< سفر صموئيل الأول 9

Listen to this chapter • 4 min
[1] وكانَ رَجُلٌ من بَنْيامينَ ٱسمُه قيسُ بنُ أَبيئيلَ بنِ صرورَ بنِ بَكورَتَ بنِ أَفيحَ بنِ رَجُلٍ مِن بَنْيامينَ ثَرِيٌّ جِدًّا.
[2] وكانَ لَه ٱبنٌ اسمُه شاوُل، شابٌّ جَميل، لم يَكُنْ في بَني إِسْرائيلَ رَجُلٌ أَجمَلُ مِنه. وكانَ يَزيدُ طولًا على كُلِّ الشَّعبِ مِن كَتِفِه فما فَوق.
[3] فضَلَّت أُتُنُ قِيس، أَبي شاوُل، فقالَ قيسٌ لِشاوُلَ ٱبنِه: «خُذْ مَعَكَ واحِدًا مِنَ الخَدَم، وقُمْ فِسرْ في طَلَبِ الأُتُن».
[4] فجازَ جَبَلَ أَفْرائيم، وعَبَرَ إِلى أَرضِ شَليشة، فلم يَجِداها. فعَبَرا في أَرضِ شَعْليم، فلَم تَكُنْ هُناك، فجازَ إِلى أَرضِ بَنْيامين، فلم يَجِداها.
[5] فلَمَّا أَتَيا أَرضَ صوف، قالَ شاوُلُ لِخادِمِه الَّذي معَه: «تَعالَ نَرجع، لَعَلَّ أَبي قد أَهمَلَ الأُتُنَ وقَلِقَ في أَمرِنا».
[6] فقالَ لَه خادِمُه: «هُوَذا الآنَ رَجُلُ اللهِ في هٰذه المَدينة، وهو رَجُلٌ مُكَرَّم، وكُلُّ ما يَقولُه يَتِمّ. فلْنَذهَبِ الآنَ إِلَيه لَعَلَّه يَدُلُّنا على طَريقِنا الَّذي نَسلُكه».
[7] فقالَ شاوُلُ لِخادِمِه: «إِذا ذَهَبنا إِلَيه، فماذا نُقَدِّمُ لِلرَّجُل، وقد نَفِدَ الخُبزُ مِن أَوعِيَتِنا، ولَيسَ مِن هَدِيَّةٍ نُقَدِّمُها لِرَجُلِ الله؟ فماذا مَعَنا؟»
[8] فعادَ الخادِمُ وأَجابَ شاوُلَ وقال: «إِنَّ معي رُبعَ مِثْقالِ فِضَّةٍ أُقَدِّمُه لِرَجُلِ الله، فيَدُلُّنا على طَريقِنا».
[9] وكانَ فيما سَبَقَ إذا أَرادَ الرَّجُلُ في إِسْرائيلَ أَن يَذهَبَ لِيَسأَلَ الله، يَقول: «هَلُمَّ نَذهَبُ إِلى الرَّائي»، لأَنَّ الَّذي يُقالُ لَه اليَومَ النَّبِيُّ كانَ يُقالُ لَه مِن قَبلُ راءٍ.
[10] فقالَ شاوُلُ لِخادِمِه: «حَسَنٌ ما قُلتَ، هَلُمَّ إِلَيه». وذَهَبا إِلى المَدينةِ الَّتي فيها رَجُلُ الله.
[11] وبَينَما هما صاعِدانِ في مُرتَقى المَدينة، صادَفا فَتَياتٍ خارِجاتٍ لِيَستَقينَ ماءً. فقالا لَهُنَّ: «أَهٰهُنا الرَّائي؟»
[12] فأَجَبنَ وقُلنَ: «نَعَم، ها هُوَذا قد سَبَقَكَ، فأَسرِعِ الآن، فإِنَّه اليَومَ قد أَتى المَدينة، لأَنَّ لِلشَّعبِ ذَبيحةً في المَشرَف.
[13] فحالَما تَدخُلانِ المَدينة، تَجدانِه قَبلَ أَن يَصعَدَ إِلى المَشرَفِ لِيَأكُل، فإِنَّ الشَّعبَ لا يَأكُلُ حتَّى يَجيءَ هو، لأَنَّه هو الَّذي يُبارِكُ الذَّبيحة، ثُمَّ يأكُلُ المَدعُوُّون. فٱصعَدا الآنَ فإِنَّكما تَجِدانِه اليَوم».
