ أَيَّامِ حَياتِكَ،
[18] وشَوكًا وحَسَكًا تُنبِتُ لَكَ، وتأكُلُ عُشبَ الحُقول.
[19] بِعَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزًا، حَتَّى تَعودَ إِلى الأَرض، فمِنها أُخِذتَ، لِأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود».
[20] وسمَّى الإِنسانُ ٱمرَأَتَه حَوَّاءَ لأَنَّها أُمُّ كُلِّ حَيّ.
[21] وصَنَعَ الرَّبُّ الإِلٰهُ لِآدَمَ وٱمرَأَتِه أَقمِصةً مِن جِلْدٍ وأَلبَسَهما.
[22] وقالَ الرَّبُّ الإِلٰه: «هُوَذا الإنسانُ قد صارَ كواحِدٍ مِنَّا، فيَعرِفُ الخَيرَ والشَّرّ. فلا يَمُدَّنَّ الآنَ يَدَه فيأخُذَ مِن شَجَرةِ الحياةِ أَيضًا ويأكُلَ فيَحْيا لِلأَبَد».
[23] فأَخرَجَه الرَّبُّ الإِلٰهُ مِن جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَحرُثَ الأَرضَ الَّتي أُخِذَ مِنها.
[24] فَطَرَدَ الإِنسانَ وأَقامَ شَرقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الكَروبين وشُعلَةَ سَيْفٍ متقلِّبٍ لِحِراسةِ طَريقِ شَجَرَةِ الحَياة.