Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< سفر صموئيل الثاني
15
Listen to this chapter • 5 min
[1]
وكانَ بَعدَ ذٰلك أَنَّ أَبْشالومَ ٱتَّخَذَ لَه مَركَبَةً وخَيلًا وخَمْسينَ رَجُلًا يركُضونَ أَمامَه.
[2]
وكانَ أَبْشالومُ يُبَكِّرُ فيُقيمُ بِجانِبِ طَريقِ الباب. فكُلُّ مَن كانَت لَه دَعْوى يُريدُ أَن يَحتَكِمَ إِلى المَلِك، يَدْعوه أَبْشالومُ إِلَيه ويَقول: «مِن أَيِّ مَدينةٍ أَنتَ؟» فيَقول: «عَبدُكَ مِن أَحَدِ أَسْباطِ إِسْرائيل».
[3]
فيَقولُ لَه أَبْشالوم: «أُنظُرْ! إِنَّ قَضِيَّتَكَ صالِحَةٌ عادِلَة، ولٰكِن لَيسَ لَكَ عِندَ المَلِكِ مَن يَسمَعُ لَكَ». وكانَ أَبْشالومُ يقول:
[4]
«مَنِ الَّذي يَجعَلُني قاضِيًا في الأَرض، فيَأتيني كُلُّ ذي دَعْوى وقَضِيَّة، فأُنصِفُه».
[5]
فإِذا دَنا أَحَدٌ لِيَسجُدَ لَه، كانَ يَمُدُّ يَدَه ويُمسِكُه ويُقَبِّلُه.
[6]
وكانَ أَبْشالومُ يَفعَلُ مِثلَ ذٰلك مع كُلِّ إِسْرائيلَ الَّذي كانَ يأتي لِيَحتَكِمَ إِلى المَلِك. فكانَ أَبْشالُومُ يَستَرِقُ قُلوبَ رِجالِ إِسْرائيل.
[7]
وكانَ بَعدَ أَربعِ سَنَواتٍ أَنَّ أَبْشالومَ قالَ لِلمَلِك: «دَعْني أَمْضي فأَفي نَذْريَ الَّذي نَذَرتُه لِلرَّبِّ في حَبْرون،
[8]
ذٰلك بِأَنَّ عَبدَكَ نَذَرَ نَذْرًا حينَ كُنتُ مُقيمًا بِجَشورَ في أَرام، وقُلتُ: إِن رَدَّني الرَّبُّ إِلى أُورَشَليم، أَعبُدُ الرَّبّ».
[9]
فقالَ لَه المَلِك: «إِذهَبْ بِسَلام». فقامَ وذَهَبَ إِلى حَبْرون.
[10]
وأَرسَلَ أَبْشالومُ جَواسيسَ إِلى جَميعِ أَسْباطِ إِسْرائيلَ وقال: «إِذا سَمِعتُم صَوتَ البوق، فقولوا: قد مَلَكَ أَبْشالومُ في حَبْرون».
[11]
وسارَ مع أَبْشالومَ مِئَتا رَجُلٍ مِن أُورَشَليمَ قد دُعوا. فذَهَبوا على سَلامَةِ نِيَّةٍ وهم لا يَعلَمونَ شَيئًا.
[12]
فبَعَثَ أَبْشالومُ إِلى أَحيتوفَلَ الجيلونِيِّ، مُستَشارِ داوُد، فدَعاه مِن مَدينَتِه جيلو، بَينَما كانَ هو يَذبَحُ الذَّبائِح. وٱشتَدَّتِ المُؤامَرَة، وكانَ الشَّعبُ لا يَزالُ يَتَزايَدُ عِندَ أَبْشالوم.
[13]
فجاءَ إِلى داوُدَ مُخبِرٌ وقال: «إِنَّ قُلوبَ رِجالِ إِسْرائيلَ صارَت وَراءَ أَبْشالوم».
[14]
فقالَ داوُدُ لِجَميعِ حاشِيَتِه الَّذينَ معَه في أُورَشَليم: «قوموا بِنا نَهرُب، لأَنَّه لا يَكونُ لَنا مَفَرٌّ مِن وَجهِ أَبْشالوم. بادِروا بِالذَّهاب، لِئَلاَّ يُسرِعَ ويُدرِكَنا ويُنزِلَ بِنا الشَّرَّ ويَضرِبَ المَدينَةَ بِحَدِّ السَّيف».
[15]
فقالَ لِلمَلِكِ حاشِيَتُه: «كُلُّ ما يَخْتارُه سَيِّدُنا المَلِك، فَحنُ عَبيدُك».
[16]
فخَرَجَ المَلِكُ وكُلُّ بَيتِه مُشاةً، وتَرَكَ المَلِكُ عَشرًا مِنَ السَّرارِيِّ لِحِفْظِ البَيت.
[17]
وهٰكذا فقد خَرَجَ المَلِكُ وكُلُّ الشَّعبِ معَه مُشاةً ووَقَفوا عِندَ آخِرِ بَيت.
[18]
وكانَ جَميعُ رِجالِه يَمُرُّونَ بِقُربِه، مع جَميعِ الكَريتِيِّينَ والفَليتِيِّين. وكانَ جَميعُ الجَتِّيِّين، وهم سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ كانوا قد جاؤوا مِن جَتّ، يَعبُرونَ أَمامَ المَلِك.
[19]
فقالَ المَلِكُ لأَتَّايَ الجَتِّيّ: «لِماذا أَنتَ أَيضًا آتٍ معَنا؟ إِرجَعْ وأَقِمْ مع المَلِك، لأَنَّكَ غَريبٌ نازِحٌ عن وَطَنِكَ.
