< سفر أعمال الرسل 25

Listen to this chapter • 4 min
[1] وصَعِدَ فَسطُس مِن قَيصَرِيَّةَ إِلى أُورَشَليم بَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِن وُصولِه إِلى وِلايَتِه،
[2] فرَفَعَ إِلَيه عُظَماءُ الكَهَنَةِ وأَعْيانُ اليَهودِ دَعْواهُم على بُولس وسأَلوه
[3] بِمَكْرٍ مُلِحِّينَ أَن يَمُنَّ علَيهِم بِٱستِدعائِه إِلى أُورَشَليم، ومُرادُهم أَن يُقيموا له كَمينًا لِيَغتالوه في الطَّريق.
[4] فأَجابَ فَسطُس أَنَّ بولُسَ مَحْفوظٌ في سِجْنِ قَيصَرِيَّة، وأَمَّا هو فلا يَلبَثُ أَن يَنصَرِف.
[5] ثُمَّ قال: «لِيَنزِلْ مَعي أَصحابُ السُّلطَةِ فيكم، فإِذا كانَ في هٰذا الرَّجُلِ ما يُؤخَذُ عَلَيه فَلْيَتَّهِموهُ بِه».
[6] ومَكَثَ عِندَهم أَيَّامًا لا تَزيدُ على الثَّمانِيَةِ أَوِ العَشَرَة، ثُمَّ نَزَلَ إِلى قَيصَرِيَّة فَجَلَسَ في الغَدِ على كُرسِيِّ القَضاء، وأَمَرَ بِإِحْضارِ بولُس.
[7] فلَمَّا حَضَرَ أَحاطَ بِه اليَهودُ الَّذينَ نَزَلوا مِن أُورَشَليم وٱتَّهَموه بِكَثيرٍ مِنَ التُّهَمِ الجَسيمَة، على أَنَّهم لم يَستَطيعوا إِثباتَها.
[8] فدافَعَ بولُسُ عن نَفْسِه قال: «ما أَذنَبتُ بِشَيءٍ لا إِلى شَريعَةِ اليَهود ولا إِلى الهَيكَل ولا إِلى قَيصَر».
[9] وأَرادَ فَسطُسُ أَن يُرضِيَ اليَهود فقالَ لِبولس: «أَتُريدُ أَن تَصعَدَ إِلى أُورَشَليم، فتُحاكَمَ فيها على هٰذه الأُمورِ بِمَحضَرٍ مِنِّي؟».
[10] فقالَ بولس: «أَنا أَمامَ مَحكَمَةِ قَيصَر، وأَمامَها يَجِبُ أَن أُحاكَم. ما أَسأَتُ إِلى اليَهودِ بَشَيءٍ، وأَنتَ تَعرِفُ ذٰلك على أَحسَنِ وَجْه.
[11] فإِذا أَسأتُ ففَعَلتُ ما أَستوجِبُ بِه المَوت، فأَنا لا أَحاولُ التَّخَلُّصَ مِنَ المَوت. أَمَّا إِذا كانَ ما يَتَّهِموني بِه باطِلاً، فلَيسَ لأَحَدٍ أَن يُسلِمَني إِلَيهم لإِرضائِهم. وإِلى قَيصَرَ أَرفَعُ دَعْواي!»
[12] فشاوَرَ فَسطُس أَعضاءَ مَجلِسِه وأَجاب: «رَفَعتَ دَعْواكَ إِلى قَيصَر، فإِلى قَيصَرَ تَذهَب».
[13] وبَعدَ بِضعَةِ أَيَّام، قَدِمَ قَيصَرِيَّةَ المَلِكُ أَغْريبَّا وبَرنيقَة فَسَلَّما على فَسطُس،
[14] ومَكَثا فيها مُدَّة، فعَرَضَ فَسطُس على المَلِكِ قَضِيَّةَ بولُس قال: «هُنا رَجُلٌ تَرَكَه فيلِكس سَجينًا.
