< سفر صموئيل الثاني 3

Listen to this chapter • 5 min
[1] وطالَتِ الحَربُ بَينَ بَيتِ شاوُلَ وبَيتِ داوُد، ولم يَزَل داوُدُ يَتَقَوَّى، وبيتُ شاوُلَ يَضْعُف.
[2] ووُلِدَ لِداوُدَ بَنونَ في حَبْرون، وكانَ بِكرُه أَمْنونَ مِن أَحينوعَمَ اليِزرَعيلِيَّة،
[3] والثَّاني كِلْآبَ مِن أَبيجائيلَ أَرمَلةِ نابالَ الكَرمَلِيّ، والثَّالِثُ أَبشالومَ ٱبنَ مَعكَة، بنتِ تَلْمايَ، مَلِكِ جَشور،
[4] والرَّابِعُ أَدونِيَّا ٱبنَ حَجِّيت، والخامِسُ شَفَطْيا ٱبنَ أَبيطال،
[5] والسَّادِسُ يِترَعامَ مِن عَجلَةَ ٱمرَأَةِ داوُد. هٰؤُلاءِ وُلِدوا لِداوُدَ في حَبْرون.
[6] وكانَ في أَثْناءِ الحَربِ بَينَ بَيتِ شاوُلَ وبَيتِ داوُدَ أَنَّ أَبْنيرَ كانَ قد عَزَّزَ مَوقِفَه في بَيتِ شاوُل.
[7] وكانَ لِشاوُلَ سُرِّيَّةٌ ٱسمُها رِصفَة، بِنتُ أَيَّة. فقالَ إِشبَعَلُ بنُ شاوُلَ لأَبْنير:
[8] «لِماذا دَخَلتَ على سُرِّيَّةِ أَبي؟» فغَضِبَ أَبْنيرُ غَضَبًا شَديدًا لِكَلامِ إِشبَعَل، وقال: «أَلَعَلِّي أَنا رأسُ كَلبٍ لِيَهوذا؟ أَنا أَصنَعُ اليَومَ رَحمَةً إِلى بَيتِ شاوُلَ أَبيكَ وإِلى إِخوَتِه وأَصدِقائِه، ولم أُسلِمْكَ إِلى يَدِ داوُد، وأَنتَ تُؤاخِذُني اليَومَ على ذَنبٍ مع ٱمرَأَة؟
[9] كذا يَصنَعُ اللهُ بِأَبْنيرَ وكذا يَزيد، إِن لم أَصنَعْ لِداوُدَ كما أَقسَمَ الرَّبُّ لَه،
[10] مِن نَقلِ المُلكِ مِن بَيتِ شاوُل وإِقامَةِ عَرشِ داوُدَ على إِسْرائيلَ وعلى يَهوذا، مِن دانَ إِلى بِئرِ سَبع».
[11] فلَم يَستَطِعْ إِشبَعَلُ أَن يُجيبَ أَبْنيرَ بِكَلِمَةٍ لِخَوفِه مِنه.
[12] وأَرسَلَ أَبْنيرُ رُسُلًا إِلى داوُدَ يَقولونَ بِٱسمِه: «لِمَن تَكونُ الأَرْض»؟ ما مَعْناه «إِقطَعْ معي عَهدَكَ، فتكونُ يَدي مَعَكَ لأُحَوِّلَ إِلَيكَ كُلَّ إِسْرائيل».
[13] فقالَ داوُد: «حَسَنٌ، أَنا أَقطَعُ معَكَ عَهدًا، ولٰكِنِّي أَطلُبُ مِنكَ أَمرًا واحِدًا: لا تَرى وَجْهي حَتَّى تأتِيَ بميكال، ٱبنَةِ شاوُل، متى جِئتَ لِتَرى وَجْهي».
[14] وأَرسَلَ داوُدُ رُسُلًا إِلى إِشبَعَلَ ٱبنِ شاوُلَ قائِلًا: «أَعطِني ٱمرَأَتي ميكالَ الَّتي خَطَبتُها بِمِئَةِ قُلفَةٍ مِنَ الفَلِسطينِيِّين».
[15] فأَرسَلَ إِشبَعَلُ وأَخَذَها مِن عِندِ زَوجِها فَلْطيئيلَ بنِ لائيش.
[16] فمَضى بَعلُها مَعها، وهو يَسيرُ ويَبكي وَراءَها، حتَّى بَحوريم. فقالَ لَه أَبْنير: «إِنْصَرِفْ راجِعًا»، فرَجَع.
[17] وكَلَّمَ أَبْنيرُ شُيوخَ إِسْرائيلَ قائلًا: «إِنَّكم مِن أَمسِ فما قَبلُ كُنتُم تَطلُبونَ داوُدَ مَلِكًا علَيكم،
[18] فٱفعَلوا الآنَ، لأَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ داوُدَ قائلًا: إِنِّي عن يَدِ داوُدَ عَبْدي أُخَلِّصُ شَعْبي إِسْرائيلَ مِن أَيدي الفَلِسطينِيِّينَ ومِن أَيدي جَميعِ أَعْدائِهم».
[19] وتَكَلَّمَ أَبْنيرُ أَيضًا على مَسامِعِ بَنْيامين، ثُمَّ ذَهَبَ أَبْنيرُ لِيَتَكَلَّمَ أَيضًا على مِسمَعِ داوُدَ في حَبْرونَ بما حَسُنَ في عُيونِ إِسْرائيلَ وعُيونِ كُلِّ بَيتِ بَنْيامين.
[20] فوَصَلَ أَبْنيرُ إِلى داوُدَ في حَبْرون، ومعَه عِشْرونَ رَجُلًا، فصَنَعَ داوُدُ مَأدُبَةً لأَبْنيرَ ورِجالِه.
