< سفر حزقيال 33

Listen to this chapter • 5 min
[1] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:
[2] «يا ٱبنَ الإِنْسان، كَلِّمْ بَني شَعبِكَ وقُلْ لَهم: إِذا جَلَبتُ على أَرضٍ سَيفًا، فأَخَذَ شَعبُ تِلكَ الأَرضِ رَجُلًا مِن بَينِهم وجَعَلوه لَهم رَقيبًا،
[3] فرأَى السَّيفَ آتِيًا إِلى تِلكَ الأَرض، ونَفَخَ في البوقِ وأَنذَرَ الشَّعْب،
[4] فسَمِعَ السَّامِعُ صَوتَ البوقِ ولم يُبالِ، ثُمَّ أَتى السَّيفُ وأَخَذَه، فإِنَّ دَمَه يَكونُ على رَأسِه.
[5] إِنَّه سَمِعَ صَوتَ البوقِ ولم يُبالِ، فدَمُه يَكونُ علَيه. لٰكِنَّه إِذا بالى بِالأَمرِ، يُنَجِّي نَفْسَه.
[6] فإِذا رأى الرَّقيبُ السَّيفَ آتِيًا ولم يَنفُخْ في البوقِ ولم يُنذِرِ الشَّعْب، فأَتى السَّيفُ وأَخَذَ نَفْسًا مِنهم، فتِلكَ تَكونُ قد أُخِذَت في إِثمِها، لٰكِنِّي مِن يَدِ الرَّقيبِ أَطلُبُ دَمَها.
[7] وأَنتَ يا ٱبنَ الإِنْسان، فقَد جَعَلتُكَ رَقيبًا لِبَيتِ إِسْرائيل، فتَسمَعُ الكَلِمَةَ مِن فَمي وتُنذِرُهم عنِّي.
[8] فإِذا قُلتُ لِلشِّرِّير: يا شِرِّير، إِنَّكَ تَموتُ مَوتًا، ولم تَتَكَلَّمْ أَنتَ مُنذِرًا الشِّرِّيرَ بِطَريقِه، فذٰلك الشِّرِّيرُ يَموتُ في إِثمِه، لٰكِنِّي مِن يَدِكَ أَطلُبُ دَمَه.
[9] أَمَّا إِذا أَنذَرتَ الشِّرِّيرَ بِطَريقِه لِيَرجِعَ عنه ولم يَرجِعْ عن طَريقِه، فهو يَموتُ في إِثمِه، لٰكِنَّكَ تَكونُ قَد خَلَّصتَ نَفْسَكَ.
[10] وأَنتَ يا ٱبنَ الإِنْسان، فقُلْ لِبَيتِ إِسْرائيل: هٰكذا تَكَلَّمتُم قائِلين: إِنَّ مَعاصِيَنا وخَطايانا علَينا، ونَحنُ بِها نَتَعَفَّن، فكَيفَ نَحْيا؟
[11] قُلْ لَهم: حَيٌّ أَنا، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ، لَيسَ هَوايَ أَن يَموتَ الشِّرِّير، بل أَن يَرجِعَ عن طَريقِه فيَحْيا. إِرجِعوا ٱرجِعوا عن طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرة، فلِمَ تَموتونَ يا بَيتَ إِسْرائيل؟
[12] وأَنتَ يا ٱبنَ الإِنْسان، فُقُلْ لِبَني شَعبِكَ: إِنَّ بِرَّ البارِّ لا يُنقِذُه في يَومِ مَعصِيَتِه، وشَرَّ الشِّرِّيرِ لا يُعَثِّرُه في يَومِ رُجوعِه عن شَرِّه، والبارَّ لا يَستَطيعُ أَن يَحْيا في بِرِّه في يَومِ خَطيئَتِه.
[13] إِذا قُلتُ لِلبارِّ إِنَّه يَحْيا حَياةً فتَوَكَّلَ على بِرِّه وصَنَعَ الإِثْم، فإِنَّ كُلَّ بِرِّه لا يُذكَرُ وبِإِثمِه الَّذي صَنَعَه يَموت.
[14] وإِذا قُلتُ لِلشِّرِّير: إِنَّكَ تَموتُ مَوتًا، فإِن رَجَعَ عن خَطيئَتِه وأَجْرى الحَقَّ والبِرّ،
[15] ورَدَّ الرَّهن، ذٰلك الشِّرِّير، وأَعادَ ما ٱختَلَسَه، وسارَ على فَرائِضِ الحَياةِ مِن دونِ أَن يَصنَعَ إِثْمًا، فإِنَّه يَحْيا حَياةً ولا يَموت.
[16] جَميعُ خَطاياهُ الَّتي خَطِئَها لا تُذكَرُ لَه. إِنَّه أَجْرى الحَقَّ والبِرَّ فيَحْيا حَياةً.