[14] فصَعِدا إِلى المَدينَة، وفيما هما داخِلانِ في وَسَطِ المَدينَة، إِذا صَموئيلُ قد صادَفَهما، وهو خارِجٌ لِيَصعَدَ إِلى المَشرَف.
[15] وكانَ الرَّبُّ قد أَوحى إِلى صَموئيلَ قَبلَ أَن يأتِيَه شاوُلُ بِيَومٍ وقالَ لَه:
[16] «غَدًا في مِثلِ هٰذه السَّاعةِ أُرسِلُ إِلَيكَ رَجُلًا مِن أَرضِ بَنْيامين، فٱمسَحْه قائِدًا على شَعْبي إِسْرائيل، فيُخَلِّصَ شَعْبي مِن يَدِ الفَلِسطينِيِّين، لأَنِّي نَظَرتُ إِلى شَعْبي، وقدِ ٱنتَهى صُراخُهم إِلَيَّ».
[17] فلَمَّا رأَى صَموئيلُ شاوُلَ قالَ لَه الرَّبّ: «هُوَذا الرَّجُلُ الَّذي كَلَّمتُكَ عنه. هٰذا يَحكُمُ شَعْبي».
[18] فدَنا شاوُلُ مِن صَموئيلَ وهو في وَسَطِ البابِ وقال: «أَخبِرْني، أَينَ بَيتُ الرَّائي؟»
[19] فأَجابَ صَموئيلُ وقالَ لِشاوُل: «أَنا هو الرَّائي، فٱصعَدْ أَمامي إِلى المَشرَف، وكُلا اليَومَ معي وفي الغَدِ أَصرِفُكَ وأُنبِئُكَ بِكُلِّ ما في قَلبِكَ.
[20] فأَمَّا الأُتُنُ الَّتي ضَلَّت لَكَ مُنذُ ثَلاثَةِ أَيَّام، فلا تَجعَلْ بَالَكَ علَيها، لأَنَّها قد وُجِدَت. ولِمَن كُلُّ نَفيسٍ في إِسْرائيل؟ أَلَيْسَ لَكَ ولِكُلِّ بَيتِ أَبيكَ؟»
[21] فأَجابَ شاوُلُ وقال: «أَلَستُ أَنا بَنيامينِيًّا مِن أَصغَرِ أَسباطِ إِسْرائيل، وعَشيرتي أَصغَرُ جَميعِ عَشائِرِ سِبطِ بَنْيامين؟ فلِماذا تَقولُ لي مِثلِ هٰذا الكَلام؟»
[22] فأَخَذَ صَموئيلُ شاوُلَ وخادِمَه ودَخَلَ بِهما القاعة، وأَجلَسَهما في صَدرِ المَدعُوِّينَ وهم نَحوُ ثَلاثينَ رَجُلًا.
[23] وقالَ صَموئيلُ لِلطَّبَّاخ: «أَعطِ الحِصَّةَ الَّتي أَعطَيتُكَ إِيَّاها وقُلتُ لَكَ: ضعْها عِندَكَ».
[24] فأَخَذَ الطَّبَّاخُ الفَخِذَ بِما علَيها، ووَضَعَها أَمامَ شاوُل. فقال: «هٰذا الَّذي بَقِيَ، فضَعْه أَمامَكَ وكُلْ، لأَنَّه حُفِظَ لَكَ، عِندَما دَعوتُ الشَّعبَ إِلى هٰذه المُناسَبة». فأَكَلَ شاوُلُ مع صَموئيلَ في ذٰلك اليَوم.
[25] ثُمَّ نَزَلوا مِنَ المَشرَفِ إِلى المَدينة، وتَكَلَّمَ صَموئيلُ مع شاوُلَ على السَّطح.
[26] وبَكَّروا عِندَ طُلوعِ الفَجْر، فدَعا صَموئيلُ شاوُلَ الَّذي كان على السَّطْحِ وقالَ له: «قُمْ فأَصرِفَكَ». فقامَ شاوُلُ وخَرَجَ هو وصَموئيلُ معًا إِلى الخارِج.
[27] فبَينما هما نازِلانِ عِندَ طَرَفِ المَدينَة، قالَ صَموئيلُ لِشاوُل: «مُرِ الخادِمَ أَن يَتَقَدَّم»، ففَعل، «وقِفْ أَنتَ الآنَ فأُسمِعَكَ كَلامَ الله».