< رسالة كورنثوس الثانية 10

Listen to this chapter • 2 min
[1] أَنا بولُسَ أَناشِدُكُم بِوَداعَةِ المسيحِ وحِلْمِه، أَنا المُتَواضِعُ بَينَكم والجَريءُ علَيكُم عَن بُعْد،
[2] أَرْجو أَلاَّ تُلجِئُوني وأَنا عِندَكُم إِلى تِلكَ الجُرأَةِ الَّتي أَرى أَن أُعامِلَ بِها قَومًا يَظُنُّونَ أَنَّنا نَسيرُ سيرةً بَشَرِيَّة.
[3] أَجَل، إِنَّنا نَحْيا حَياةً بَشَرِيَّة، ولٰكِنَّنا لا نُجاهِدُ جِهادًا بَشَرِيًّا.
[4] فلَيسَ سِلاحُ جِهادِنا بَشَرِيًّا، ولٰكِنَّه قادِرٌ في عَينِ اللهِ على هَدْمِ الحُصون. ونَهدِمُ الاِستِدْلالاتِ
[5] وكُلَّ كِبرِياءٍ تَحولُ دُونَ مَعرِفَةِ الله، ونَأسِرُ كُلَّ ذِهْنٍ لِنَهدِيَه إِلى طاعَةِ المسيح.
[6] ونَحنُ مُستَعِدُّونَ أَن نُعاقِبَ كُلَّ مَعصِيَةٍ مَتى أَصبَحَت طاعَتُكُم كامِلَة.
[7] أُنظُروا إِلى حَقائِقِ الأُمور. مَنِ ٱعتَقَدَ أَنَّه لِلمسيح فلْيُفَكِّرْ في نَفْسِه أَنَّنا نَحنُ أَيضًا لِلمَسيح بِمِقدارِ ما هو لَه.
[8] وإِن بالَغتُ بَعضَ المُبالغَةِ في الاِفتِخارِ بِسُلطانِنا، هٰذا السُّلطانِ الَّذي أَولانا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنْيانِكم لا لِخَرابِكُم، فلا أَخجَل.
[9] ولا أُحِبُّ أَن يُظَنَّ أَنِّي أَبغي بِرَسائِلي التَّهْويلَ عَلَيكُم.
[10] ورُبَّ قائِلٍ يَقول: «إِنَّ الرَّسائِلَ شَديدةُ الوَقْعِ قَوِيَّةُ العِبارة، ولٰكِن إِذا حَضَرَ بِنَفْسِه، كانَ شَخْصًا هَزيلاً وكَلامُه سَخيفًا».
[11] فلْيَعلَمْ مِثْلُ هٰذا القائِلِ أَنَّ ما نَكونُ علَيه بِالكلامِ في الرَّسائِلِ ونَحنُ غائِبون نَكونُ علَيه أَيضًا بِالعَمَلِ ونَحنُ حاضِرون.
[12] لَيسَ لَنا مِنَ الجُرأَةِ أَن نُساوِيَ أَو نُشبِّهَ أَنفُسَنا بِقَومٍ يُوَصُّونَ بِأَنفُسِهم. فإِنَّهُم يَقيسونَ أَنْفُسَهُم بِقِياسِ أَنفُسِهم ويُشَبِّهونَ أَنفُسَهُم بِأَنفُسهِم فيَفقِدونَ رُشْدَهم.
[13] أَمَّا نَحنُ فَلَنْ نَفتَخِرَ ٱفتِخارًا يَتَجاوَزُ القِياس، بلِ ٱفتِخارًا يُوافِقُ القِياسَ الَّذي قَسَمَه اللهُ لَنا قاعِدَةً، وهي بُلوغُنا إِلَيكم.
[14] فنَحنُ لا نَتَجاوَزُ الحَدَّ في بَسْطِ أَنفُسِنا، كَما لو كُنَّا لم نَبلُغْ إِلَيكُم، فقَد بَلَغْنا إِلَيكُم حَقًّا ومعَنا بِشارةُ المسيح.
[15] ولا نَتَعدَّى القِياسَ في الاِفتِخارِ بِأَتعابِ غَيرِنا، بل نَرْجو، إِذا نما إِيمانُكم، أَن نَتَّسِعَ ٱتِّساعًا مُتَزايِدًا عِندَكم وَفْقًا لِقاعِدَتِنا
[16] فنَحمِلَ البِشارةَ إِلى أَبعَدَ مِنكُم، غَيرَ مُفتخِرينَ بما أَنجَزَه غَيرُنا في حُدودِه.
[17] «ومَنِ ٱفتَخَرَ فلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ»،
[18] فلَيسَ صاحِبُ الفَضيلَةِ المُجَرَّبَةِ مَن وَصَّى بنَفْسِه، بل مَن وَصَّى بِه الرَّبّ.