[20]
أَمْسًا أَتَيتَنا، واليَومَ أَجعَلُكَ تَتيهُ لِتَذهَبَ معَنا، بَينَما أَنا هائِمٌ على وَجْهي! فٱرجِعْ ورُدَّ إِخوَتَكَ معَكَ، والرَّبُّ يَصنَعُ إِلَيكَ رَحمَةً ووَفاءً».
[21]
فأَجابَ إِتَّايُ وقالَ لِلمَلِك: «حَيٌّ الرَّبّ! وحَيٌّ سَيِّدي المَلِك! فحَيثُما كانَ سَيِّدي المَلِك، سَواءٌ كانَ لِلمَوتِ أَو لِلحَياة، فهُناكَ يَكونُ عَبدُكَ».
[22]
فقالَ داوُدُ لإِتَّاي: «إِذهَبْ وٱعبُرْ». فعَبَرَ إِتَّايُ الجَتِّيُّ وجَميعُ رِجالِه وكُلُّ العِيالِ الَّذينَ كانوا معَه.
[23]
وكانَ أَهْلُ البَلَدِ كُلُّهم يَبْكونَ بِصَوتٍ عَظيم، وكانَ الشَّعبُ كُلُّهم يَعبُرونَ وادِيَ قِدْرون، ثُمَّ عَبَرَ المَلِكُ. وجازَ الشَّعبُ كُلُّه وأَخَذَ في طَريقِ البَرِّيَّة.
[24]
وإِذا بِصادوقَ وجَميعِ اللاَّوِيِّينَ معَه يَحمِلونَ تابوتَ عَهدِ الله. فوَضَعوا تابوتَ عَهدِ الله، وأَصعَدَ أَبِياتارُ مُحرَقَةً، حتَّى ٱنتهى كُلُّ الشَّعبِ مِن مَغادَرَةِ المَدينَة.
[25]
فقالَ المَلِكُ لِصادوق: «رُدَّ تابوتَ اللهِ إِلى المَدينة، فإِن أَنا نِلتُ حُظوَةً في عَينَيِ الرَّبّ، فإِنَّه يَرُدُّني ويُريني إِيَّاه مع مَسكِنِه:
[26]
وإِن قال: إِنِّي لا أَرْضى عنكَ، فهاءَنَذا، ولْيَصْنَعْ بي ما يَحسُنُ في عَينَيه».
[27]
ثُمَّ أَضافَ المَلِكُ وقالَ لِصادوقَ الكاهن: «تَرى المَوقِف، فٱرجِعْ إِلى المَدينَةِ بِسَلام، أَنتَ وأَحيماعَصُ ٱبنُكَ ويوناتانُ بنُ أَبِياتار، اِبْناكُما معَكما.
[28]
أُنظُروا! إِنِّي مُتَأَخِّرٌ في مَعابِرِ البَرِّيَّة، حتَّى يَرِدَ علَيَّ نَبَأٌ مِنكم».
[29]
فرَجَعَ صادوقُ وأَبِياتارُ بِتابوتِ اللهِ إِلى أُورَشَليم، وأَقاما هُناك.
[30]
وصَعِدَ داوُدُ مُرْتَقى الزَّيتون، وكانَ يَصعَدُ باكِيًا ورَأسُه مُغَطًّى، وهو يَمْشي حافِيًا، وكُلُّ الشَّعبِ الَّذي معَه غَطَّى كُلُّ واحِدٍ رأسَه وصَعِدوا وهم يَبْكون.
[31]
وأُخبِرَ داوُدُ فقيلَ لَه: «إِنَّ أَحيتوفَلَ مِنَ المُتآمِرينَ مع أَبْشالوم». فقالَ داوُد: «إِجعَلْ، يا رَبُّ، مَشورَةَ أَحيتوفَلَ حَمْقى».
[32]
ولَمَّا ٱنتَهى داوُدُ إِلى قِمَّةِ الجَبَل، حَيثُ يُسجَدُ لله، إِذا بِحوشايَ الأَركِيِّ قد لَقِيَه وثِيابُه مُمَزَّقَةٌ وعلى رأسِه تُراب.
[33]
فقالَ لَه داوُد: «إِن أَنتَ ذَهَبتَ معي، كُنتَ علَيَّ ثِقَلًا.
[34]
ولٰكِن، إِذا رَجَعتَ إِلى المَدينةِ وقُلتَ لأَبشالوم: أَنا عَبدُكَ أَيُّها المَلِك، وكما كُنتُ عَبدَ أَبيكَ مِن قَبلُ، فالآنَ أَنا عَبدُكَ، فإِنَّكَ تُبطِلُ لِصالِحي مَشورَةَ أَحيتوفَل.
[35]
أَوَلَيسَ مَعَكَ هُناكَ صادوقُ وأَبِياتارُ الكاهِنان؟ فكُلُّ كَلِمَةٍ تَسمَعُها مِن بَيتِ المَلِك، فأَخبِرْ بِها صادوقَ وأَبِياتارَ الكاهِنَين،
[36]
ومَعَهما هُناكَ ٱبناهما أَحيماعَصُ بنُ صادوقَ ويوناتانُ بنُ أَبِياتار، فتُرسِلونَ إِلَيَّ على أَلسِنَتِهما كُلَّ كَلِمَةٍ تَسمَعونَها».
[37]
فوَصَلَ حوشايُ، صَديقُ داوُد، إِلى المَدينة، وأَبْشالومُ داخِلٌ إِلى أُورَشَليم.
< Chapter 14
Chapter 16 >