< رسالة كورنثوس الثانية 9

Listen to this chapter • 2 min
[1] وأَمَّا إِسعافُ القِدِّيسين، فمِنَ الفُضولِ أَن أَكتُبَ إِلَيكُم فيه،
[2] وأَنا أَعلَمُ رَغبَتَكُم وأَفتَخِرُ بِها عِندَ أَهْلِ مَقْدونِيَة وأَقولُ لَهم إِنَّ آخائِيَةَ مُستَعِدَّةٌ مُنذُ العامِ الماضي. فحَمِيَّتُكم قد حَثَّت أَكثَرَ النَّاس،
[3] وقَد بَعَثتُ إِلَيكُم بِالإِخوَة لِئَلاَّ يَكونَ ٱفتِخارُنا بِكُم باطِلاً في هٰذا الأَمْر ولِتَكونوا مُستَعِدِّينَ كَما قُلْت.
[4] فلَو جاءَ مَعي بَعضُ المَقدونِيِّينَ ووَجَدوكم غَيرَ مُستَعِدِّين، لَٱنقَلَبَت ثِقَتُنا هٰذه خَجَلاً لَنا، إِن لم أَقُلْ: لَكم.
[5] فَرَأَيتُ إِذًا مِنَ اللاَّزِمِ أَن نَدعُوَ الإِخوَةَ إِلى أَن يَسبِقونا إِلَيكُم لِيُنَظِّموا ما وَعَدتُم بِه مِن سَخاء، لِيَكونَ مُهَيَّأً تَهيِئَةَ السَّخاء، لا تَهيِئَةَ البُخْل.
[6] فٱذكُروا أَنَّه مَن زَرَعَ بِالتَّقْتيرِ حَصَدَ بِالتَّقْتير، ومَن زَرَعَ بِسخاء حَصَدَ بِسَخاء.
[7] فلْيُعْطِ كُلُّ ٱمرِئٍ ما نَوى في قَلْبِه، لا آسِفًا ولا مُكْرَهًا. لأَنَّ اللهَ يُحِبُّ مَن أَعْطى مُتَهَلِّلاً.
[8] إِنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُفيضَ علَيكُم مُختَلِفَ النِّعَم فيَكونَ لَكم كُلَّ حينٍ في كُلِّ شَيءٍ ما يَكْفي مَؤُونَتَكُم كُلَّها ويَفضُلَ عنكم لِكُلِّ عَمَلٍ صالِح،
[9] على ما وَرَدَ في الكِتاب: «إِنَّه وَزَّعَ وأَعْطى المَساكين، فبِرُّه يَدومُ لِلأَبَد».
[10] إِنَّ الَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا وخُبْزًا يَقوتُه سيَرزُقُكُم زَرْعَكُم ويُكَثِّرُه ويُنَمِّي ثِمارَ بِرِّكُم.
[11] فإِذا ٱغتَنَيتُم في كُلِّ شَيء، جُدتُم كُلَّ جُودٍ يَأتي عن يَدِنا بآياتِ الشُّكرِ للهٍ.
[12] فإِنَّ القِيامَ بِهٰذِه الخِدمَةِ لا يَقتَصِرُ على سَدِّ حاجاتِ القِدِّيسين، بل يَفيضُ أَيضًا شُكرًا جَزيلاً للهٍ.
[13] فإِنَّهم إِذا قَدَّروا هٰذِه الخِدمةَ حَقَّ قَدرِها، مَجَّدوا اللهَ على طاعَتِكُم في الشَّهادةِ بِبِشارةِ المسيح وعلى سَخائِكم في إِشراكِهِم في أَمْوالِكم وإِشراكِ جَميعِ النَّاسِ فيها،
[14] وبِدُعائِهِم لَكم يُعَبِّرونَ عن شَوقِهم إِلَيكم لِما أَفاضَ اللهُ علَيكُم مِنَ النِّعَمِ الوافِرة.
[15] فالشُّكرُ للهِ على عطائِه الَّذي لا يُوصَف.