< سفر الملوك الثاني 19

Listen to this chapter • 5 min
[1] فلَمَّا سَمِعَ المَلِكُ حِزقِيَّا، مَزَّقَ ثِيابَه ولَبِسَ مِسحًا ودَخَلَ بَيتَ الرَّبّ،
[2] وأَرسَلَ أَلْياقيمَ، قَيِّمَ البَيت، وشَبنَةَ الكاتِب، وشُيوخَ الكَهَنَةِ، لابِسينَ المُسوح، إِلى أَشَعْيا النَّبِيِّ ٱبنِ آموص.
[3] فقالوا لَه: «هٰكذا قالَ حِزقِيَّا: اليَومَ يَومُ الشِّدَّةِ والعِقاب، يَومُ الهَوان، وقَد بَلَغَتِ الأَجِنَّةُ فَرجَ الرَّحِم، ولا قُوَّةَ لِلوِلادة.
[4] فلَعَلَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ يَسمَعُ كُلَّ كَلامِ رَئيسِ السُّقاةِ الَّذي أَرسَلَه مَلِكُ أَشُّورَ سَيِّدُه لِيَشتِمَ الإلٰهَ الحَيَّ، ولَعَلَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ يُعاقِبُ الكَلامَ الَّذي سَمِعَه! فٱرْفَعْ صَلاةً مِن أَجلِ البَقِيَّةِ الَّتي بَقِيَت».
[5] فلَمَّا وَصَلَ خُدَّامَ المَلِكِ حِزقِيَّا إِلى أَشَعْيا،
[6] قالَ لَهم أَشَعْيا: «هٰكذا تَقولونَ لِسَيِّدِكم: هٰكذا يَقولُ الرَّبّ: لا تَخَفْ بِسَبَبِ الكَلامِ الَّذي سَمِعتَه، مِمَّا جَدَّفَ بِه علَيَّ عَبيدُ مَلِكِ أَشُّور،
[7] فهاءَنَذا أَجعَلُ فيه روحًا، فيَسمَعُ خَبَرًا فيَرجِعُ إِلى أَرضِه، وأُسقِطُه بِالسَّيفِ في أَرضِه».
[8] ورَجَعَ رَئيسُ السُّقاة، فوَجَدَ مَلِكَ أَشُّورَ يُقاتِلُ لِبنَة، لأَنَّه سَمِعَ أَنَّه قد رَحَلَ مِن لاكيش.
[9] ذٰلك أَنَّه سَمِعَ في شأنِ تِرْهاقَة، مَلِكِ كوش، هٰذا الخَبَر: «قد خَرَجَ لِيُقاتِلَكَ». فعادَ سَنْحاريبُ وأَرسَلَ رُسُلًا إِلى حِزقِيَّا يَقول:
[10] «هٰكذا تُكَلِّمونَ حِزقِيَّا، مَلِكَ يَهوذا، قائلين: لا يَخدَعْكَ إِلٰهُكَ الَّذي أَنتَ مُتَّكِلٌ علَيه قائلًا: إِنَّ أُورَشَليمَ لا تُسلَمُ إِلى يَدِ مَلِكِ أَشُّور.
[11] فإِنَّكَ قد سَمِعتَ ما صَنَعَ مُلوكُ أَشُّورَ بِجَميعِ البُلْدانِ وكَيفَ حَرَّموها. أَفأَنتَ تَنْجو؟
[12] أَلَعَلَّ الأُمَمَ الَّتي دَمَّرَها آبائي قد أَنقَذَها آلِهَتُها، كجوزانَ وحارانَ وراصَف، وأَبْناءِ عادانَ الَّذينَ في تَلْأَسَّار؟
[13] أَينَ مَلِكُ حَماة، ومَلِكُ أَرْفاد، ومَلِكُ مَدينَةِ سَفَرْوائيمَ وهيناعَ وعُوَّة؟».
[14] فأَخَذَ حِزقِيَّا الرِّسالَةَ مِن يَدِ الرُّسُلِ فقَرَأَها. ثُمَّ صَعِدَ إِلى بَيتِ الرَّبِّ وبَسَطَ الرِّسالَةَ قُدَّامَ الرَّبّ،
[15] وصَلَّى أَمامَ الرَّبِّ وقال: «أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرائيل، الجالِسُ على الكَروبين، أَنتَ وَحدَكَ إِلٰهُ جَميعِ مَمالِكِ الأَرْض. أَنتَ صَنَعتَ السَّمَواتِ والأَرْض.
[16] أَمِلْ أُذُنَيكَ يا رَبِّ وأَصْغِ. إِفْتَحْ يا رَبِّ عَينَيكَ وٱنظُرْ وٱستَمِعْ قَولَ سَنْحاريبَ الَّذي أَرسَلَ يَشتِمُ اللهَ الحَيّ.
[17] حَقًّا، يا رَبّ، أَنَّ مُلوكَ أَشُّورَ قد دَمَّروا الأُمَمَ وأَراضِيَها،
[18] وأَلقَوا آلِهَتَها في النَّار، لأَنَّها لَيسَت بِآلِهَة، بل هي من صُنعِ أَيدي النَّاس، خَشَبٌ وحِجارَةٌ، فأَبادوها.
[19] والآن، أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُنا، خَلِّصْنا مِن يَدَيه، لِتَعلَمَ مَمالِكُ الأَرضِ كُلُّها أَنَّكَ أَنتَ الرَّبُّ الإِلٰهُ وَحدَكَ».
