< سفر صموئيل الثاني 16

Listen to this chapter • 3 min
[1] فلَمَّا عَبَرَ داوُدُ عِنِ القِمَّةِ قَليلًا، إِذا بِصيبا، خادِمِ مَفيبَعْلَ، قد لَقِيَه ومعَه حِمارانِ مُحَمَّلانِ علَيهما مِئَتا رَغيفٍ ومِئَةُ عُنْقودِ زَبيبٍ وإِيفةُ ثِمارٍ صَيفِيَّةٍ وزِقُّ خَمْر.
[2] فقالَ المَلِكُ لِصيبا: «ما أَنتَ وهٰذه؟» فقالَ صيبا: «الحِمارانِ لِبَيتِ المَلِكِ لِلرُّكوب، والخُبزُ والثِّمارُ الصَيفِيَّةُ لِطَعامِ الفِتْيان، والخَمرُ لِيَشرَبَ مَن أَعْيا في البَرِّيَّة».
[3] فقالَ المَلِك: «أَينَ ٱبنُ سَيِّدِكَ؟» فقالَ صيبا لِلمَلِك: «هو مُقيمٌ في أُورَشَليم، لأَنَّه قالَ في نَفْسِه: اليَومَ يَرُدُّ لي بَيتُ إِسْرائيلَ مُلكَ أَبي».
[4] فقالَ المَلِكُ لِصيبا: «كُلُّ ما لِمَفيبَعْلَ فهُو لَكَ». فقالَ صيبا: «سَجَدتُ، فلْأَنَلْ حُظوَةً في عَينَيكَ، يا سَيِّدي المَلِك».
[5] ولَمَّا وَصَلَ المَلِكُ داوُدُ إِلى بَحوريم، إِذا بِرَجُلٍ قد خَرَجَ مِن هُناكَ، وكانَ مِن عَشيرةِ بَيتِ شاوُل، اِسمُه شِمْعي بنُ جيرا، وهو يَلعَنُ في أَثْناءِ خُروجِه.
[6] فرَجَمَ داوُدَ وجَميعَ حاشِيَةِ المَلِكِ داوُدَ بِالحِجارة. وكانَ كُلُّ الشَّعبِ وجَميعُ الأَبْطالِ إِلى يَمينِه وإِلى يَسارِه.
[7] وكانَ شِمْعي يَقولُ في لَعنِه: «أُخرُجِ ٱخرُجْ، يا رَجُلَ الدِّماءِ ويا رَجُلًا لا خَيرَ فيه.
[8] قد رَدَّ الرَّبُّ علَيكَ كُلَّ دِماءِ بَيتِ شاوُلَ الَّذي مَلَكتَ في مَكانِه، وقد أَسلَمَ الرَّبُّ مُلكَكَ إِلى يَدِ أَبْشالومَ ٱبنِكَ، وها أَنتَ في شَرِّكَ، لأَنَّكَ رَجُلُ دِماء».
[9] فقالَ أَبيشايُ ٱبنُ صَرويَةَ لِلمَلِك: «لِماذا يَلعَنُ هٰذا الكَلبُ المَيتُ سَيِّديَ المَلِك؟ دَعْني أَعبُرُ إِلَيه فأَقطَعَ رأسَه».
[10] لٰكِنَّ المَلِكَ قال: «ما لي ولَكم، يا بَني صَرويَة؟ إِن لَعَنَ لأَنَّ الرَّبَّ قالَ لَه: إِلْعَنْ داوُد، فمَن يَقولُ: لِماذا تَفعَلُ هٰكذا؟»
[11] وقالَ داوُدُ لأَبيشايَ ولِجَميعِ حاشِيَتِه: «هُوَذا ٱبْني الَّذي خَرَجَ مِن صُلْبي يَطلُبُ نَفْسي! فكَم بِالأَحْرى هٰذا البَنْيامينيّ! دَعوه يَلعَن، لأَنَّ الرَّبَّ قالَ لَه ذٰلك.
[12] لَعَلَّ الرَّبَّ يَنظُرُ إِلى مَذَلَّتي ويَجْزيني الرَّبُّ خَيرًا عن لَعْنِ هٰذا لي اليَوم».
[13] وكانَ داوُدُ ورِجالُه يَسيرونَ في الطَّريق، وشِمْعي يَسيرُ في مُنحَدَرِ الجَبَلِ مُقابِلَه، وهو في أَثْناءِ سَيرِه يَلعَنُ ويَرجُمُ بالحِجارَةِ مُقابِلَه ويَذُرُّ التُّراب.
[14] ووَصَلَ المَلِكُ وكُلُّ الشَّعبِ الَّذي معَه وقد أَعيَوا، فٱستَراحوا هُناكَ.
[15] وأَمَّا أَبْشالومُ وكُلُّ الشَّعب، رِجالُ إِسْرائيل، فوَصَلوا إِلى أُورَشَليم، وكانَ أَحيتوفَلُ معه.
[16] فلَمَّا دَخَلَ حوشايُ الأَرْكِيُّ، صَديقُ داوُدَ، على أَبْشالوم، قالَ حوشايُ لأَبْشالوم: «لِيَحْيَ المَلِك! لِيَحْيَ المَلِك!».
[17] فقالَ أَبْشالومُ لِحوشاي: «أَهٰذا عَطفُكَ على صَديقِكَ؟ ما بالُكَ لم تُرافِقْ صَديقَكَ؟»
[18] فقالَ حوشايُ لأَبْشالوم: «كَلاَّ! ولٰكِنَّ الَّذي ٱخْتارَه الرَّبُّ وهٰذا الشَّعبُ وجَميعُ رِجالِ إِسْرائيل، لَه أكونُ ومعَه أُقيم.
[19] وبَعدُ، فمَنِ الَّذي أَخدِمُه؟ أَلَيسَ هو ٱبنَه؟ فكَما خَدَمتُ أَمامَ أَبيكَ، أَكونُ أَمامَكَ».
[20] وقالَ أَبْشالومُ لأَحيتوفَل: «تَشاوَروا. ماذا نَصنَع؟»
[21] فقالَ أَحيتوفَلُ لأَبْشالوم: «أُدخُلْ على سَرارِيِّ أَبيكَ اللَّواتي تَرَكَهُنَّ لِحِفظِ البَيت، فيَسمَعَ إِسْرائيلُ كُلُّه أَنَّكَ قد صِرتَ مَمْقوتًا عِندَ أَبيكَ، فتَشتَدُّ أَيدي جَميعِ الَّذينَ معَكَ».
[22] فنُصِبَت لأَبْشالومَ خَيمَةٌ على السَّطْح، ودَخَلَ أَبْشالومُ على سَرارِيِّ أَبيه، على مَشهَدِ إِسْرائيلَ كُلِّه.
[23] وكانَتِ المَشورَةُ الَّتي كانَ يُشيرُ بها أَحيتوفَلُ في تِلكَ الأَيَّامِ كَمَشوَرَةِ مَن يَسأَلُ الله. كذا كانَت كُلُّ مَشورَةِ أَحيتوفَل، على داوُدَ كانَت أَو على أَبْشالوم.