< سفر حزقيال 3

Listen to this chapter • 3 min
[1] فقالَ لي: «يا ٱبنَ الإِنْسان، كُلْ ما أَنتَ واجِد، كُلْ هٰذا السِّفْرَ وٱذهَبْ فكَلِّمْ بَيتَ إِسْرائيل».
[2] ففَتَحتُ فَمي فأَطعَمَني ذٰلك السِّفر،
[3] وقالَ لي: «يا ٱبنَ الإِنْسان، أَطعِمْ جَوفَكَ وٱمْلَأْ أَحْشاءَكَ مِن هٰذا السِّفرِ الَّذي أَنا مُناوِلُكَ». فأكَلتُه فصارَ في فَمي كالعَسَلِ حَلاوة.
[4] فقالَ لي: «يا ٱبنَ الإِنْسان، ٱذهَبْ وٱمْضِ إِلى بَيتِ إِسْرئيلَ وكَلِّمْهم بِكَلامي،
[5] فإِنَّكَ لَستَ مُرسَلًا إِلى شَعبٍ غامِضِ اللُّغَةِ ثَقيلِ اللِّسان، بل إِلى بَيتِ إِسْرائيل،
[6] لا إِلى شُعوبٍ كَثيرةٍ غامِضَةِ اللُّغَةِ وثَقيلَةِ اللِّسانِ لا تَفهَمُ كَلامَها. ولو أَنِّي أَرسَلتُكَ إِلَيها لَسَمِعَت لَك.
[7] فأَمَّا بَيتُ إِسْرائيلَ فيَأبَونَ أَن يَسمَعوا لَكَ، لأَنَّهم يأبَونَ أَن يَسمَعوا لي، لأَنَّ بَيتَ إِسْرائيلَ بأَسرِهم صِلابُ الجِباهِ وقُساةُ القُلوب.
[8] هاءَنَذا قد جَعَلتُ وَجهَكَ صُلبًا كوُجوهِهم وجَبهَتَكَ صُلبَةً كجِباهِهم.
[9] لقَد جَعَلتُ جَبهَتَكَ مِثلَ الماسِ وأَصلَبَ مِنَ الصَّوَّان، فلا تَخَفْ مِنهم ولا تَرتَعِبْ مِن وُجوهِهم، فإِنَّهم بَيتُ تَمَرُّد».
[10] وقالَ لي: «يا ٱبنَ الإِنْسان، جَميعُ الكَلامِ الَّذي أُكَلِّمُكَ بِه خُذْه في قَلبِكَ وٱسمَعْه بأُذُنَيكَ،
[11] وٱذهَبْ وٱمْضِ إِلى المَجلُوِّين، إِلى بَني شَعبِكَ، وكَلِّمْهم وقُلْ لَهم: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ، سَواءٌ أَسَمِعوا أَم لم يَسمَعوا».
[12] ثُمَّ رَفَعَني الرُّوح، فسَمِعتُ خَلْفي صَوتَ جَلَبَةٍ عَظيمة: «تبارَكَ مَجدُ الرَّبِّ في مَكانِه».
[13] كانَ هٰذا الصَّوتُ صَوتَ أَجنِحَةِ الحَيَواناتِ المُقابِلَةِ الواحِدُ الآخَر، وصَوتَ الدَّواليبِ معَها، وصَوتَ جَلَبَةٍ عَظيمة.
[14] ثُمَّ رَفَعَني الرُّوحُ وذَهَبَ بي، فمَضَيتُ وأَنا في المَرارَةِ وفي غَيظِ روحي، ويَدُ الرَّبِّ شَديدَةٌ علَيَّ.
[15] فوَصَلتُ إِلى المَجلُوِّينَ في تَلّ أَبيب، إِلى السَّاكِنينَ على نَهرِ كَبار، حَيثُ كانَت سُكْناهم، فأَقَمتُ هُناكَ سَبعَةَ أَيَّامٍ وأَنا مَدْهوش بَينَهم.
[16] وبَعدَ الأَيَّامِ السَّبعَة، كانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:
[17] «يا ٱبنَ الإِنْسان، إِنِّي جَعَلتُكَ رَقيبًا لِبَيتِ إِسْرائيل. فٱسمَعِ الكَلِمَةَ مِن فَمي وأَنذِرْهِم عَنِّي.
[18] فإِذا قُلتُ لِلشِّرّير: إِنَّكَ تَموتُ مَوتًا ولم تُنذِرْه أَنتَ ولم تَتَكَلَّمْ مُنذِرًا الشِّرِّيرَ بِشَرِّ طَريقِه لِيَحْيا، فذٰلك الشِّرِّيرُ يَموتُ في إِثْمه، لٰكِنِّي مِن يَدِكَ أَطلُبُ دَمَه.
[19] أَمَّا إِذا أَنذَرتَ الشِّرِّيرَ ولم يَتُبْ مِن شَرِّه ومِن طَريقِه الشِّرِّير، فهو يَموتُ في إِثمِه، لٰكِنَّكَ تَكونُ قد خَلَّصتَ نَفسَكَ.
[20] وإِذا رَجَعَ البارُّ عن بِرّه وأَثِمَ، فإِنِّي أَجعَلُ أَمامَه مَعثَرَةً فيَموت. لأَنَّكَ لم تُنذِرْه يَموتُ في خَطيئَتِه ولا يُذكَرُ ما عَمِلَه مِنَ البِرّ، لٰكِنَّ مِن يَدِكَ أَطلُبُ دَمَه.
[21] أَمَّا إِذا أَنذَرتَ البارَّ بِأَن لا يَخطَأَ ولم يَخطَإِ البارّ، فهو يَحْيا حَياةً، لأَنَّه أُنذِرَ وأَنتَ تَكونُ قد خَلَّصتَ نَفْسَكَ».
[22] وكانَت علَيَّ هُناكَ يَدُ الرَّبِّ وقالَ لي: «قُمْ فٱخرُجْ إِلى السَّهلِ وهُناكَ أُكَلِّمُكَ».
[23] فقُمتُ وخَرَجتُ إِلى السَّهْل، فإِذا بِمَجدِ الرَّبِّ واقِفًا هُناكَ، كالمَجدِ الَّذي رَأَيتُه على نَهرِ كَبار، فسَقَطتُ على وَجْهي.
[24] فدَخَلَ فيَّ الرُّوح وأَقامَني على قَدَمَيَّ وكَلَّمَني وقالَ لي: «إِمضِ وأَغْلِقْ علَيكَ في داخِلِ بَيتِكَ.
[25] وأَنتَ يا ٱبنَ الإِنْسان، ها إِنَّها تُجعَلُ علَيكَ قُيودٌ وتوثَقُ بِها، فلا تَخرُجُ فيما بَينَهم.
[26] وأُلصِقُ لِسانَكَ بِحَنَكِكَ فتَكونُ أَبكَم، ولا تَكونُ لَهم مُوَبِّخًا لأَنَّهم بَيتُ تَمَرُّد.
[27] وحينَ أُكَلِّمُكَ أَفتَحُ فَمَكَ فتَقولُ لَهم: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: مَن أَرادَ أَن يَسمَعَ فلْيَسمَعْ، ومَن أَرادَ أَلاَّ يَسمَعَ فلا يَسمَعْ، فإِنَّهم بَيتُ تَمَرُّد».