< سفر صموئيل الأول 30
Listen to this chapter • 4 min
 [1]  فلَمَّا أَتى داوُدُ ورِجالُه صِقْلاجَ في اليَومِ الثَّالِث، كانَ العَمالِقةُ قد غَزَوا النَّقَبَ وصِقْلاج، وضَرَبوا صِقْلاجَ وأَحرَقوها بِالنَّار.
 [2]  وسَبَوا مَن فيها مِنَ النِّساء، ولم يَقتُلوا أَحَدًا، لا صَغيرًا ولا كبيرًا، بل ساقوهم وذَهَبوا في طَريقِهم.
 [3]  فوَصَلَ داوُدُ ورِجالُه إِلى المَدينة، فإِذا هي قد أُحرِقَت بِالنَّار، وقد سُبِيَت نِساؤُهم وبَنوهم وبَناتُهم.
 [4]  فرَفَعَ داوُدُ والشَّعبُ الَّذي معَه أَصْواتَهم بِالبُكاء، حتَّى لم يَبقَ لَهم قُوَّةٌ لِلبُكاء.
 [5]  وسُبِيَتِ ٱمرَأَتا داوُد أَيضًا، أَحينوعَمُ اليِزرَعيلِيَّة وأَبيجائيلُ أَرمَلَةُ نابالَ الكَرمَلِيَّة.
 [6]  وتَضايَقَ داوُدُ كَثيرًا، لأَنَّ الشَّعبَ تَكَلَّمَ بِرَجمِه، إِذ كانَ كُلُّ الشَّعبِ في مَرارَةِ نَفْسٍ على بَنيه وبَناتِه. فتَقَوَّى داوُدُ بِالرَّبِّ إِلٰهِه.
 [7]  وقالَ داوُدُ لأَبِياتارَ الكاهِنِ ٱبنِ أَحيمَلِك: «هَلُمَّ إِلَيَّ بِالأَفود». فجاءَ أَبِياتارُ بِالأَفودِ إِلى داوُد.
 [8]  فسَأَلَ داوُدُ الرَّبَّ قائِلًا: «أَأُطارِدُ هٰذِه العِصابَة وهل أُدرِكُها؟» فقالَ الرَّبّ: «طارِدْ، فإنَّكَ ستُدرِكُ وتُنقِذ».
 [9]  فسارَ داوُدُ ورِجالُه السِّتُّ مِئَةٍ وأَتَوا وادِيَ البَسور. فتَخَلَّفَ قَومٌ مِنهم ولَبِثوا هُناك.
 [10]  وواصَلَ داوُدُ المُطارَدَةَ بِأَربَعِ مِئَةِ رَجُلٍ ولَبِثَ هُناكَ مِئَتا رَجُل، لأَنَّهم أَعيَوا دونَ عُبورِ وادي البَسور.
 [11]  فصادَفوا رَجُلًا مِصريًّا في الحَقل، فأَخَذوه إِلى داوُد وأَعطَوه خُبزًا فأكَلَ، وسَقَوه ماءً.
 [12]  وأَعطَوه قُرصًا مِنَ التِّينِ وعُنقودَينِ مِنَ الزَّبيب. فأَكَلَ وعادَت إِلَيه روحُه، لأَنَّه لم يَكُنْ أَكَلَ خُبزًا ولا شَرِبَ ماءً ثلاثةَ أَيَّامٍ بِلَياليها.
 [13]  فقالَ لَه داوُد: «لِمَن أَنتَ ومِن أَينَ؟» فقالَ: «فتًى مِصريّ، وأَنا عَبدٌ لِرَجُلٍ عَماليقيّ، تَرَكَني سَيِّدي لأَنِّي مَرِضتُ مُنذُ ثَلاثَةِ أَيَّام.
 [14]  وقد غَزَونا نَقَبَ الكَريتِيِّين وما لِيَهوذا ونَقَبَ كالِب، وأَحرَقْنا صِقْلاجَ بِالنَّار».
 [15]  فقالَ لَه داوُد: «هل تَنزِلُ بي إِلى تِلكَ العِصابَة؟» فقالَ لَه: «إحلِفْ لي بِاللهِ أَنَّكَ لا تَقتُلُني ولا تُسلِمُني إِلى يَدِ سَيِّدي، وأَنا أَنزِلُ بِكَ إِلى تِلكَ العِصابة».