[15] فلَمَّا كُنتُ في أُورَشَليم، شَكاهُ إِلَيَّ عُظَماءُ كَهَنَةِ اليَهودِ وشُيوخُهم وطَلَبوا الحُكمَ علَيه.
[16] فأَجَبتُهم: لَيسَ مِن عادةِ الرُّومانِيِّينَ أَن يَحكُموا على أَحَدٍ لإِرضاءِ النَّاس قَبلَ أَن يَتقابَلَ المُتَّهَمُ ومُتَّهِموه، ويَتَسَنَّى له الرَّدُّ على ٱلاِتِّهام.
[17] فجاؤُوا مَعي إِلى هُنا، فلَم أَتَوانَ البَتَّة، بل جَلَستُ في اليَومِ الثَّاني على كُرسِيِّ القَضاء، وأَمرتُ بإِحضارِ الرَّجُل.
[18] فلَمَّا قابَلَه مُتَّهِموه، لم يَذكُروا له أَيَّ تُهمَةٍ مِنَ التُّهَمِ الخَبيثَةِ الَّتي كُنتُ أَتَوهَّمُها،
[19] وإِنَّما كانَ بَينَهم وبَينَه مُجادَلاتٌ في أُمورٍ تَرجِعُ إِلى دِيانَتِهم، وإِلى ٱمرِئٍ ٱسمُه يسوع قد ماتَ، وبولُسُ يَزعُمُ أَنَّه حَيّ.
[20] فحِرتُ عِندَ جِدالِهِم في هٰذِه الأُمور، فسَأَلتُه أَيُريدُ الذَّهابَ إِلى أُورَشَليم لِيُحاكَمَ فيها على هٰذهِ الأُمور،
[21] ولٰكِنَّ بولُسَ رَفَعَ دَعْواه طالِبًا أَن يُحفَظَ أَمرُه لِحُكْمِ جَلالَتِه. فَأَمَرتُ أَن يُحفَظَ في السِّجْنِ إِلى أَن أَبعَثَ بِه إِلى قَيصَر».
[22] فقالَ أَغْريبَّا لِفَسطُس: «وَدِدتُ لو أَنِّي سَمِعتُ أَنا أَيضًا هٰذا الرَّجُل». قال: «غَدًا تَسمَعُه».
[23] وفي الغَد، جاءَ أَغْريبَّا وبَرنيقَة في أُبَّهَةٍ ظاهِرة، فدَخلا المَحكَمَة يُحيطُ بِهِما القُوَّادُ ووُجَهاءُ المَدينة، فأَمَرَ فَسطُس بإِحضارِ بولُس فَأُحضِر.
[24] فقالَ فَسطُس: «أَيُّها المَلِكُ أَغْريبَّا ويا جَميعَ الحاضِرينَ معَنا، تَرونَ هٰذا الرَّجُلَ الَّذي سَعَت بِه عِندي جَماعةُ اليَهودِ كُلُّها في أُورَشَليمَ وهٰهُنا وهم يَصيحون: لا يَجوزُ أَن يَبْقى هٰذا الرَّجُلُ حَيًّا.
[25] على أَنِّي تَبَيَّنتُ أَنَّه لم يَفعَلْ ما يَستَوجِبُ بِه المَوت، ولٰكِنَّه رَفَعَ دَعْواه إِلى جَلالَتِه، فعَزَمتُ أَن أَبعَثَ بِه إِلَيه،
[26] ولَيسَ لَدَيَّ شَيءٌ أَكيدٌ في شأنِه فأَكتُبَ بِه إِلى السَّيِّد، فأَحضَرتُه أَمامَكم وأَمامَكَ خُصوصًا، أَيُّها المَلِكَ أَغْريبَّا، لأَحصُلَ بَعدَ ٱستِجْوابِه على شَيءٍ أَكتُبُه،
[27] لأَنِّي أَرى غَيرَ مَعْقولٍ أَن أَبعَثَ بِسَجينٍ مِن غَيرِ أَن أُبَيِّنَ ما عَلَيه مِن تُهَم».