< رسالة كورنثوس الثانية 1

Listen to this chapter • 3 min
[1] مِن بولُسَ رَسولِ المسيحِ يسوع بِمَشيئَةِ الله، ومِنَ الأَخِ طيموتاوُس، إِلى كَنيسةِ اللهِ في قورِنتُس، وإِلى جَميعِ القِدِّيسينَ في آخائِيَةَ جَمْعاء،
[2] عَليكمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبِينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح.
[3] تَبارَكَ اللهُ أَبو رَبِّنا يسوعَ المسيحِ، أَبو الرَّأفَةِ وإِلٰهُ كُلِّ عَزاء،
[4] فهو الَّذي يُعَزِّينا في جَميعِ شَدائِدِنا لِنَستَطيعَ، بما نَتَلقَّى نَحنُ مِن عَزاءٍ مِنَ الله، أَن نُعَزِّيَ الَّذينَ هُم في أَيَّةِ شِدَّةٍ كانَت.
[5] فكَما تَفيضُ علَينا آلامُ المسيح، فكَذٰلِكَ بِالمسيحِ يَفيضُ عَزاؤنا أَيضًا.
[6] فإِذا كُنَّا في شِدَّةٍ فإِنَّما شِدَّتُنا لِعَزائِكم وخلاصِكم، وإِذا كُنَّا في عَزاء فإِنَّما عَزاؤُنا لِعَزائِكم، فهو يُمَكِّنُكم مِنَ الصَّبْرِ على تِلكَ الآلامِ الَّتي نُعانيها نَحنُ أَيضًا.
[7] ورَجاؤُنا فيكُم ثابِت لأَنَّنا نَعلَمُ أَنَّكم تُشارِكونَنا في العَزاءِ كَما تُشارِكونَنا في الآلام.
[8] فإِنَّنا لا نُريدُ، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَجهَلوا أَمرَ الشِّدَّةِ الَّتي أَلَمَّت بِنا في آسِيَة، فثَقُلَت علَينا جِدًّا وجاوَزَت طاقَتَنا حتَّى يَئِسْنا مِنَ الحَياةِ نَفْسِها،
[9] بل أَحسَسْنا أَنَّه قُضِيَ علَينا بِالمَوت، لِئَلاَّ نَتَّكِلَ على أَنفُسِنا، بل على اللهِ الَّذي يُقيمُ الأَموات.
[10] فهو الَّذي أَنقَذَنا مِن أَمْثالِ هٰذا المَوتِ وسَيُنقِذُنا مِنه: وعلَيه جَعَلْنا رَجاءَنا بِأَنَّه سَيُنقِذُنا مِنه أَيضًا،
[11] إِذا ساهَمتُم أَنتُم أَيضًا في الدُّعاءِ لَنا، حتَّى إِذا نِلْنا تِلكَ النِّعمَةَ بِشفاعةِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس، يَشكُرُ اللهَ في أَمْرِنا كَثيرٌ مِنَ النَّاس.
[12] فإِنَّ فَخرَنا إِنَّما هو شَهادةُ ضَميرِنا بِأَنَّنا سِرْنا في العالَمِ ولا سيَّما في مُعامَلتِنا لَكم سيرةَ الإِخلاصِ والصَّفاءِ اللَّذَينِ مِن لَدُنِ الله، لا بِحِكمَةِ البَشَر، بل بِنِعمَةِ الله.
[13] فإِنَّنا لا نَكتُبُ إِلَيكم إِلاَّ ما تَقرَأُونَه وتَفهَمونَه، ولكنِّي أَرْجو أَن تَفهَموا فَهْمًا تامًّا
[14] - وقَد فَهمتُم كَلامَنا بَعضَ الفَهْم، - أَنَّنا مَوضوعُ فَخرِكم كما أَنَّكم مَوضُوعُ فَخرِنا في يَومِ الرَّبِّ يسوع.
[15] كُنتُ قد عَزَمْتُ، مُعتَمِدًا على ذٰلك، أَن أَذهَبَ إِلَيكم أَوَّلاً لِتَنالوا نِعمَةً أُخْرى،
[16] فأَمُرَّ بِكُم في طَريقي إِلى مَقْدونِيَة، ثُمَّ أَرجِعَ إِلَيكم مِن مَقْدونِيَة، فتُقَدِّموا ليَ العَونَ على السَّفَرِ إِلى اليَهودِيَّة.
[17] أَفتُراني عَزَمتُ على ذٰلِك لِخِفَّةٍ في العَقْل، أَو عَزَمتُ على ما عَزَمتُ عَزمًا بَشَرِيًّا، فيَكونَ فِيَّ نَعَم نَعَم ولا لا؟
[18] صَدَقَ اللهُ وشَهِدَ أَنَّ كَلامَنا لَكم لَيسَ نَعَم ولا،
[19] فإِنَّ ٱبنَ اللهِ المسيحَ يسوعَ الَّذي بَشَّرْنا بِه بَينَكم، أَنا وسِلْوانُس وطيموتاوُس، لم يَكُنْ نَعَم ولا، بل «نَعَم» هو الَّذي تمَّ فيه.
[20] إِنَّ جَميعَ مَواعِدِ اللهِ لَها فيه «نَعَم». لِذٰلِك بِه أَيضًا نَقولُ للهٍ: «آمين» إِكرامًا لِمَجْدِه.
[21] وإِنَّ الَّذي يُثَبِّتُنا وإِيَّاكُم لِلمسيح والَّذي مَسَحَنا هو الله،
[22] وهو الَّذي خَتَمَنا بِخَتمِه وجَعَلَ في قُلوبِنا عُربونَ الرُّوح.
[23] وأَنا أُشهِدُ اللهَ على نَفْسي أَنِّي لم أَرجِعْ بَعدُ إِلى قورِنتُس إِلاَّ شَفَقَةً علَيكُم،
[24] لا كأَنَّنا نُريدُ التَّحَكُّمَ في إِيمانِكم، بل نَحنُ نُساهِمُ في فَرَحِكُم، فأَنتُم مِن حَيثُ الإِيمانُ ثابِتون.