< رسالة كورنثوس الثانية 12

Listen to this chapter • 3 min
[1] أَلا بُدَّ مِنَ الِٱفتِخار؟ - إِنَّه لا خَيرَ فيه - ولٰكِنِّي أَنتَقِلُ إِلى رُؤَى الرَّبِّ ومُكاشَفاتِه.
[2] أَعرِفُ رَجُلاً مُؤمِنًا بِالمسيحِ اختُطِفَ إِلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ مُنذُ أَربَعَ عَشرَةَ سَنَة: أَبِجَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَم مِن دونِ جَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَللهُ أَعلَم.
[3] وإِنَّما أَعلَمُ أَنَّ هٰذا الرَّجُلَ: أَبِجَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَمِن دونِ جَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَللهُ أَعلَم،
[4] اِختُطِفَ إِلى الفِردَوس، وسَمِعَ كَلِماتٍ لا تُلْفَظُ ولا يَحِلُّ لإِنسانٍ أَن يَذكُرَها.
[5] أَمَّا ذاكَ الرَّجُل فسأَفتَخِرُ بِه، وأَمَّا أَنا فلَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِحالاتِ ضُعْفي.
[6] ولَو أَرَدتُ الِٱفتِخار لَما كُنتُ غَبِيًّا، لأَنِّي لا أَقولُ إِلاَّ الحَقَّ. ولٰكِنِّي أُعرِضُ عن ذٰلِكَ لِئَلاَّ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي فَوقَ ما يَراني علَيه أَو يَسمَعُه مِنِّي.
[7] ومَخافَةَ أَن أَتَكَبَّرَ بِسُمُوِّ المُكاشَفات، جُعِلَ لي شَوكَةٌ في جَسَدي: رَسولٌ لِلشَّيطانِ وُكِلَ إِلَيه بِأَن يَلطِمَني لِئَلاَّ أَتَكَبَّر.
[8] وسَأَلتُ الله ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَن يُبعِدَه عَنِّي،
[9] فقالَ لي: «حَسبُكَ نِعمَتي، فإِنَّ القُدرَةَ تَبلُغُ الكَمالَ في الضُّعف». فإِنِّي بِالأَحرى أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح.
[10] ولِذٰلِك فإِنِّي راضٍ بِحالاتِ الضُّعفِ والإِهاناتِ والشَّدائِدِ والاِضطِهاداتِ والمَضايِقِ في سَبيلِ المسيح، لأَنِّي عِندَما أَكونُ ضَعيفًا أَكونُ قَوِيًّا.
[11] هاءَنَذا قد صِرتُ غَبِيًّا، وأَنتُم أَلجَأتُموني إِلى ذٰلك. فكانَ مِن حَقِّي علَيكُم أَن تُوَصُّوا بي لأَنِّي لم أَكُنْ أَقَلَّ شَأنًا مِن أُولٰئِكَ الرُّسُلِ الأَكابِر، وإِن لم أَكُنْ بِشَيء.
[12] إِنَّ العَلاماتِ المُمَيِّزَةَ لِلرَّسول قد تَحقَّقَت بَينَكُم بِصَبْرٍ تامٍّ وآياتٍ وأَعاجيبَ ومُعجِزات.
[13] ففي أَيِّ شَيءٍ كُنتُم دونَ سائِرِ الكَنائِسِ إِلاَّ لأَنِّي أَنا بِنَفْسي لم أُكَلِّفْكم شيئًا؟ فٱصفَحوا لي عن هٰذا الظُّلْم.
[14] هاءَنَذا مُتَأَهِّبٌ لِلقُدومِ إِلَيكُم مَرَّةً ثالِثَة، ولَن أُكَلِّفَكم شَيئًا، لأَنِّي لا أَطلُبُ ما لَكم، بل إِيَّاكُم أَطلُب. فلَيسَ على البَنينَ أَن يَدَّخِروا لِلوالِدِين، بل على الوالِدِينَ أَن يَدَّخِروا لِلبَنين.
[15] وإِنِّي بِحُسنِ الرِّضا أَبذُلُ المال، بل أَبذُلُ نَفْسي عن نُفوسِكُم. وإِذا كُنتُ أَزيدُكُم مِن حُبِّي، أَأَلْقى حُبًّا أَقَلَّ؟
[16] ورُبَّ قائِلٍ يَقولُ إِنِّي لم أُثَقِّلْ عَلَيكُم. ولٰكِنِّي، وأَنا ذو مَكرٍ، قد أَخَذتُكُم بِحيلَة.
[17] أَتُراني غَنِمتُ مِنكُم عن يَدِ أَحدٍ مِنَ الَّذينَ أَرسَلتُهم إِلَيكُم؟
[18] قد أَلْحَحتُ على طيطُسَ وأَرسَلتُ معَه الأَخ. أَفتُرى طيطُسَ قد غَنِمَ مِنكُم؟ أَلَم نَسِرْ بِالرُّوحِ نَفْسِه؟ أَلَم نَقتَفِ الآثارَ نَفْسَها؟
[19] أَمُنذُ وَقتٍ طَويلٍ تَظُنُّونَ أَنَّنا نُدافِعُ عن أَنْفُسِنا عِندَكُم؟ إِنَّنا نَتَكَلَّمُ في المسيحِ عِندَ الله. وهٰذا كُلُّه أَيُّها الأَحِبَّاءُ لأَجْلِ بُنيانِكُم.
[20] فإِنِّي أَخافُ، إِذا أَتَيتُكُم، أَلاَّ أَجِدَكُم على ما أُحِبُّ وأَن تَجِدوني على ما لا تُحِبُّون. أَخافُ أَن يَكونَ بَينَكُم خِصامٌ وحَسَد وسُخْطٌ ومُنازعات ونَميمةٌ وثَرثَرة ووَقاحةٌ وبَلبَلَة.
[21] أَخافُ، إِذا أَتَيتُكُم مَرَّةً أُخرى، أَن يُذِلَّني إِلٰهي عِندَكم، فأَحزَنُ على كَثيرٍ مِنَ الَّذينَ خَطِئُوا فيما مَضى، ولَم يَتوبوا مِمَّا ٱرتَكَبوا مِنَ الدَّعارةِ والزِّنى والفُجور.