[20] فأَرسَلَ أَشَعْيا بنُ آموصَ إِلى حِزقِيَّا وقال: «هٰكذا يَقولُ الرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرائيل: ما صَلَّيتَه إِلَيَّ بِشأنِ سَنْحاريب، مَلِكِ أَشُّور، قد سَمِعتُه.
[21] هٰذا هو الكَلامُ الَّذي تَكَلَّمَ بِه الرَّبُّ علَيه: إِحتَقَرَتكَ وسَخِرَت مِنكَ العَذْراءُ ٱبنَةُ صِهْيون، وهَزَّت رَأسَها وَراءَكَ بِنتُ أُورَشَليم.
[22] مَن شَتَمتَ وعلى مَن جَدَّفتَ، وعلى مَن رَفَعتَ صَوتَكَ، ورَفَعتَ عَينَيكَ إِلى العَلاء؟ على قُدُّوسِ إِسْرائيل!
[23] على لِسانِ رُسُلِكَ شَتَمتَ السَّيِّد، وقُلتَ: بِرُكوبِ مَركَباتي، صَعِدتُ إِلى رُؤُوسِ الجِبال، وإِلى أَقْصى قِمَمِ لُبْنان، فقَطَعتُ أَرفَعَ أَرزِه وخِيارَ سَروِه، ودَخَلتُ أَقصى مَنزِلِه وشَجِرَ جَنَّتِه.
[24] حَفَرتُ وشَرِبتُ مِياهًا غَريبَة، وجَفَّفتُ بِأَخامِصِ قَدَمَيَّ جَميعَ أَنيالِ مِصرَ.
[25] أَما سَمِعتَ أَنِّي مِنَ القَديمِ صَنَعتُ ذٰلك، مُنذُ الأَيَّامِ القَديمةِ فَرَضتُه والآنَ حَقَّقتُه لِتَحويلِ المُدُنِ المُحَصَّنَةِ إِلى تِلالِ رَدْم.
[26] سُكَّانُها قِصارُ الأَيدي، مَذْعورونَ ومُخزَون كعُشبِ الحَقلِ يَكونون، وكَخضِرِ المُروجِ وحَشيشِ السُّطوح، وكالمَلْفوحِ بِالرِّيحِ قَبلَ البُلوغ.
[27] إِن قُمتَ أَو جَلَستَ إِن خَرَجتَ أَو دَخَلتَ فأَنا عارِفٌ بِه وكذٰلك عِندَما تَغْتاظُ علَيَّ،
[28] فَلأَنَّكَ ٱغتَظتَ علَيَّ ولأَنَّ وَقاحَتَكَ قدِ ٱرتَفَعَت إِلى أُذُنَيَّ. فأَنا جاعِلٌ خِزامَتي في أَنفِكَ ولِجامي في شَفَتَيكَ، وَرادُّكَ في الطَّريقِ الَّتي جِئتَ مِنها.
[29] وهٰذه تَكونُ آيَةً لَكَ: يأكُلونَ هٰذه السَّنَةَ خِلفَةً، والسَّنَةَ الثَّانِيَةَ ما لم يُزْرَعْ، والسَّنَةَ الثَّالِثَةَ تَزرَعونَ وتَحصُدونَ وتَغرِسونَ كُرومًا وتأكُلونَ ثِمَارَها.
[30] ويَعودُ النَّاجونَ مِن بَيتِ يَهوذا الَّذينَ بَقوا يَتَأَصَّلونَ إِلى أَسفَلُ ويُثمِرونَ إِلى فَوقُ،
[31] لأَنَّه مِن أُورَشَليمَ تَخرُجُ بَقِيَّةٌ، وناجونَ مِن جَبَلِ صِهْيون. غَيرَةُ رَبِّ القُوَّاتِ تَفعَلُ هٰذا.
[32] لِذٰلِك هٰكذا يَقولُ الرَّبُّ في مَلِكِ أَشُّور: «إِنَّه لا يَدخُلُ هٰذه المَدينة ولا يَرْمي إِلَيها سَهمًا ولا يَتَقَدَّمُ علَيها بِتُرْسٍ ولا يَنصِبُ علَيها مَرْدومًا.
[33] لٰكِنَّ في الطَّريقِ الَّتي جاءَ مِنها يَرجِع وإِلى هٰذه المَدينةِ لا يَدخُل، يَقولُ الرَّبّ.
[34] فأَحْمي هٰذه المَدينَة، وأُخَلِّصُها بِسَبَبي وبِسَبَب داوُدَ عَبْدي».
[35] وكانَ في تِلكَ اللَّيلَةِ أَن خَرَجَ مَلاكُ الرَّبِّ وقَتَلَ مِن عَسكَرِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلفٍ وخَمسَةً وثَمانينَ أَلفًا. فلَمَّا بَكَّروا صَباحًا، إِذا هم جَميعًا جُثَثُ أَمْوات.
[36] فرَحَلَ سَنْحاريب، مَلِكُ أَشُّور، ومَضى راجِعًا وأَقامَ في نينَوى.
[37] وفيما هو ساجِدٌ في بَيتِ نِصْروكَ إِلٰهِه، قَتَلَه أَدْرَمَّلِكُ وشَرْآصَرُ ٱبْناه بِالسَّيف، وهَرَبا إِلى أَرضِ أَراراط. ومَلَكَ آسَرحَدُّونُ ٱبنُه مَكانَه.