< سفر الجامعة 6

Listen to this chapter • 1 min
[1] شَرٌّ رَأَيتُه تَحتَ الشَّمْس، وهو عَظيمٌ على الإِنْسان:
[2] إِنْسانٌ رَزَقَه اللهُ غِنًى وأَمْوالًا ومَجدًا، فلَم يَكُنْ لِنَفسِه عَوَزٌ مِن كُلِّ ما يَشتَهي. لٰكِنَّ اللهَ لم يَدَعْه يأكُلُ مِن ذٰلِك، وإِنَّما يأكُلُه غَريب: هٰذا باطِلٌ وداءٌ خَبيث.
[3] إن وَلَدَ إِنْسانٌ مِئَةَ وَلَدٍ، وعاشَ عُمرًا طَويلًا وكَثُرَت أَيَّامُ سِنيه، ولم تَشبَعْ نَفسُه مِنَ الخَير، ولم يَكُنْ لَه قَبرٌ، فأَقولُ إِنَّ السِّقطَ خَيرٌ مِنه.
[4] فإِنَّه أَتى باطِلًا وذَهَبَ إِلى الظَّلام، وفي الظَّلامِ يُدفَنُ ٱسمُه،
[5] وهو لم يَرَ الشَّمسَ ولم يَعرِفْها، فلِهٰذا راحَةٌ أَكثَرَ مِن ذاكَ.
[6] ولَو أَنَّه عاشَ ضِعفَي أَلفِ سَنَةٍ ولم يَرَ خَيرًا، أَلَيسَ جَميعُهم يَذهَبونَ إِلى مَكانٍ واحِد؟
[7] كُلُّ تَعَبِ الإِنسانِ لِفَمِه، أَمَّا شَهِيَّتُه فلا تَشبَع.
[8] ما فَضلُ الحَكيمِ على الجاهِل، وفَضلُ الفَقيرِ الَّذي يُحسِنُ السُّلوكَ أَمامَ الأَحْياء؟
[9] هو أَنَّ ما تَرى العَينُ خَيرٌ مِمَّا تَسْعى إِلَيه الشَّهْوة. هٰذا أَيضًا باطِلٌ وسَعيٌ وَراءَ الرِّيح.
[10] كُلُّ ما هو في الوُجودِ قد سُمِّي بِٱسمِه سَلَفًا. ومَعْروفٌ ما هو الإِنْسان: فلا يَستَطيعُ مُحاكَمَةَ مَن هو أَقْوى مِنه.
[11] إِنَّ كَثرَةَ الكَلامِ إِنَّما تُكثِرُ الباطل، فأَيُّ فائِدَةٍ لِلأُنْسان؟
[12] فإِنَّه مَن يَدْري ما هو خَيرٌ لِلإنسانِ في الحَياة، مُدَّةَ حَياتِه الباطِلَةِ الَّتي يَقْضيها كالظِّلّ؟ ومَن يُخبِرُ الإِنسانَ بِما يَكونُ فيما بَعدُ تَحتَ الشَّمْس؟