< سفر حزقيال 23

Listen to this chapter • 6 min
[1] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:
[2] «يا ٱبنَ الإِنْسان، كانَتِ ٱمرَأَتانِ ٱبنَتا أُمٍّ واحِدَة،
[3] فزَنَتا في مِصرَ، زَنَتا في صِباها. هُناكَ دَغدَغوا ثُدَيَّهما، وهُناكَ داعَبوا نُهودَ بَكارَتِهما.
[4] أَمَّا أَسْماؤُهُما فٱسمُ الكُبْرى أُهلَة، وٱسمُ أُختِها أُهْليبَة. وكانَتا لي ووَلَدَتا بَنينَ وبَنات. أَسْماؤُهما: أُهلَةُ هي السَّامِرَة، وأُهلَيبَةُ هي أُورَشَليم.
[5] فزَنَت أُهلَةُ مع أَنَّها لي وعَشِقَت مُحِبِّيها بَني أَشُّورَ جيرانَها،
[6] مِن لابِسي البِرْفيرِ البَنَفسَجِيِّ والحُكَّامِ والوُلاة، وجَميعُهم فِتْيانٌ وِسامٌ وفُرسانٌ راكِبو خَيل.
[7] وأَباحَت نَفْسَها لِٱرتِكابِ الفَواحِشِ معَهم، مع جَميعِ نُخبَةِ بَني أَشُّور، وتَنَجَّسَت بِقَذاراتِ جَميعِ الَّذينَ عَشِقَتهم،
[8] ولَم تُقلِعْ عن فَواحِشَ ٱتَّخَذَتها مِن مِصرَ، حينَ ضاجَعوها في صِباها وداعَبوا نَهدَي بَكارَتِها وأَفرَغوا فَواحِشَهم علَيها.
[9] لِذٰلك أَسلَمتُها إِلى أَيدي مُحِبِّيها، إِلى أَيدي بَني أَشُّورَ الَّذينَ عَشِقَتهم.
[10] هم كَشَفوا عَورَتَها وأَخَذوا بَنيها وبَناتِها وقَتَلوها بِالسَّيف، فصارَت شَهيرةً بَين النِّساء، وأَجرَوا علَيها الأَحْكام.
[11] فرَأَت أُختُها أُهْليبَة، فزادت علَيها فَسادًا في عِشقِها، وفاقَت فَواحِشُها فَواحِشَ أُختِها،
[12] فعَشِقَت بَني أَشُّور، مِنَ الحُكَّامِ والوُلاةِ جيرانِها، لابِسي الثِّيابِ الفاخِرَة، والفُرْسانِ راكِبي الخيل، وجَميعُهم فِتْيانٌ وِسام.
[13] فرَأَيتُ أَنَّها قد تَنَجَّسَت وأَنَّ لِكِلتَيهما طَريقًا واحِدًا.
[14] لٰكِنَّها زادَت على فَواحِشِها، فإِنَّها رأَت رِجالًا مَنْقوشينَ على الحائِط، صُوَرَ كَلْدانِيِّينَ مُلَوَّنَةً بِالقِرمِز،
[15] ومُتَحَزِّمينَ بِأَحزِمَةٍ على أَحْقائِهم، وعلى رُؤُوسِهم عَمائِمُ مُتَهَدِّلَة، ولِجَميعِهم مَنظَرُ ضُبَّاطٍ وشِبْهُ بَني بابِلَ الكَلْدانِيِّينَ في أَرضِ مَولِدِهم.
[16] فعَشِقَتهم حالَ لَمحِ عَينَيها، وأَرسَلَت إِلَيهم رُسُلًا إِلى أَرضِ الكَلْدانِيِّين.
[17] فأَتى إِلَيها بَنو بابِلَ لأَجلِ مَضجَعِ الحُبّ، ونَجَّسوها بِفَواحِشِهم، فتَنَجَّسَت بهم ثُمَّ سَئِمَتهُم نَفْسُها.