 [16]  فنَزَلَ بِه، فإِذا بِهم مُنتَشِرونَ على وَجهِ تِلكَ الأَرْضِ كُلِّها، يأكُلونَ ويَشرَبونَ ويُعَيِّدونَ لِما نالوه مِن الغَنيمةِ الوافِرةِ الَّتي أَخَذوها مِن أَرضِ فَلِسْطينَ ومِن أَرضِ يهوذا.
 [17]  فضَرَبَهم داوُدُ مِنَ الفَجرِ إِلى مَساءِ الغَد، ولن يَنجُ مِنهم إِلاَّ أَربَعُ مِئَةٍ مِنَ الفِتْيانِ رَكِبوا على الجِمالِ وهَرَبوا.
 [18]  وأَنقَذَ داوُدُ كُلَّ ما أَخَذَه العَمالِقة وأَنقَذَ كِلْتا ٱمرَأَتَيه.
 [19]  ولم يُفقَد لَهم شَيءٌ، لا صغيرٌ ولا كَبير، ولا بَنونَ ولا بَنات، ولا غَنيمةٌ ولا شَيءٌ مِن كُلِّ ما أَخذوا لَهم، فٱستَرَدَّ داوُدُ كُلَّ ذٰلك.
 [20]  وأَخَذَ داوُدُ جَميعَ الغَنَمِ والبَقَرِ وساقوا المَواشِيَ أَمامَه قائلين: «هٰذه غَنيمَةُ داوُد».
 [21]  ووَصَلَ داودُ إِلى مِئَتَيِ الرَّجُلِ الَّذينَ أَعيَوا عن لَحاقِ داوُد وتُرِكوا في وادي البَسور. فخَرَجوا لِلِقاءِ داوُدَ والشَّعبِ الَّذي معَه. فتَقَدَّمَ داوُدُ إِلى القَومِ وسَلَّمَ علَيهم.
 [22]  فقالَ كُلُّ شِرِّيرٍ مِمَّن لا خَيرَ فيهم مِن الرِّجالِ الَّذينَ مَضَوا مع داوُد: «بما أَنَّهم لم يَمْضوا معَنا، فلا نُعْطيهم مِنَ الغَنيمةِ الَّتي أَنقَذْناها إِلاَّ زَوجَةَ كُلِّ واحِدٍ وبَنيه. فلْيَذهَبوا بِهم ويَنصَرِفوا».
 [23]  فقال داوُد: «لا تَفعَلوا هٰكذا يا إِخوَتي فيما أَعْطانا الرَّبّ، فإِنَّه حَفِظَنا وأَسلَمَ العِصابَةَ الَّتي غَزَتنا إِلى أَيدينا.
 [24]  مَنِ الَّذي يَسمَعُ لَكم في هٰذا الأَمر؟ لأَنَّه كنَصيبِ النَّازِلِ إِلى الحَرْبِ يَكونُ نَصيبُ القائِمِ على الأَمتِعة: على السَّواءِ يَقتَسِمون».
 [25]  فجَعَلَ ذٰلك مِن ذٰلِكَ اليَومِ فصاعِدًا سُنَّةً وحُكمًا في إِسْرائيلَ إِلى هٰذا اليَوم.
 [26]  ووَصَلَ داوُدُ إِلى صِقْلاج، وبَعَثَ مِنَ الغَنيمةِ إِلى شُيوخِ يَهوذا ولِكُلٍّ مِن أَصدِقائِه قائِلًا: «هٰذه لَكم بَرَكةٌ مِن غَنيمةِ أَعْداءِ الرَّبّ،
 [27]  وإِلى الَّذينَ في بَنوئيل والَّذينَ في راموتِ النَّقَب وفي يَتِّير
 [28]  وفي عَرعَره وفي سِفْموت وفي أَشتَموع
 [29]  وفي راكال وفي مُدُنِ اليَرحَمْئيلِيِّينَ وفي مُدُنِ القَنِيِّين
 [30]  وفي حُرمَة وفي بورَعاشان وفي عَتاك
 [31]  وفي حَبْرون، وإِلى جَميعِ الأَماكِنِ الَّتي سارَ فيها داوُدُ ورِجالُه.