< سفر الخروج 33

Listen to this chapter • 3 min
[1] وقالَ الرَّبُّ لِموسى: «إِنْطَلِقْ فٱصعَدْ مِن هٰهُنا، أَنتَ والشَّعبُ الَّذي أَصعَدتَه مِن أَرضِ مِصْر، إِلى الأَرضِ الَّتي أَقسَمتُ لإبْراهيمَ وإِسحٰقَ ويَعْقوبَ قائلًا: لِنَسلِكَ أُعْطيها.
[2] وأَنا أُرسِلُ أَمامَكَ مَلاكًا، وأَطرُدُ الكَنْعانِيِّينَ والأَمورِيِّينَ والحِثِّيِّينَ والفَرِزِّيِّينَ والحُوِّيِّينَ واليَبوسِيِّين.
[3] أُدخِلُكَ إِلى أَرضٍ تَدُرُّ لَبَنًا حَليبًا وعَسَلًا. وأَمَّا أَنا لا أَصعَدُ في وَسْطِكم، لأَنَّكم شَعْبٌ قُساةُ الرِّقاب، لِئَلاَّ أُفنِيَكُم في الطَّريق».
[4] فلَمَّا سَمِعَ الشَّعبُ هٰذا الكَلامَ المُرّ، حَزِنَ ولم يَجْعَلْ أَحَدٌ زينَتَه علَيه.
[5] فقالَ الرَّبُّ لِموسى: «قُلْ لِبَني إِسْرائيل: إِنَّكَ شَعبٌ قاسي الرِّقاب، فإِذا صَعِدتُ في وَسْطِكَ لَحظَةً واحِدة، أَفنَيتُكَ. والآن فٱنزِعْ عنكَ زِينَتَكَ، فأَعلَمَ ما أَصنَعُ بِكَ».
[6] فَنَزَع بَنو إِسْرائيلَ زينَتَهمُ ٱبتِداءً مِن جَبَلِ حوريب.
[7] وأَخَذَ موسى الخَيمة فنَصَبَها لَه خارِجَ المُخَيَّم، بَعيدًا عنِ المُخَيَّم، وسَمَّاها خَيمَةَ المَوعِد. فكانَ كُلُّ طالِبٍ لِلرَّبِّ يَخرُجُ إِلى خَيمةِ المَوعِدِ الَّتي في خارِجِ المُخَيَّم.
[8] وكانَ موسى، إِذا خَرَجَ إِلى الخَيمَة، يَقومُ الشَّعبُ كُلُّه ويَقِفُ كُلُّ واحِدٍ على بابِ خَيمَتِه ويَنظُرُ إِلى موسى حتَّى يَدخُلَ الخَيمة.
[9] وكانَ موسى، إِذا دَخَلَ الخَيمة، يَنزِلُ عَمودُ الغَمامِ ويَقِفُ على بابِ الخَيمة، وكانَ الرَّبُّ يُكَلِّمُ موسى.
[10] وكانَ، إِذا رأَى كُلُّ الشَّعبِ عَمودَ الغَمامِ واقِفًا على بابِ الخَيمَة، يَقومُ بِأَجمَعِه ويَسجُدُ كُلُّ واحِدٍ على بابِ خَيمَتِه،
[11] ويُكَلِّمُ الرَّبُّ موسى وَجهًا إِلى وَجْه، كَما يُكَلِّمُ المَرءُ صَديقَه. وإِذا رَجَعَ إِلى المُخَيَّم، كانَ مساعِدُه يَشوعُ بنُ نونٍ الفَتى لا يَبرَحُ مِن داخِلِ الخَيمَة.
[12] وقالَ موسى لِلرَّبّ: «أُنظُرْ، قد قُلتَ لي: أَصعِدْ هٰذا الشَّعب، ولم تُعَرِّفْني مَن تُرِسلُ معي، وأَنتَ قد قُلتَ: إِنِّي عَرَفتُكَ بِٱسمِكَ ونِلتَ حُظوَةً في عَينَيَّ.
[13] فالآن، إِن كُنتُ قد نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ، فعَرِّفْني طَريقَكَ لِكَي أَعرِفَكَ فأَنالَ حُظوَةً في عَينَيكَ. أُنظُرْ، إِنَّ هٰذه الأُمَّةَ هي شَعبُكَ».
[14] فقالَ الرَّبّ: «وَجْهي يَسيرُ أَمامَكَ وأُريحُكَ».
[15] قالَ: «إِن لم يَسِرْ وَجهُكَ، فلا تُصعِدْنا مِن هٰهُنا،
[16] فإِنَّه بِماذا يُعرَفُ أَنِّي نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ أَنا وشَعبُكَ؟ أَلَيسَ بِسَيرِكَ معَنا، فنَمْتازَ أَنا وشَعبُكَ عن كُلِّ شَعبٍ على وَجهِ الأَرض؟»
[17] فقالَ الرَّبُّ لِموسى: «حتَّى هٰذا الَّذي قُلتَه أَفعَلُه، لأَنَّكَ قد نِلتَ حُظوةً في عَينَيَّ وعَرَفتُكَ بِٱسمِكَ».
[18] قالَ موسى: «أَرِني مَجدَكَ»
[19] قال: «أَمُرُّ بِكُلِّ حُسْني أَمامَكَ وأُنادي بِٱسمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ، وأَصفَحُ عَمَّن أَصفَح وأَرحَمُ مَن أَرحَم».
[20] وقال: «أَمَّا وَجْهي فلا تَستَطيعُ أَن تَراه لأَنَّه لا يَراني الإِنْسانُ ويَحْيا».
[21] وقالَ الرَّبّ: «هُوَذا مَكانٌ بِجانِبي، قِفْ على الصَّخرَة،
[22] فيَكونُ، إِذا مَرَّ مَجْدي، أَنِّي أَجعَلُكَ في حُفرَةِ الصَّخرَة وأُظَلِّلُكَ بِيَدي حَتَّى أَمُرَّ،
[23] ثُمَّ أَرفَعُ يدي فتَرى ظَهْري، وأَمَّا وَجْهي فلا يُرى».