< سفر الجامعة 1

Listen to this chapter • 2 min
[1] أَقْوالُ الجامِعَةِ، ٱبنِ داودَ، المَلِكِ في أُورَشَليم:
[2] باطِلُ الأَباطيل، يَقولُ الجامِعة، باطِلُ الأَباطيل، كُلُّ شَيءٍ باطِل.
[3] أَيُّ فائِدَةٍ لِلأُنْسانِ مِن كُلِّ تَعَبِه الَّذي يُعانيه تَحتَ الشَّمْس؟
[4] جيلٌ يَمْضي وجيلٌ يأتي، والأَرضُ قائِمَةٌ أَبَدَ الدُّهور.
[5] والشَّمسُ تَشرُقُ والشَّمسُ تَغرُب، ثُمَّ تُسرِعُ إِلى مَكانِها ومِنه تَطلَع.
[6] تَذهَبُ الرِّيحُ إِلى الجَنوبِ وتَدورُ إِلى الشَّمال، تَدورُ وتَدورُ ذاهِبَةً، ثُمَّ إِلى مَدارِها تَعود.
[7] جَميعُ الأَنْهارِ تَجْري إِلى البَحْرِ، والبَحرُ لَيسَ بِمَلْآن، ثُمَّ إِلى المَكانِ الَّذي جَرَت منه الأَنْهار، هُناكَ تَعودُ فتَجْري أَيضًا.
[8] جَميعُ الأَموالِ تُعْيي، فلا يَستَطيعُ الإِنسانُ الكَلام. لا تَشبَعُ العَينُ مِنَ النَّظَر، ولا تَمتَلِئُ الأُذُنُ مِنَ السَّمَّاع.
[9] ما كانَ فهُو الَّذي سيَكون، وما صُنِعَ فهُو الَّذي سَيُصنَع، فلَيسَ تَحتَ الشَّمسِ شَيءٌ جَديد.
[10] رُبَّ أَمرٍ يُقالُ فيه: «أُنظُرْ، هٰذا جديد»، بل قد كانَ في الدُّهورِ الَّتي كانَت قَبلَنا.
[11] لَيسَ مِن ذِكْرٍ لِما سَبَق، ولا مِن ذِكْرٍ لِما سيَكون، عِندَ الَّذينَ يأتونَ مِن بَعدُ.
[12] أَنا الجامِعَةَ مَلَكتُ على إِسْرائيلَ بِأُورَشَليم،
[13] فوَجَّهتُ قَلْبي لِيَطلُبَ ويَبحَثَ بِالحِكمةِ عن كُلِّ ما صُنِعَ تَحتَ السَّماء، فإِذا هو عَمَلٌ رَدِيءٌ جَعَلَه اللهُ لِبَني البَشَر لِيَعمَلوه.
[14] رَأَيتُ جَميعَ الأَعْمالِ الَّتي عُمِلَت تَحتَ الشَّمْس، فإِذا كُلُّ شَيءٍ باطِلٌ وسَعيٌ وَراءَ الرِّيح.
[15] المُلْتَوي لا يُمكِنُ أَن يُقَوَّم، والنَّاقِصُ لا يُمكِنُ أَنْ يُحْصَى.
[16] لقَد ناجَيتُ قَلْبي قائِلًا: «هاءَنَذا قد أَنمَيتُ وزِدتُ الحِكمَةَ، فَوقَ كُلِّ مَن كانَ قَبْلي بِأُورَشَليم، وأَكثَرَ قَلْبي مِن تَذَوُّقِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة،
[17] ووَجَّهتُ قَلْبي إِلى مَعرِفَةِ الحِكمَة، ومَعرِفَةِ الجُنونِ والحَماقة، فعَرَفتُ أَنَّ هٰذا أَيضًا سَعْيٌ وَراءَ الرِّيح.
[18] لأَنَّ في كَثرَةِ الحِكمَةِ كَثرَةَ الغَمّ، ومَنِ ٱزْدادَ عِلْمًا فقَدِ ٱزْدادَ أَلَمًا».