< سفر صموئيل الأول 28
Listen to this chapter • 4 min
 [1]  وكانَ في تِلكَ الأَيَّامِ أَنَّ الفَلِسطينِيِّينَ جَمَعوا جُيوشَ مُعَسكَراتِهم لِيُحاربوا إِسْرائيل. فقالَ آكيشُ لِداوُد: «إِعلَمْ جَيِّدًا أَنَّكَ لا بُدَّ أَن تَخرُجَ معي في الجَيشِ أَنتَ ورِجالُك».
 [2]  فقالَ داوُدُ لآكيش: «وإِنَّكَ ستَعلَمُ ما يَصنَعُ عَبدُكَ». فقالَ آكيشُ لِداوُد: «إِنِّي إِذَن أُقيمُكَ حارِسًا لِرَأسي كُلَّ الأَيَّام».
 [3]  وكانَ صَموئيلُ قد ماتَ وناحَ علَيه كُلُّ إِسْرائيل، ودَفَنوه في الرَّامةِ مَدينَتِه. وكانَ شاوُلُ قد نَفى مُستَحضِري الأَرْواحِ والعَرَّافينَ مِنَ الأَرض.
 [4]  فٱجتَمَعَ الفَلِسطينِيُّونَ وأَتَوا وعَسكَروا في شونَم، وجَمَعَ شاوُلُ كُلَّ إِسْرائيلَ وعَسكَروا في جِلْبوع.
 [5]  فلَمَّا رأَى شاوُلُ مُعَسكَرَ الفَلِسطينِيِّين. خافَ وٱرتَعَشَ قَلبُه جِدًّا.
 [6]  فسَأَلَ شاوُلُ الرَّبَّ فلَم يُجِبْه الرَّبُّ، لا بِالأَحْلامِ ولا بِالأُوريم ولا بِالأَنبِياء.
 [7]  فقالَ شاوُلُ لِخُدَّامِه: «إِبحَثوا لي عنِ ٱمرَأةٍ تَستَحضِرُ الأَرْواح، فأَذهَبَ إِلَيها وأَسأَلَ على لِسانها». فقالَ لَه خُدَّامُه: «إِنَّ في عَينَ دورَ ٱمرَأَةً تَستَحضِرُ الأَرْواح».
 [8]  فتَنَكَّرَ شاوُلُ ولَبِسَ ثِيابًا أُخْرى وذَهَبَ هو ورَجُلانِ معَه ووصَلوا عِندَ المَرأَةِ لَيلًا. فقالَ لها: «تَكَهَّني لي بِٱستِحضارِ الأَرْواح، وأَصعِدي لي مَن أُسَمِّيه لكِ».
 [9]  فقالَت لَه المَرأَة: «قد عَلِمتَ ما صَنَعَ شاوُلُ مِن قَرضِ مُستَحضِري الأَرْواحِ والعَرَّافينَ مِنَ الأَرض. فلِماذا تَنصِبُ لي فَخًّا لِتُميتَني؟»
 [10]  فحَلَفَ لَها شاوُلُ بِالرَّبِّ قائِلًا: «حَيٌّ الرَّبّ! إِنَّه لا يَلحَقُكِ عِقابٌ في هٰذا الأَمْر».
 [11]  فقالَتِ المَرأَة: «مَن أُصعِدُ لَكَ؟» قال: «أَصعِدي لي صَموئيل».
 [12]  فلَمَّا رَأَتِ المَرأَةُ صَموئيل، صَرَخَت بِصَوتٍ عَظيمٍ وكَلَّمَتِ المَرأَةُ شاوُلَ قائِلَةً: «لِماذا خَدَعتَني وأَنتَ شاوُل؟»
 [13]  فقالَ لَها المَلِك: «لا تَخافي، ما الَّذي رَأَيتِ؟» فقالَتِ المَرأَةُ لِشاوُل: «رأَيتُ شَبَحًا يَصعَدُ مِنَ الأَرْض».
