< ٢ بطرس 2

Listen to this chapter • 3 min
[1] وكما كانَ في الشَّعْبِ أَنبياءُ كَذَّابون، فكَذٰلِكَ يَكونُ فيكُم عُلَماءُ كَذَّابونَ يُحْدِثونَ بِدَعًا مُهْلِكة ويُنكِرونَ السَّيِّدَ الَّذي ٱفتَداهم فيَجلُبونَ لأَنفُسِهم هَلاكًا سَريعًا.
[2] وسيَتبَعُ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ فَواحِشَهم ويَكونونَ سَبَبًا لِلتَّجديفِ على طَريقِ الحَقّ.
[3] ويَستَغِلُّونَكم بِكَلامٍ مُلَفَّقٍ لِما فِيهم مِن طَمَع. غَيرَ أَنَّ الحُكْمَ علَيهِم مُنذُ القِدَمِ لا يَبطُل وهَلاكَهم لا يَلحَقُه فُتور.
[4] فإِذا كانَ اللهُ لَم يَعْفُ عنِ المَلائِكَةِ الخاطِئين، بل أهبَطَهم أَسفَلَ الجَحيم وأَسلَمَهم إِلى أَحابيلِ الظُّلُمات حَيثُ يُحفَظونَ لِيَومِ الدَّينونَة،
[5] وإِذا كانَ لَم يَعْفُ عنِ العالَمِ القَديم فجَلَبَ الطُّوفانَ على عالَمِ الكُفَّار، ولٰكنَّه حَفِظَ نُوحًا ثامِنَ الَّذينَ نَجَوا وكانَ يَدْعو إِلى البِرّ،
[6] وإِذا كانَ قد جَعَلَ مَدينَتَي سَدومَ وعَمورةَ رَمادًا فحَكَمَ علَيهما بالخَراب عِبْرَةً لِمَن يَأتي بَعدَهما مِنَ الكُفَّار،
[7] وأَنقَذَ لوطًا البارَّ وقَد شَقَّت علَيه سِيرةُ الفُجورِ الَّتي يَسيرُها أُولٰئِكَ الفاسِقون،
[8] وكانَ هٰذا البارُّ ساكِنًا بَينَهم وكانَت نَفْسُه الزَّكِيَّةُ تُعَذِّبُ يَومًا بَعدَ يَوم لِما يَرى ويَسمَعُ عن أَعْمالِهِمِ الأَثيمَة،
[9] فذٰلِكَ أَنَّ الرَّبَّ يَعلَمُ كَيفَ يُنقِذُ الأَتْقِياءَ مِنَ المِحنَة ويُبْقي الفُجَّارَ لِلعِقابِ يَومَ الدَّينونَة،
[10] ولا سِيَّما الَّذينَ يَتبَعونَ الجَسَدَ بِشَهَواتِه الدَّنِسَة ويَزدَرونَ العِزَّةَ الإِلٰهِيَّة. إِنَّهُم ذَوُو جُرأَةٍ مُعجَبونَ بِأَنفُسِهم لا يَخشَونَ التَّجديفَ على أَصحابِ المَجْد،
[11] مع أَنَّ المَلائِكَة، وهُم أَعظَمُ مِنهُم بِالقُوَّةِ والقُدرَة، لا يَحكُمونَ علَيهم عِندَ الرَّبّ بِالتَّجْديف.
[12] أَمَّا أُولٰئِكَ فهُم كالحَيَواناتِ العُجْمِ الَّتي جُعِلَت مِن طَبيعَتِها عُرْضَةً لأَن تُصادَ وتَهلِك، يُجَدِّفونَ على ما يَجهَلون. فسَيَهلِكونَ هَلاكَها
[13] ويَلقَونَ الظُّلْمَ أَجْرًا لِلظُّلْم. يَلتَذُّونَ بِالتَّرَفِ في رائِعَةِ النَّهار. أَدْناسٌ خُلَعاءُ يَلتَذُّونَ بِخَدائِعِهم إِذا قَصَفوا معَكم.
[14] لَهم عُيونٌ مَملوءةٌ فِسْقًا مَنْهومَةٌ بِالخَطيئَة، يَفتِنونَ النُّفوسَ الَّتي لا ثَباتَ لَها، ولَهم قُلوبٌ تَعَوَّدَتِ الطَّمَع. وهم بَنو اللَّعْنة
[15] تَرَكوا الطَّريقَ المُستَقيم وضَلُّوا في سِلوكِهم طَريقَ بِلْعامَ بْنِ باصَرَ الَّذي أَحَبَّ أَجْرَ الإِثْم
[16] فنالَه التَّوبيخُ بِمَعصِيَتِه، إِذ نَطَقَ حِمارٌ أَعْجَمُ بِصوتٍ بَشرِيّ فرَدَّ النَّبِيَّ عن هَوَسِه.
[17] هٰؤلاءِ يَنابيعُ جَفَّ ماؤُها وغُيومٌ تَدفَعُها الزَّوبَعة، أُعِدُّوا لِلظُّلماتِ الحالِكة.
[18] يَتَكَلَّمونَ بِعِباراتٍ طَنَّانةٍ فارِغَة فيَفتِنونَ بِشَهواتِ الجَسَدِ والفُجورِ أُناسًا كادوا يَتخلَّصونَ مِنَ الَّذينَ يَعيشونَ في الضَّلال.
[19] يَعِدونَهم بِالحُرِّيَّة وهم عَبيدٌ لِلفَساد، لأَنَّ الإِنسانَ عَبْدٌ لِما ٱستَولى علَيه.
[20] فإِنَّهُم إِذا ٱبتَعَدوا عن أَدْناسِ الدُّنْيا لِمَعرِفتِهم رَبَّنا ومُخَلِّصَنا يسوعَ المسيح، ثُمَّ عادوا إِلَيها يتقلَّبونَ فيها فَغُلِبوا على أَمْرِهم، صارت حالتُهمُ الأَخيرةُ أَسوَأَ مِن حالتِهمِ الأُولى
[21] فَقَد كانَ خَيرًا أَلاَّ يَعرِفوا طَريقَ البِرّ مِن أَن يَعرِفوه ثُمَّ يُعرِضوا عنِ الوَصِيَّةِ المُقدَّسَةِ الَّتي سُلِّمَت إِلَيهم.
[22] لقَد صَدَقَ فيهِمِ المَثَلُ القائِل: «عادَ الكَلْبُ إِلى قَيْئِه يَلحَسُه» و«ما ٱغتَسَلَتِ الخِنزيرةُ حتَّى تَمَرَّغَت في الطِّين».