[18] وكَشَفَت فَواحِشَها وكَشَفَت عَورَتَها فسَئِمَتها نَفْسي، كما سَئِمَت نَفْسي أُخْتَها.
[19] وأَكثَرَت فَواحِشَها ذاكِرَةً أَيَّامَ صِباها الَّتي زَنَت فيها في أَرضِ مِصْر،
[20] وعَشِقَت خُلَعاءَ بَدَنُهم بَدَنُ حَميرٍ وَمنِيُّهم مَنِيُّ خَيْل.
[21] وٱبتَغَيتِ فُجورَ صِباكِ، حينَ داعَبَ المِصرِيُّونَ نَهدَيكِ، مُدَغدِغينَ ثَديَي صِباكِ.
[22] لِذٰلك يا أُهْليبة، هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أُثيرُ علَيكِ مُحِبِّيكِ الَّذينَ سَئِمَتهم نَفْسُكِ وآتي بِهم علَيكِ مِن كُلِّ جِهَة،
[23] مِن بَني بابِلَ وجَميعِ الكَلْدانِيِّينَ والَّذينَ مِن فَقودَ وشوعَ وقوعَ وجَميعِ بَني أَشُّورَ معَهم، وهم فِتْيانٌ وِسام، وكُلُّهم حُكَّامٌ ووُلاة، وكُلُّهم ضُبَّاطٌ وأَعْيانٌ وراكِبو خَيل،
[24] فيَأتونَ علَيكِ مُجَهَّزينَ بِالمَركَباتِ والعَجَلاتِ وبِجَمعٍ مِنَ الشُّعوب، ويُقيمونَ علَيكِ المِجنَبَ والتُّرسَ والخوذَةَ مِن كُلِّ جِهَة، وأَجعَلُ بَينَ أَيديهمِ الحُكمَ فيَدينونَكِ بِحَسَبِ أَحْكامِهم.
[25] وأَجعَلُ غَيرَتي علَيكِ فيُعامِلونَكِ بِغَضَب، ويَنزِعونَ أَنفَكِ وأُذُنَيكِ، وتَسقُطُ بَقِيَّتُكِ بِالسَّيف، ويأخُذونَ أَبْناءَكِ وبَناتِكِ، وبَقِيَّتُكِ تَلتَهِمُها النَّار.
[26] ويَنزِعونَ عنكِ ثِيابَكِ ويَأخُذونَ أَدَواتِ فَخرِكِ،
[27] وأُبطِلُ فُجورَكِ عنكِ وزِناكِ عن أَرضِ مِصْر، فلا تَرفَعينَ عَينَيكِ إِلَيهم ولا تَذكُرينَ مِصرَ بَعدَ اليَوم.
[28] لأَنَّه هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أُسلِمُكِ إِلى يَدِ مَن أَبغَضتِ، إِلى يَدِ الَّذينَ سئِمَتهُم نَفْسُكِ،
[29] فيُعامِلونَكِ بِبَغضاء، ويَأخُذونَ كُلَّ ثَمَرِ تَعَبِكِ، ويَترُكونَكِ عُرْيانةً عُرْيًا، فتَنكَشِفُ عَورَةُ زِناكِ وفُجورُكِ وفَواحِشُكِ.
[30] يُصنَعُ بِكِ ذٰلك بِسَبَبِ زِناكِ في السَّيرِ وَراءَ الأُمَم، بِأَن تَنَجَّستِ بِقَذاراتِها.
[31] إِنَّكِ سِرتِ في طَريقِ أُختِكِ، فأَجعَلُ كأسَها في يَدِكِ.
[32] هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: تَشرَبينَ كأسَ أُختِكِ كأسًا عَميقَةً واسِعة، فتَكونُ لِلضَّحِكِ والهُزْءِ لِعِظَمِ ٱتِّساعِها،
[33] فتَمتَلِئينَ سُكْرًا وغَمًّا. كَأسُ دَهَشٍ ودَمار، كأسُ أُختِكِ السَّامِرَة،
[34] تَشرَبينَها وتُفرِغينَها، وتَقضَمينَ خَزَفَها، وتُمَزِّقينَ ثَديَيكِ، لأَنِّي قد تَكَلَّمتُ، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ.