 [14]  فقالَ لَها: «ما هَيئَتُه؟» قالَت: «رَجُلٌ شَيخٌ صاعِدٌ مُرتَدِيًا بِرِداء». فعَرَفَ شاوُلُ أَنَّه صَموئيل. فٱرتَمى على وَجهِه إِلى الأَرضِ وسَجَد.
 [15]  فقالَ صَموئيلُ لِشاوُل: «لِماذا أَزعَجتَني وأَصعَدتَني؟» فقالَ شاوُل: «قد ضاقَ بِيَ الأَمرُ ضيقًا شَديدًا، لأَنَّ الفَلِسطينِيِّينَ يُحارِبونَني، واللهُ قد فارَقَني ولم يَعُدْ يُجيبُني لا بِالأَنبِياءِ ولا بِالأَحْلام، فدَعَوتُكَ لِكَي تُعلِمَني ماذا أَصنَع».
 [16]  فقالَ صَموئيل: «لِماذا تَسأَلُني، والرَّبُّ قد فارَقَكَ وصارَ عَدُوَّك؟
 [17]  وقَد صَنَعَ الرَّبُّ لِداوُدَ، كما تَكَلَّمَ على لِساني، وٱنتَزَعَ الرَّبُّ المَملَكَةَ مِن يَدِكَ وسَلَّمها إِلى قَريبِكَ داوُد،
 [18]  لأَنَّكَ لم تَسمَعْ لِكَلامِ الرَّبِّ ولم تُروِ ٱحتِدامَ غَضَبِه في عَماليق. لِذٰلكَ صَنَعَ الرَّبُّ هٰذا بِكَ اليَوم.
 [19]  وسيُسلِمُ الرَّبُّ إِسْرائيلَ أَيضًا معكَ إِلى أَيدي الفَلِسطينِيِّين، وغَدًا تَكونونَ معي أَنتَ وبَنوكَ، وسيُسلِمُ الرَّبُّ أَيضًا مُعَسكَرَ إِسْرائيلَ إِلى أَيدي الفَلِسطينِيِّين».
 [20]  فسَقَطَ شاوُلُ في الحالِ بِطولِه على الأَرض، وخافَ خَوفًا شَديدًا مِن كَلامِ صَموئيل، ولم تَعُدْ بِه قُوَّةٌ، لأَنَّه لم يأكُلْ كُلَّ يَومِه ولَيلَتِه.
 [21]  فتَقَدَّمَتِ المَرأَةُ إِلى شاوُل ورَأَت أَنَّه قد ذُعِرَ ذُعرًا شديدًا. فقالت لَه: «إِنَّ أَمَتَكَ قد سَمِعَت لِكَلامِكَ، وقد خاطَرتُ بِنَفْسي وسَمِعتُ لِكَلامِكَ الَّذي كَلَّمتَني بِه.
 [22]  فٱسمَعْ أَنتَ الآنَ لِكَلامِ أَمَتِكَ، فأُقَدِّمُ لَكَ كِسرَةَ خُبزٍ وتَأكُل، فيَكونَ فيكَ قُوَّةٌ فتَسيرَ في الطَّريق».
 [23]  فأَبى وقال: «لا آكُل». فأَلَحَّ علَيه خُدَّامُه والمَرأَةُ أَيضًا، فسَمِعَ لِكَلامِهمِ وقامَ عنِ الأَرضِ وجَلَسَ على السَّرير.
 [24]  وكانَ لِلمَرأةِ في البَيتِ عِجلٌ مُسَمَّن، فبادَرَت وذَبَحَته، وأَخَذَت دَقيقًا وعَجَنَته وخَبَزَته فَطيرًا،
 [25]  وقَدَّمَت إِلى شاوُلَ وخُدَّامِه، فأَكَلوا. ثُمَّ قاموا وٱنصَرَفوا في تِلكَ اللَّيلَة.