[21] فقالَ أَبْنيرُ لِداوُد: «أَنهَضُ فأَمضي وأَجمَعُ لِسَيِّدي المَلِكِ كُلَّ إِسْرائيل، فيَقطَعَ معَكَ عَهدًا، وتَملِكُ على كُلِّ ما تَشتَهي نَفْسُكَ». فصَرَفَ داوُدُ أَبْنير، فمَضى بِسَلام.
[22] وإِذا بِرِجالِ داوُدَ ويوآبَ قد أَتَوا مِنَ الغَزْوِ، ومعَهم غَنيمةٌ كبيرة، ولَم يَكُنْ أَبْنيرُ عِندَ داوُدَ في حَبْرون، لأَنَّه كانَ قد صَرَفَه ومَضى بِسَلام.
[23] ووَصَلَ يوآبُ وكُلُّ الجَيشِ الَّذي معَه، فأُخبِرَ يوآبُ وقيلَ لَه: «قد جاءَ أَبْنيرُ بنُ نيرٍ إِلى المَلِك، وصَرَفَه فمَضى بِسَلام.
[24] فدَخَلَ يوآبُ على المَلِكِ وقال: «ماذا صَنَعتَ؟ هُوَذا قد أَتى أَبْنيرُ إِلَيكَ، فلِماذا صَرَفتَه فَمَضى؟
[25] إِنَّكَ تَعرِفُ أَبْنيرَ ٱبنَ نير: إِنَّه إِنَّما جاءَ لِيَخدَعَكَ ولِيَعرِفَ خُروجَكَ ودُخولَكَ ويَقِفَ على كُلِّ ما تَصنَعُه».
[26] وخَرَجَ يوآبُ مِن عِندِ داوُد، وأَرسَلَ رُسُلًا في طَلَبِ أَبْنير، فرَدُّوه مِن بِئرِ السِّيرَةِ، على غيرِ عِلمٍ مِن داوُد.
[27] فرَجَعَ أَبْنيرُ إِلى حَبْرون، فمالَ بِه يوآبُ إِلى وَسَطِ البابِ لِيُخاطِبَه على حِدَة، وضَرَبَه هُناكَ في بَطنِه، فماتَ بِسَبَبِ دَمِ عَسائيلَ، أَخي يوآب.
[28] فسَمِعَ داوُدُ بَعدَ ذٰلك فقال: «أَنا ومَملَكَتي بَريئانِ أَمامَ الرَّبِّ لِلأَبَدِ مِن دَمِ أَبْنيرَ بنِ نير.
[29] فلْيَقَعْ على رأسِ يوآبَ وعلى كُلِّ بَيتِ أَبيه، ولا يَنقَطِعْ مِن بَيتِ يوآبَ مَن بِجَسَدِه سَيَلانٌ وأَبرَصُ وصاحِبُ مِغزَلٍ وساقِطٌ بِالسَّيفِ ومُعَوزٌ إِلى الخُبْز».
[30] (ولم يَقتُلْ يوآبُ وأَبيشايُ أَخوه أَبْنيرَ إِلاَّ لأَنَّه قَتَلَ عَسائيلَ أَخاهما بِجِبْعونَ في الحَرْب).
[31] وقالَ داوُدُ لِيوآبَ ولِكُلِّ الشَّعبِ الَّذي معَه: «مَزِّقوا ثِيابَكم وتَمَنطَقوا بِالمُسوحِ ونوحوا أَمامَ أَبْنير». ومَشى داوُدُ المَلِكُ وَراءَ النَّعْش.
[32] ودَفَنوا أَبْنيرَ بِحَبْرون، فرَفَعَ المَلِكُ صَوتَه وبَكى على قَبرِ أَبْنير، وبَكى كُلُّ الشَّعْب.
[33] ورَثَى المَلِكُ أَبْنيرَ وقال: «أَمَوتَ الأَحمَقِ يَموتُ أَبْنير؟
[34] يَداكَ لم تُربَطا ورِجْلاكَ لم تُجعَلا في سَلاسِلَ مِن نُحاس كالسَّاقِطينَ أَمامَ بَني الإِثمِ سَقَطتَ». وعادَ كُلُّ الشَّعبِ يَبْكي علَيه.
[35] وأَقبَلَ كُلُّ الشَّعبِ لِيُطعِمَ داوُدَ خُبزًا وكانَ لا يزالُ نَهار. فحَلَفَ داوُدُ وقال: «كذا يَصنَعُ اللهُ بي وكذا يَزيد، إِن ذُقتُ خُبزًا أَو شَيئًا آخَرَ قَبلَ أَن تَغرُبَ الشَّمْس».
[36] فرَأَى كُلُّ الشَّعبِ ذٰلك وحَسُنَ في عُيونِهم، كما أَنَّ كُلَّ ما صَنَعَ المَلِكُ كانَ حَسَنًا في عُيونِ الشَّعبِ كافَّةً.
[37] وأَيقَنَ الشَّعبُ أَجمَعُ وكُلُّ إِسْرائيلَ في ذٰلك اليَومِ أَنَّه لم يَكُنْ لِلمَلِكِ يَدٌ في مَقتَلِ أَبْنيرَ بنِ نير.
[38] وقالَ المَلِكُ لِرِجالِه: «أَلا تَعلَمونَ أَنَّه قد سَقَطَ في هٰذا اليَومِ رَئيسٌ وعَظيمٌ في إِسْرائيل؟
[39] وأَنا لا أَزالُ اليَومَ ضَعيفًا، ولو مُسِحتُ مَلِكًا، وأُولٰئِكَ الرِّجالُ، بَنو صَرويَةَ، هم أَقْسى مِنِّي. جَزى الرَّبُّ فاعِلَ الشَّرِّ بِحَسَبِ شَرِّه!».