[35] لِذٰلك هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: بِما أَنَّكِ نَسيتِني ونَبَذتِني وَراءَ ظَهرِكِ، فتَحَمَّلي أَنتِ أَيضًا فُجورَكِ وفَواحِشَكِ».
[36] وقالَ لِيَ الرَّبّ: يا ٱبنَ الإِنْسان، هَلاَّ تَدينُ أُهلَةَ وأُهليبَة، وتُخبِرُهما بِقَبائِحِهما،
[37] فإِنَّهما فَسَقَتا وفي أَيديهما دَم. فَسَقَتا مع قَذاراتِهما، وبَنوهما الَّذينَ وَلَدَتاهم لي مَرَّرَتاهم بِالنَّارِ طَعامًا لَها.
[38] وصَنَعَتا بي هٰذا أَيضًا: نَجَّسَتا مَقدِسي في ذٰلك اليَومِ وٱنتَهَكَتا سُبوتي.
[39] ولَمَّا ذَبَحَتا بَنيهما لِقَذاراتِهما، دَخَلتا مَقدِسي في اليَومِ نَفْسِه ولِتَنتَهِكاه، وها إِنَّهما صَنَعَتا هٰكذا في وَسَطِ بَيتي.
[40] وأَرسَلَتا أَيضًا تَستَدعِيانِ رِجالًا قادِمينَ مِن بَعيد، إِذ أُرسِلَ إِلَيهم رَسول، وها إِنَّهم قد أَتَوا. فٱغتَسَلتِ لأَجلِهم وكَحَلَتِ عَينَيكِ وتَحَلَّيتِ بِالحُلِيّ،
[41] وجَلَستِ على سَريرٍ فاخِرٍ أَمامَه مائِدَةً مُهَيَّأَةٌ وَضَعتِ علَيها بَخوري وزَيتي.
[42] وكانَ صَوتُ جُمْهورٍ من المُستَهتِرينَ يُسمَعُ عِندَها مِن كَثرَةِ النَّاسِ الَّذينَ أُتِيَ بِهم مِنَ البَرِّيَّة، وجَعَلوا أَساوِرَ في أَيديهما وتاجَ فَخرٍ على رُؤُوسِهما.
[43] فقُلتُ في الَّتي بَلِيَت في الفِسْق: الآنَ يَزْنونَ مَعَها أَيضًا،
[44] ويَدخُلونَ علَيها دُخولَهم على ٱمرَأَةٍ زانِيَة. هٰكذا دَخَلوا على أُهلَةَ وأُهْليبَةَ المَرأَتَينِ الفاجِرَتَين.
[45] لٰكِنَّ الرِّجالَ الأَبْرارَ يَحكُمونَ علَيهما حُكمَ الزَّواني وحُكمَ سَفَّاكاتِ الدِّماء، لأَنَّهُما فاسِقَتانِ وفي أَيديهما دَم.
[46] فإِنَّه هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: لِتُستَدْعَ علَيهما جَماعةٌ ولْتُسلَما إِلى الذُّعرِ والنَّهْب،
[47] فتَرجُمُهما الجَماعَةُ بِالحِجارة وتُقَطِّعُهما بِسُيوفِها ويَقتُلونَ بَنيهما وبَناتهما ويُحرِقونَ بُيوتَهما بِالنَّار.
[48] فأُبطِلُ الفُجورَ مِن تِلكَ الأَرضِ وتُنذَرُ جَميعُ النِّساءِ ولا يَصنَعنَ مِثلَ فُجورِكما.
[49] ويَجعَلونَ فُجورَكما علَيكما، فتَحمِلانِ خَطايا قَذاراتكما وتَعلَمانِ أَنِّي أَنا السَّيِّدُ الرَّبّ.