[17] وبَنو شَعبِكَ يَقولون: لَيسَ طَريقُ السَّيِّدِ بِمُسْتَقيم، بل طَريقُهم هو غَيرُ المُستَقيم.
[18] إِذا ٱرتَدَّ البارُّ عن بِرِّه وصَنَعَ الإِثْم، فإِنَّه يَموتُ بِه.
[19] وإِذا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عن شَرِّه وأَجْرى الحَقَّ والبِرّ، فإِنَّه يَحْيا بِهِما.
[20] وتَقولون: لَيسَ طَريقُ السَّيِّدِ بِمُستَقيم، بل إِنِّي أَدينُكم كُلَّ واحِدٍ على طُرُقِه يا بَيتَ إِسْرائيل».
[21] وفي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشرَةَ مِن جَلائِنا، في الشَّهرِ العاشِر، في الخامِسِ مِنَ الشَّهْر، أَتى إِلَيَّ المُفلِتُ مِن أُورَشَليمَ قائِلًا: «قد ضُرِبَتِ المَدينَة».
[22] وقد كانَت علَيَّ يَدُ الرَّبِّ في المَساء، قَبلَ أَن يَأتِيَ المُفلِت، وفَتَحَ الرَّبُّ فَمي، حينَ أَتى إِلَيَّ في الصَّباح، فٱنفَتَحَ فَمي ولم أَبقَ أَبكَم.
[23] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:
[24] «يا ٱبنَ الإِنْسان، إِنَّ سُكَّانَ تِلكَ الأَخرِبَةِ في أَرضِ إِسْرائيلَ يَتَكَلَّمونَ قائلين: كانَ إِبْراهيمُ وَحدَه ووَرِثَ الأَرض، ونَحنُ كَثيرونَ فقَد أُعْطينا الأَرضَ ميراثًا.
[25] لِذٰلك قُلْ لَهم: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: إِنَّكم تَأكُلونَ بِدَم، وتَرفَعونَ عُيونَكم إِلى قَذاراتِكم، وتَسفِكونَ الدَّم، أَفَتَرِثونَ الأَرض؟
[26] إِنَّكمُ ٱعتَمَدتُم على سُيوفِكم، وصَنَعتُمُ القَبيحَة، ونَجَّستُم كُلُّ رَجُلٍ ٱمرَأَةَ قَريبِه، أَفتَرِثونَ الأَرض؟
[27] هٰكذا تَقولُ لَهم: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: حَيٌّ أَنا! إِنَّ الَّذينَ في الأَخرِبَةِ يَسقُطونَ بِالسَّيف، والَّذي على وَجهِ الحُقولِ أَجعَلُه مَأكَلًا لِلوُحوش، والَّذينَ في الحُصونِ والمَغاوِرِ يَموتونَ بِالطَّاعون.
[28] وأَجعَلُ الأَرضَ خَرِبَةً ومُقفِرَة، وأُزيلُ كِبرِياءَ عِزَّتِها، فتَصيرُ جِبالُ إِسْرائيلَ مُقْفِرَةً لا عابِرَ فيها،
[29] فيَعلَمونَ أَنِّي أَنا الرَّبُّ، حينَ أَجعَلُ الأَرضَ خَرِبَةً ومُقفِرَة، بِسَبَبِ جَميعِ قَبائِحِهمِ الَّتي صَنَعوها.
[30] وأَنتَ يا ٱبنَ الإِنْسان، إِنَّ بَني شَعبِكَ يَتَحادَثونَ علَيكَ بِجانِبِ الجُدْرانِ وعلى أَبْوابِ البُيوت، ويَتَكَلَّمُ الواحِدُ مع الآخَرِ والرَّجُلُ مع أَخيه قائِلًا: هَلُمُّوا فٱسمَعوا ما الكَلِمَةُ الخارِجَةُ مِن لَدُنِ الرَّبّ.
[31] فشَعْبي يَدخُلُ إِلَيكَ دُخولَ جُمْهور، ويَجلِسُ أَمامَكَ ويَستَمِعُ كَلامَكَ، لٰكِنَّه لا يَعمَلُ بِه، لأَنَّه بِفَمِه يُبْدي تَمَلُّقًا، لٰكِنَّ قَلبَه يَسْعى وَراءَ المَكاسِب.
[32] وإِنَّما أَنتَ لَه كأُغنِيَّةِ حُبٍّ مِن ذي صَوتٍ مُطرِبٍ يُحسِنُ العَزْف، فيَستَمِعُ كَلامَكَ ولا يَعمَلُ بِه.
[33] لٰكِن، عِندَ وُقوعِ الأَمر، وها إِنَّه قد وَقَع، يَعلَمونَ أَنَّ نَبِيًّا كانَ بَينَهم».